كثرة النوم وعصبية في المزاج، أريد نصائح للتخلص من ذلك.

0 439

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي أني أنام كثيرا منذ صغري، وزيادة النوم مستمرة، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أنام كثيرا وفي كل مكان، وباقي اليوم أعاني من الكسل، والخمول، وقلة التركيز، أجريت فحصا للغدة الدرقية وكان جيدا.

بالإضافة إلى ذلك مزاجي صعب، وعصبية جدا في الفترة الأخيرة، وعندي تسارع في ضربات القلب، وأحيانا يرتفع ضغط الدم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيرمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت الآن في سن الجامعة، والمفترض أنك تدرسين في كلية ما استعدادا لشق طريقك في الحياة، وبالتالي يجب تحديد الأهداف التي تريدين تحقيقها في حياتك، بداية بهدف قريب، ثم هدف متوسط المدى، ثم هدف أسمى وبعيد المدى، ثم تعملين على تحقيق هذه الأهداف سويا، بمعنى: في نفس الوقت الذي تعملين فيه على تحقيق الهدف الآني تعملين على تحقيق الأهداف متوسطة وطويلة الأجل.

والهدف الآني هو: تحقيق النجاح في الدراسة والحصول على الشهادة الجامعية التي سوف ترفع أسهمك عندما يتقدم إليك شريك الحياة -إن شاء الله- والهدف المتوسط هو: الحصول على وظيفة مناسبة للتخصص الذى اخترته لنفسك، وتكوين أسرة طيبة مؤمنة، والهدف الأسمى هو: رضى الله -سبحانه وتعالى- ودخول الجنة، وبالتالي لو عملت على تحقيق هذه الأهداف فلن تجدي وقتا للنوم، ولن يصبح الوقت مملا، ولن يضيع أبدا، بل سوف تجري الساعات جريا وأنت لم تنتهي بعد من الأعمال والمسؤوليات.

والحالة المرضية التي تجعل الإنسان كسولا يخلد إلى النوم هي: كسل الغدة الدرقية، أو الأنيميا، وطالما أن وظائف الغدة الدرقية عندك سليمة -وإن شاء الله- تحليل الدم CBC يكون سليما، فلن يبقى بعد ذلك إلا الحافز والدافع الذى يدفعك دفعا إلى تحقيق الأهداف والمسؤوليات، وهناك هرمون يوجد في جسم الإنسان يسمى (أدرينالين Adrenaline) هذا الهرمون يقوي عضلة القلب ويجعلها تعمل بكامل الطاقة، ويزيد من التفاعلات داخل الجسم بمساعدة هرمونات الغدة الدرقية لإعطائك الطاقة والقوة اللازمتين لإنجاز العمل، ويبقى بعد ذلك الحافز الذي يساعد على إفراز هذا الهرمون.

النوم والكسل يورثان الكسل، وتأجيل العمل إلى الغد لن ينجز العمل، بل سيتراكم على عمل الغد، وفي النهاية عندما يتراكم العمل المؤجل يصاب الإنسان بالإحباط، ويفقد الثقة في قدرته على العمل، ويفشل في تحقيق الأهداف.

طبعا هناك بعض الأمراض مثل: الاكتئاب، يأتي الخمول والكسل والعزوف عن الدنيا من أهم أعراضها، لذلك يمكن زيارة طبيب نفسي ليعمل لك جلسات حوار، وتحليلا نفسيا، فربما تكونين مصابة بالاكتئاب، وربما يحفزك ويفتح لك طريق النجاح، وهناك أدوية مفيدة في هذا المجال، وطريقة عمل هذه الأدوية هي: ضبط نسبة هرمون (الدوبامين Dopamine) وهرمون (السيروتونين Serotonin) وهذه الهرمونات مسؤولة عن انتقال الإشارات العصبية في المخ بطريقة صحية وسليمة تتيح للإنسان قضاء مهامه بكل نشاط وحيوية.

لذلك انفضي عنك غبار الكسل، وحددي أهدافك، واعملي على تحقيقها، فلن ينجز لك أحد عملك، ولا تعتمدي على الأهل طوال الوقت، وتذكري أنه بعد عدة سنوات قليلة سوف تكونين مسؤولة عن بيت، وزوج، وأطفال، والكل يحتاج إلى من يخدمه، وأنت حائرة بينهم، وتفعلين ذلك بحب كما تفعله والدتك الآن، ولا تنتظر إلا قبلة فوق الجبين، ودعوة لرب السماء عرفانا بالجميل الذي لن نستطيع رده مهما حاولنا.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات