أصبحت مكتئبة، مللت من الحياة وأفكر في الموت.

0 430

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أحب أن أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

مشكلتي بدأت منذ خمسة شهور تقريبا، أحسست أني غير طبيعية ودائما متضايقة ومختنقة وأريد أن أبكي، وصرت أوسوس أني سأموت قريبا، أخذني أهلي لمطوع وأخبرني أني مصابة بعين حاسد، -والحمد لله- عقب الرقية والماء المقروء فيه وكثرة الدعاء تحسنت حالتي كثيرا، لكني لم أعد لمثلما كنت عليه قبلا.

صرت أفكر وأسرح كثيرا، وأخاف من كل شيء، وأحس أني مللت من الدنيا ولا أرى شيئا حلوا، مع أن لازلت صغيرة أحس أني عشت 70 سنة، وأحيانا أربط المواضيع بالموت لدرجة أني إذا جرحت أقول هذا يعني أني سأموت، وأنا أعلم أن الأعمار بيد الله لكن عقلي يقول شيئا وقلبي يقول شيئا آخر، وأخاف من الملل لأني لا أحب أن أمارس نشاطاتي اليومية، صرت أنام نصف اليوم ليمر بسرعة، وكلما تذكرت أن لا شيء عندي أفعله أتضايق لدرجة البكاء، أقول في نفسي: -إن شاء الله- سأعمل قريبا وسيذهب هذا الإحساس، لكن يأتيني إحساس أن هذا الشيء سيلازمني طول عمري، ثم أتضايق وأكتئب مرة ثانية.

صار لا أمل عندي في الحياة ولا طموح، وأحيانا أحس أن في أمراض الدنيا وأذهب للمستشفى لأكشف، ولا يكون هنالك شيء، فقر دم فقط، وبعدها أوسوس أن في شيء ما، وكم مرة فكرت في الانتحار، -والحمد لله- أن إيماني بالله قوي ومن كثرة ما أفكر بهذه الأشياء أثر على صحتي، دائما أحس بألم في الصدر ودقات قلبي غير منتظمة، يعني مرات يدق بسرعة مع التفكير وبدونه، أريد حلا لأني تعبت من هذا الشيء، وأريد أن أعود كما كنت -إن شاء الله-.

الله يعطيكم العافية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شجون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حين ذهبت إلى المستشفى لأجل الكشف، وقالوا لك: أن ليس بك شيء، فقط فقر الدم. هذا كلام طيب وجميل، وفقر الدم يجب أن يعالج، وحين ذكروا لك (ليس بك شيء) أعتقد أنهم قصدوا: (ما فيك شيء من علل جسدية)، أنا أقول هذا طيب وجميل، وما لديك مشكلة نفسية لكنها بسيطة، لديك ما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، هو يعطي هذه الصورة التي وصفتها (السرحان– عدم التركيز– الشعور بالهرم– الشعور بعدم الفعالية– الانحسار التام– وأن يمتص الإنسان ذاته في ذاته ولا يستطيع أن يتواصل اجتماعيا)، هذا قد يضع الإنسان في شعور سوداوي، يفكر في أن الحياة لا معنى لها، وهذا هو الذي وصلت إليه، وأنا أقول لك: هذه حالة نفسية يمكن علاجها بصورة فعالة جدا.

أنت –جزاك الله خيرا– ذهبت إلى المستشفى من أجل الكشف العضوي، فأنا أرجوك الآن أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، والطب النفسي مثله مثل التخصصات الأخرى، بل هو متفوق كثيرا على كثير من التخصصات، ولا صحة بدون صحة نفسية، وعلاجك بسيط جدا.

أنت تحتاجين لشيء من الإرشاد السلوكي، وأنا أساهم في هذا الأمر وأقول لك: يجب أن تعيدي تقييم ذاتك، فأنت أفضل مما تتصورين، لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك لم تستشعريها، لأن الشعور السلبي سيطر عليك، فتجاهلي السلبيات وابني الإيجابيات، وعليك بإدارة وقتك بصورة صحيحة، عليك أن تضعي أهدافا في هذه الحياة، لابد أن تسعي دائما لبر والديك، فهذا -إن شاء الله تعالى– يفتح لك خيري الدنيا والآخرة، تواصلي اجتماعيا وابني علاقات طيبة مع الصالحات من الفتيات، هذه هي الحياة، وكل الذي ذكرته لك ليس بالصعب، أمور كلها سهلة وبسيطة، لكن أحيانا تداركنا لها يكون سلبيا، لأننا قللنا من قيمة ذواتنا، لا تقللي من قيمة ذاتك –أيتها الابنة الكريمة– أنت مكرمة وعزيزة، ابني فكر جديدا فهذا سيفيدك جدا.

النقطة الأخرى، اذهبي إلى الطبيب النفسي، -وإن شاء الله تعالى- سيصرف لك أحد الأدوية الفعالة والسليمة جدا لعلاج قلق المخاوف الوسواسي، وأنا أرى أن عقار (باروكستين) والذي يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) من أفضل الأدوية التي تفيد في مثل حالتك.

وللفائدة راجعي: علاج الإحباط سلوكيا: ( 234086 - 259784 - 264411 - 267822).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات