أعاني من تكرار أفكار تتعبتني كثيراً، فكيف أتخلص منها؟

0 319

السؤال

السلام عليكم

أعاني من تكرار الأفكار التي أتعبتني كثيرا، وأخذت من وقتي، وصرت محتارا ما بين صحتها وعدم صحتها.

حين أكون في وقت فراغ مثلا ووقت النوم، يجيء على بالي أفكار، ويطلب مني تكرارها، وإذا لم أكررها يصيبني شيء ما، مثلا تكرار فكرة عن شخص، وإن لم أكررها ممكن أن يموت هذا الشخص، بعدها أصير سببا فيه.

أحيانا حين أنسى الفكرة أجلس يوما إلى يومين أحاول أتذكر الفكرة لأجل أن أكررها، ولما أصل إلى اليأس ولا أتذكرها تجيئني حالة أن سبب تغير الناس من حولي بسبب أني ما كررت الفكرة التي نسيتها!

أتمنى إفادتي، لأني والله تعبت ووصلت مرحلة أن أنتحر وأرتاح من الأفكار، وحاولت أكثر من مرة أن لا أسترسل معها، لكن لما أشاهد أحد الأصدقاء وألاحظ تغيرا في معاملته يجيء في بالي أن سبب تغير من حولي هو سبب أني ما كررت الفكرة!

أفيدوني جزاكم الله خيرا، أريد حاجة تقنعني أن تفكيري كله خطأ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حموود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لقد وصفت حالتك بصورة جيدة، وأعتقد أنني قد توصلت إلى ما تقصد، وهو أنه تأتيك أفكار واجترارات تكررها وتكررها، وتجد نفسك مكرها على ذلك، لأنك إن لم تقم بذلك قد تكون هناك تبعات سلبية قد تحدث.

هذا نوع من النمط الوسواسي في التفكير، الوساوس لها عدة أنواع، وتأتي في أشكال مختلفة: قد تكون فكرية، قد تكون نوعا من الترديد، قد تكون نوعا من المخاوف، نوعا من الصور الذهنية، نوعا من الأفعال، وهي قطعا سخيفة ومستحوذة وملحة تفرض نفسها على الإنسان، ويحاول الإنسان دائما أن يصدها ويدفعها، لكنه قد يجد صعوبة في ذلك.

أخي الكريم: هذه صور من وساوس قهرية، والوساوس الفكرية دائما سهلة العلاج - إن شاء الله تعالى – العلاج هو علاج دوائي، وكذلك علاج سلوكي، من خلال: أن تحقرها، ألا تهتم بها، وأن تستبدلها بشيء آخر، مثلا عندما تأتي للنوم اقرأ سورة الملك، اقرأ الفاتحة، اقرأ المعوذات، آية الكرسي، خواتيم البقرة، هنا تكون قد استبدلت هذه الأفكار بشيء أكثر نفعا، وفي ذات الوقت يقلص هذه الأفكار منك.

هذا لا يمكن أن يتم من خلال ليلة واحدة أو تجربة واحدة، الأمر يتطلب منك الاستمرارية، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: يجب أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، وتطبقها قبل النوم وفي الصباح، ولدينا في موقعنا استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتستفيد مما بها من توجيهات وإرشاد، حيث إن هذه التمارين مهمة جدا، لأن الوساوس أصلا مرتبطة بالقلق النفسي والتوتر الداخلي، ومتى ما كان القلق مسيطرا على الإنسان لن تستريح نفسه أبدا إلا بعد أن يحدث استرخاء.

النقطة الثالثة: أنا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي، وهذا قد يتطلب ذهابك إلى الطبيب النفسي – أيها الفاضل الكريم – لأنك لم تذكر عمرك، ولذا يصعب علينا أن نصف لك علاجا دوائيا، بالرغم من أن الأدوية النفسية سليمة جدا، لكن أفضل أن تذهب إلى الطبيب النفسي، وإن شاء الله تعالى سوف تجد حلولا، ونحن مهدنا لك الطريق، حيث إن حالتك هي حالة وساوس قهرية وليس أكثر من ذلك، مصحوبة بنوع من عسر المزاج.

ليس هنالك ما يدفعك نحو الانتحار، الانتحار شر (262983 - 110695 - 262353 - 230518)، والحياة طيبة وجميلة، وحالتك في متناول العلاج تماما.

أي من أدوية الوساوس وتحسين المزاج سوف يقهر هذه الأفكار، نضيف إلى ذلك أهمية التطبيقات السلوكية التي ذكرناها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات