أشك بزوجتي مع أنها من عائلة محترمة، هل أطلقها أم ماذا أفعل؟

0 320

السؤال

أنا متزوج منذ 18 عاما، لدي 4 أولاد وأعيش أنا وزوجتي حياة هادئة، ويمكن القول بأنها ناجحة بكل المقاييس، بل موضع غبطة ممن حولنا، وقد أنعم الله علينا بالذرية الطيبة، وأولادنا أيضا محط إعجاب من حولنا -والحمد لله-.

تبدأ مشكلتي منذ أربعة شهور، فأنا أعمل في بلد بعيد عن أسرتي منذ عامين، ونتواصل أنا وزوجتي عن طريق النت، وفي إحدى الليالي بعد أن انتهت مكالمتي معها قامت ولم تغلق البرنامج من عندها، وظل الاتصال يعمل، وقبل أن أنبهها لذلك دق هاتفها الجوال، وسمعتها ترد على شخص، وتتبادل الضحكات، بل تردد بعض كلمات الغزل التي يقولها لها!

الحقيقة أنها لم تكن ظاهرة في الصورة، وقد صدمت مما سمعت، وبعد انتهاء مكالمتها تحدثت معها وأنا مصدوم، فأنكرت الأمر في البداية، ثم قالت: إن هذه مكالمة عابرة لشخص يعاكس، وأنها أنهت المكالمة معه مباشرة، وأن ما سمعته من باقي الكلام كان مع ابنتنا الصغيرة.

تعبيراتها تقول: إنها صادقة، وعشرتي معها لا تنبئ أنها خائنة، وأصلها طيب، وعائلها محترمة، ولكن الشك استوطن قلبي، وأفكر في طلاقها، وهدم هذه الأسرة السعيدة, فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ......... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

مرحبا بك - أيها الأخ الكريم - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يصلح زوجتك، وأن يديم الألفة والمودة بينكما.

نصيحتنا - أيها الحبيب - ألا تتعجل في اتخاذ قرار مثل هذا القرار، فإن الطلاق عواقبه وخيمة، فبه تهدم البيوت، وتتفرق الأسر، ويتشتت الأبناء، وتحصل به مضار كثيرة؛ ولذلك لا ينبغي اللجوء إليه إلا عند عدم إمكان استمرار الحال، وما ذكرته من حال زوجتك أمر يبقى في دائرة الظن، والأصل إحسان الظن بالمسلم حتى يتبين خلاف ذلك، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم} وقال - عليه الصلاة والسلام -: (إياكم والظن, فإن الظن أكذب الحديث).

لا ينبغي أن تعاقب زوجتك بطلاقها، وتفريق أسرتها مع ما ذكرته عنها من الصفات الحسنة الجميلة لمجرد هذا الظن العابر، فقد يكون ما قالته صحيحا.

على كل تقدير - أيها الحبيب - فإن زوجتك بحاجة إلى رعايتك, والقيام بحقوقها، وأنت خير من يحيطها بالعناية والرعاية, ويبعدها عن مواطن الريب، فإنها عرضة لاستدراج الشيطان وإغوائه، وهي بحاجة إليك، فأنت خير من يعينها على الثبات على الحق والطريق المستقيم، ويبعدها عن الزيغ والضلال والوقوع في الردى.

لذلك ينبغي أن تفكر - أيها الحبيب - في أحسن الطرق وأسهل الأساليب التي بها تحفظ زوجتك وأسرتك بدلا عن هذا القرار، فغربتك قد تؤثر على زوجتك بلا شك، فاجتهد - بارك الله فيك - في جلب أسرتك إليك - إن كنت تقدر على ذلك - وإن كنت لا تقدر فحاول أن تقلل فترة الغياب عن الأسرة ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وما تنفقه من مال في سفرك فإن الله عز وجل سيخلفه عليك، وهو أفضل نفقة تنفقها كما قال - عليه الصلاة والسلام -: (أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على أهله) أو كما قال - عليه الصلاة والسلام – فما تنفقه في سبيل تحصين نفسك وتحصين زوجتك وحفظ أسرتك نفقة متقبلة عند الله تعالى، مكتوب لك أنها صدقة، فافرح بهذا، واعلم أن الله عز وجل سيخلف عليك.

مع ذلك أيضا ينبغي أن تأخذ بالأسباب التي بها تحفظ زوجتك وأسرتك بأن تهيئ لهم من يجالسهم ويداوم تذكيرهم، ولو بأن تتابعهم في سماع المواعظ والمحاضرات الدينية التي تذكر بالجنة والنار ولقاء الله تعالى ومراقبته، دون أن تشعر زوجتك أنها المقصودة مباشرة بذلك.

حاول أن تسلط على زوجتك محارمك إذا كان فيهن الصالحات الطيبات للإكثار من مجالستها وعدم تركها لنفسها، بهذه الأسباب - أيها الحبيب - تنال ثواب الدعوة إلى الحق والخير، وقد يكتب الله تعالى لك أجر هداية هذه الزوجة وكمال استقامتها، وبها تحفظ أسرتك أيضا من الضياع أو الشتات، وهذا - بلا شك - خير من فراق هذه الزوجة لمجرد الظنون والشكوك.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعلك مفتاحا للخير مغلاقا للشر.

مواد ذات صلة

الاستشارات