القلق الزائد يمنعني من النوم ومن الاستمتاع بالحياة

0 224

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على إفادتكم وحرصكم على نفع الناس بكل الوسائل الممكنة.

أنا مشكلتي هي: القلق الزائد، حيث إن القلق يمنعني من النوم والاستمتاع بالحياة، قلق يساورني من كل شيء، من الدراسة، وأمور حياتية، بغض النظر عن أهميتها، وفي بعض الأحيان يصاحبه عصبية.

أفيدوني بالحل، جزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حالتك - إن شاء الله تعالى – بسيطة، والذي يظهر لي أنك تعاني مما يعرف بالقلق الانفعالي، والذي أراه أن النواة القلقية لديك قد تكون قوية بعض الشيء، أي كسمة من سمات شخصيتك، والقلق ليس كله سيئا، على العكس تماما القلق طاقة إيجابية ممتازة يمكن أن نستفيد منها إذا أحسنا استعمالها، ونحسن استعمالها من خلال تنظيم أوقاتنا – هذا مهم جدا – ؛لأن تنظيم الوقت بصورة صحيحة واستثماره يجعل القلق السلبي قلقا إيجابيا، مثلا نخصص وقتا للنوم، ووقتا للدراسة، ووقتا للرياضة، ووقتا لتلاوة القرآن، ووقتا للتواصل مع الأصدقاء، ووقتا للترفيه عن النفس، ووقتا للتفاعل الأسري... هذا - أيها الفاضل الكريم – يساعد كثيرا.

إذن: يجب أن تضع هذه البرمجة العقلية لديك بصورة واضحة جدا، وتتبع نمط حياتي فيه فعاليات متوازنة، وقتا للعلم، وقتا للترفيه، وقتا للراحة، ووقتا للعبادة (وهكذا) هذا - إن شاء الله تعالى – يزيل عنك القلق والتوتر تماما.

النقطة الثانية: ضرورة أن تعبر عما بداخلك، لا تحتقن؛ لأن الكتمان والسكوت - خاصة على الأمور البسيطة التي تكون ذات طبيعة غير مرضية - يولد لدى الإنسان طاقات غضبية سلبية كثيرة.

النقطة الثالثة – مهمة جدا -: أود منك أن تدخل نفسك في حالة انفعالية غضبية، وبعد ذلك جرب ما ورد في السنة النبوية المطهرة حول معالجة الغضب، خذ هذا التمرين بجدية شديدة، تصور أن أحد الناس قد اعترض طريقك وكان مسيئا وانفعلت فيه فجأة، ثم بعد ذلك تذكرت ما ورد في السنة النبوية المطهرة من أنك غيرت اتجاهك، من أنك تفلت على يسارك ثلاثا، واستعذت بالله من الشيطان واستغفرت واسترجعت وقلت (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) وقلت (سبحان ربي العظيم)، وقلت (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نفثه ونفخه وهمزه) هذا مفيد جدا، وهذا يروض النفس على الانفتاح الداخلي والشعور برغبة التسامح، التسامح رغبة عظيمة جدا يمكن للإنسان أن يطردها ويمكن للإنسان أن يأخذ بها.

أمر آخر أراه أيضا يساعدك: هو أن تكون لك رفقة طيبة، رفقة من الأفاضل من الشباب المتميزين المتفوقين أصحاب الخلق الرفيع والرائع، والمتميزين علميا ويحرصون على أمور دينهم، هؤلاء سوف يهيؤون لك البيئة السليمة الهادئة المطمئنة، وأوصيك ببر الوالدين، بر الوالدين نفعه عظيم على النفس وعلى الاستمتاع بالحياة، وعلى النوم السليم.

وبالمناسبة: النوم، والرياضة مهمان جدا، وأن تتجنب النوم النهاري، وأن تثبت وقت النوم ليلا، وأن تحرص على أذكار النوم، وألا تتناول الشاي أو القهوة أو البيبسي أو الكولا أو الشكولاتة في فترات المساء؛ لأن هذه فيها مركبات مثيرة جدا تمنع النوم.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ولا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي.

أسأل الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات