تبت من علاقاتي بالشباب وأخاف أن لا تقبل توبتي!

0 240

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتمنى منكم مساعدتي، فقد ارتكبت الكثير من الذنوب، كنت أبحث عن الحب، لكن المشكلة أني طيبة وساذجة، تعرفت على شخص وكنت أقول في نفسي: لن نفعل أي شيء خاطئ، تواصلنا عن طريق الهاتف، وفي يوم خرجنا معا وصار بيننا تلامس وتقبيل، وعندما رجعت للبيت شعرت بالذنب فأنهيت علاقتي معه، المشكلة أني كلما بدأت بعلاقة يحدث معي الشيء نفسه ثم أنهي العلاقة، تعرفت على 10 شباب، وكلهم صار لي معهم الشيء نفسه، وبعضهم تبادلت معه الصور، كنت أثق وأتوقع أن هذا هو الشخص المناسب، لكني أكتشف أنه غير ذلك، ابتعد بعضهم وحاولوا أن يؤذوني، لكن -بحمد الله- كان ربي ينجيني منهم، فكرت وأنا بآخر علاقة أن ربي سترني كلما أخطأت، فلماذا أستمر بالخطأ؟ ابتعدت وتوقفت وعاهدت نفسي أن لا أرجع لهذا الطريق أبدا.

أدعو ربي في كل صلاة أن يغفر لي، وأؤخر الوتر لأصليها قبل النوم، أريد أن أختم يومي بصلاة وبقراءة القرآن، وبأن أطلب من ربي أن يغفر لي كل زلاتي، لكن أخاف أن لا يقبل توبتي، أخاف أن يفضحني بعد سنوات، ماذا أفعل؟

أتمنى أن يرزقني ربي الزوج الصالح، لكني خائفة أن تمنع ذنوبي أن يتقدم لي أحد، فإلى الآن لم يأت أحد، أنا نادمة ولا أدري كيف فعلت ما فعلت، أرجوكم ساعدوني، أريد أن أتخلص من هذا الذنب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مناهل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة–، ونشكر لك هذه الروح التي حملتك على التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، واحمدي العظيم الذي ستر عليك، واجعلي جزاء هذه النعمة العظيمة الاستمرار في طاعته، واعلمي أنك -ولله الحمد- بلغت العافية، فإن التوبة طاعة من الطاعات الكبرى، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا صدق الإنسان في توبته وأخلص في أوبته ورجوعه إلى الله فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورا رحيما.

ليس الأمر مجرد توبة، بل إذا صدقت وأخلصت يبدل الله السيئات القديمة بحسنات جديدة، وسوف يعوضك الله خيرا، فاثبتي على ما أنت عليه، واعلمي أن مصدر هذا الحزن والقلق من الشيطان الذي يريدك أن تعودي للطريق الخطأ، فهو حزين لأنك تبت ورجعت إلى الله تبارك وتعالى، يريد أن يدخلك إلى باب آخر مظلم، وهو باب اليأس والقنوط من رحمة الله، ونحن هنا نذكرك بأن الله هو الرحيم، الذي ما سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.

أهم شيء هو أنك أدركت الخطأ ورجعت إلى الطريق الذي يرضي الله، فاحرصي على الثبات على هذا الطريق، واعلمي أن في الشباب ذئاب، إذا أرادك شاب فينبغي أن تكون البداية صحيحة، عليه أن يطلب يدك رسميا، يطرق باب داركم ويقابل أهلكم، وهذه هي البداية الصحيحة التي يرضى عنها رب البرية سبحانه وتعالى بعلم أهله، وبعلم أهل الفتاة، وبعلم الناس جميعا حتى لا يساء بكم الظنون، وفي كل الأحوال فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولكنها تمهيد وفرصة للتعارف الذي يوصل بعد ذلك إلى التآلف، وصولا إلى الحياة السعيدة -بإذن الله تبارك وتعالى-.

احمدي الله على ما أولاك من النعم وهيأك للتوبة، وإذا ذكرك الشيطان بأخطاء الماضي فجددي التوبة، وجددي الرجوع إلى الله، فإن هذا العدو يحزن إذا تبنا، ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا، فعامليه بنقيض قصده، واعلمي أن هم هذا العدو هو أن يحزن الذين آمنوا، وليس ضارهم شيئا إلا بإذن الله.

نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، وأن يلهمك الرشاد، وأن يعينك على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه، ولا تستعجلي، فإن الله سيقدر لك الخير، فمن التي تابت إلى الله فلم يقبلها؟! إن الله يدافع عن الذين آمنوا، وسوف يأتيك ما قدره لك الله في الوقت المناسب، فثقي في الله، واجتهدي في طاعته، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات