أخاف من الأشباح والموت، وأتوهم بأني متلبس بالجن أو مسحور.

0 368

السؤال

أعاني من الخوف الشديد من الأشباح والموت، وأتوهم أني متلبس بجن أو مسحور، أستخدم أدوية وهي: (زولوفت) بجرعة 200 مليجرام، يوميا -أي 4 حبات كل يوم-، و(دجمتيل) 200 مليجرام يوميا، و(لوكسوتانيل) قوة 3 مليجرام، 6 حبات يوميا.

أعاني من هذه المخاوف مذ 20 سنة، أريد أفضل علاج دوائي ينهي هذه الحالة التعيسة، مع العلم أن الأدوية سببت لي كسلا، فتركت الرياضة، وتركت الصلاة، أريد ألا أخاف أبدا، أريد ألا أكون كسولا، أريد أن أكون نشيطا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابو فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حالتك (حقيقة) تحتاج إلى مراجعة طبية نفسية مباشرة، وأنا أنصحك أن تذهب وتقابل أحد الأخوة الأطباء كالدكتور عادل الزائد، والأخ الدكتور سليمان، وأي طبيب نفسي آخر تراه مناسبا لك.

لماذا أقول لك يجب أن تراجع حالتك؟ لأنه (حقيقة) أنت تتناول جرعات عالية من الدواء، والذي أزعجني أنك تتناول (اللوكستونين) بجرعة 18 مليجرام في اليوم، هذه جرعة مخلة، وجرعة إدمانية، وتناول هذا الدواء وبهذه الطريقة قطعا لن يتيح لك فرصة التحسن، لأنك أصبحت تحت وطأته واستعباده، وهو الذي يؤدي إلى التكاسل والخمول، فهو دواء سيئ جدا من هذه الناحية. له استعمالات طبعا، لا ننكر ذلك، هو يستعمل لفترات قصيرة لا تزيد عن 6 أسابيع، ويكون بجرعات صغيرة.

الدواء قطعا افتقد فعاليته، لذا أنت أصبحت مضطرا لأن ترفع الجرعة حتى لا تحدث لك آثاره الجانبية، خاصة الآثار الانسحابية، لكن أؤكد لك أنه بالإشراف الطبي وبالتدرج يمكن أن تتخلص من (اللوكستونين).

هذه هي النقطة الأولى! لا أعتقد أنه توجد حلول حقيقية دون التخلص من (اللوكستونين)، والأخوة الأطباء لديهم القدرة -إن شاء الله تعالى– على أن يساعدوك في هذا السياق.

موضوع الخوف، وكذلك التوهم بأنك ملبوس بالجن أو مسحور:
هذا قد يدل أن حالتك بالفعل هي أحد المخاوف الوسواسية الشديدة، وهذه أيضا يمكن تعالج، تعالج من خلال جلسات نفسية، الجلسات النفسية مهمة جدا، وهي داعمة للعلاج الدوائي.

أنا لا أقول الأدوية ليست ضرورية في حالتك، لا، الأدوية ضرورية جدا لكن ليست الشيء الوحيد الذي يعالج حالتك.

فأنت محتاج أن تراجع حالتك، هنالك أدوية جيدة يمكن أن تكون بديلة قطعا، لكن لا بد أن يسحب أولا (اللوكستونين) بالتدريج، وربما (الدوجماتيل) أيضا يحتاج لأن يسحب أو يدعم بعلاج آخر، وأنا سوف أترك ذلك للأخ الطبيب الذي سوف يقوم بفحصك، لأن الأخ الطبيب الذي سوف يفحصك قطعا يستطيع أن يشخص حالتك بدقة أكثر، ويتدارس شخصيتك وظروفك التي تحيط بك، هذا كله يقرر العلاج، العلاج لا يقرر فقط من خلال الأعراض، إنما من خلال آليات كثيرة جدا.

أنصحك –أيها الفاضل الكريم– أن تكون فعالا، وهذه نصيحة عظيمة، أن تكون فعالا، بمعنى أن تكون إيجابيا، أن تتحرك، هذا مهم جدا، والصلاة هي عماد الدين، وهي أفضل ما يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، فلا تترك للشيطان ثغرة في هذا الأمر، وأعتقد أن الإنسان بدون صلاة –أقصد بذلك المسلم– لا قيمة له، وانظر وسائل المحافظة على الصلاة: ( 17395 - 55265 - 2133618 ).

لا أريد أن أثقل عليك أو أحرجك، لكني أثق فيك -إن شاء الله تعالى- ويجب أن تثق أيضا في نصيحتي، وهي أنك محتاج لعلاج تأهيلي، والعلاج التأهيلي لا يتأتى من خلال الأدوية، إنما يتأتى من تقوية إرادتك والإصرار على أن تدخل في برامج يومية تؤدي فيها أعمالك وتتواصل مع الناس، وتخرج إلى هذه الدنيا برحابتها وبجمالها، وتذهب إلى المساجد، وتشارك أرحامك وأهلك وإخوانك، وتذهب وتتمشى على الكورنيش، وتذهب إلى المكتبات، وتشتري كتبا وتقرأ، ويجب أن تعمل، حتى وإن كنت في أفضل النعم من حيث المعيشة، لكن أي نوع من العمل أيضا سوف يساعدك؛ لأن الفراغ مشكلة كبيرة جدا، والإنسان من خلال العمل يستطيع أن يطور نفسه.

الرسالة التي أرسلها إليك -أخي الكريم– أن حالتك تحتاج لمراجعة، أن حالتك يمكن أن تتحسن جدا، استبدال الأدوية وتغييرها أمر بسيط جدا، لا بد أن تتخلص من (اللوكستونين) بمساعدة الطبيب بالطبع، وأن تبحث وتجتهد في الآليات التأهيلية التي تحدثنا عنها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات