حامل وأتناول (زيروكسات) هل يمكن أن يحدث تشوه في الجنين؟

0 401

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مسرورة جدا لتعرفي على هذه الشبكة الإسلامية الرائعة، وأخص بالشكر الجزيل الدكتور محمد عبدالعليم، لتفضله بالرد علي سابقا، واستطعت معرفة الوضع والمشكلة التي كنت أمر فيها.

سؤالي: كنت أتناول دواء (سيروكسات 40 مليجرام)، وبعدها اكتشفت أنني حامل في الأسبوع الخامس، ذهبت إلى طبيبة نفسية لأستشيرها بوضعي، وقالت لي: امتنعي تماما عن (السيروكسات) فهناك خطر حدوث تشوه، كلامها أرعبني لأنني كنت أتناوله ما يقارب 10 أشهر، وتأثيره مازال في جسمي، امتنعت عنه يومين وبعدها جاءت أعراض لا أستطيع أن أصفها إلا أنني كنت في جحيم من شدة ما أعانيه، والذي زاد الطين بلة أنني موظفة وأذهب إلى العمل وأنا أشعر بجحيم، من رعشة في الرأس، وكهرباء و و و .....

بعدها في لحظة ضعفي تناولت (السيروكسات) ونمت وشعرت براحة وتخدير في جسمي، فكرت بأن أنزل الذي في بطني لخوفي من تشوهات السيروكسات وبقاءه في جسمي، وعدم مقدرتي على الامتناع، بالرغم من أنني حاولت تناولت دواء (سايتوتك 6حبات) نزل دم واستمر يوما ونصف، وبعدها توقف وشعرت بتأنيب الضمير، ذهبت إلى أخصائي نساء وولادة، وأخبرني: بأن كيس الحمل موجود، ويجب التزام الراحة، فكرت أن أذهب إلى طبيب نفسي آخر لعله يصف لي دواء بديلا، فوصف لي (سبرالكس) في حالة عدم قدرتي على تحمل أعراض الانسحاب لسيروكسات.

هل ما فعلته سوف يشوه الجنين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهنده حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

توكلي على الله -أيتها الفاضلة الكريمة- واسألي الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة كاملة الخلق والخلق -إن شاء الله تعالى-.

الاختلافات التخليقية في الأجنة –ولا أحب أن أسميها تشوهات– نسبتها في الأصل حوالي اثنين ونصف في المائة، أي اثنين ونصف في المائة من حالات الحمل عامة تكون الأجنة فيها غير طبيعية، وفي بعض الأحيان قد تساهم بعض الأدوية في رفع هذه النسبة، و(الزيروكسات) من الأدوية التي لم يثبت قطعا أنها تؤدي إلى تشوهات، لكن في ذات الوقت لم تعطى البراءة الكاملة أنها سليمة في فترة الحمل الأولى -أي فترة تخليق الأجنة– وهي المائة والثمانية عشر يوما الأولى، لذا الحكمة الطبية تقتضي ألا يتناول الإنسان هذا الدواء في الفترة المشار إليها، وعموما تناول الأدوية في هذه الفترة غير مرغوب فيها؛ إلا إذا كانت هنالك ضرورة، ويكون هذا الأمر تحت إشراف طبي.

الدواء الذي أثبت أنه سليم في أثناء الحمل هو عقار (بروزاك) والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) حتى في مراحل الحمل الأولى يمكن تناوله بجرعات صغيرة، مثل: كبسولة واحدة في اليوم، والذي أراه هو أن (الفلوكستين)، سوف يكون بديلا ممتازا للزيروكسات؛ لأن التوقف المفاجئ من الزيروكسات قطعا يؤدي إلى آثار انسحابية مثل التي حدثت لك، فالذي أود أن أقترحه هو أن تذهبي إلى الطبيب النفسي مرة أخرى، ولا أعتقد أن الزيروكسات دواء مناسبا، والبروزاك سيكون بديلا سليما -إن شاء الله تعالى-.

وفوق ذلك من الضروري جدا ألا تشعري بالذنب، وأنا أؤكد لك أن آثار الزيروكسات في الدم ليست تراكمية، بمعنى أنه لا يبقى في الدم أكثر من ست وثلاثين ساعة، لذا تظهر آثاره الانسحابية بسرعة شديدة، فلا تنزعجي من حيث تأثير الزيروكسات، وفي ذات الوقت لا شك أن المتابعة مع الأطباء هو أمر محمود جدا، فتابعي مع طبيبة النساء والتوليد -على الأقل-، وزيارة واحدة أو زيارتين للطبيب النفسي أيضا سوف تكون مفيدة جدا لك.

أرجو أن تطمئني تماما.

مواد ذات صلة

الاستشارات