زوجي يبذر على أصدقائه ويقصر في بيته وعياله، كيف أتعامل معه؟

0 424

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من زوجي، دائما يشتمني ويسب شكلي ثم يطلب مني أن أقابله وأنا سعيدة، والذي أطلبه منه لا ينفذه، ودائما يستفزني مع أني حريصة في نفسي وبيتي وعيالي، ومؤدية لكل واجباتي تجاهه لدرجة أني أحيانا أنصحه لكثرة تبذيره مع أصحابه، فيغضب ويقول: هؤلاء أصحابي. ودائما مقصر في بيته وعياله، كيف أتعامل معه؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونرحب بك، ونطلب منك وأنت صاحبة عقل –ولله الحمد– أن تصبري على هذا الزوج، وتحسني إليه، وتؤدي ما عليك لأنك تؤجرين بين يدي الله تبارك وتعالى، وإذا كان هذا الزوج مبذرا ويعطي أصدقائه فلا تلوميه على ذلك، ولكن امدحيه بذلك، ثم اطلبي منه أن يأتيكم أيضا أو يدخلكم ضمن هذا الإكرام والبذل، بل كوني أول صاحب أو صديق له، فإن أعلى القيم في الحياة الزوجية التي نبحث عنها الآن هي قيمة الصداقة، فإذا وصلت الزوجة إلى أن تكون صديقة لزوجها والزوج صديق لزوجته، فإنها عند ذلك ستسحب البساط من الآخرين.

ويبدو أنه عند الأضياف وعند أصحابه مكرم معظم، فأرجو أن يجد التكريم والتعظيم والاحتفاء به إذا دخل البيت، وهكذا ينبغي أن تكون المرأة، فإن امرأة من السلف كان زوجها حطابا، وكان إذا دخل عليها تقول (جاء الملك، ودخل الملك، ومرحبا بالملك)، فقالت لها ابنتها: (إن والدي حطاب فلماذا تسميه بالملك؟ قالت: هو حطاب في الخارج، لكنه ملك إذا دخل البيت، فهو ملك في البيت).

والرجل ينبغي أن تعلمي أنه طفل كبير ينفع فيه الثناء والمدح وذكر ما عنده من الإيجابيات، والثناء عليه بكرمه على أصحابه، ثم بعد ذلك تطلبين ما تريدين منه، ولا تقارني ولا تقولي (أنت تعطي أصدقاءك وأصحابك ولا تعطينا، أنت كذا وأنت كذا)، لأن هذا لوم وعتاب يطرده من البيت ويجعله يبحث عن أصدقاء يمدحونه ويثنون عليه.

أما ما يتعلق بالشتم والإساءة لك فهذه ردة فعل لما يحدث، لعلك دائما تنتقدينه أو تعلقين عليه أو على أصحابه، فهو يقابل الأمر بهذه الطريقة، فلا تتعقدي من كلامه، فإنه رضيك واختارك، وعشت معه سنوات لكن لما تقابليه بالنقد هو يحاول أن ينتقدك ويرد عليك، وأرجو أن تقابليه بابتسامة وبالفرح، ونحن دائما نقول: ليس معنى هذا أن الزوج لا يخطئ وأن المرأة لا تغضب، ولكن خاصة عند دخوله ينبغي أن يستقبل بابتسامة، ويودع بابتسامة، ثم تسأل عنه بعد ذلك برسائل جميلة، وتقول: (عسى خاطرك طيب وما أحد زعلك، ماذا تريد أن يكون الغداء؟ نحن في انتظارك، في شوق إليك) مثل هذه الكلمات.

وإذا أردت أن تعاتبيه على الخطأ فينبغي أن تختاري الوقت والأسلوب والألفاظ المناسبة، وعندما تريدين أن تعاتبيه ينبغي أن تقولي: (أنت فيك كذا ويعجبنا فيك كذا، وما قصرت في كذا، لكن أنت في هذه المسألة الفلانية يا أبا فلان كذا وكذا، الله يوفقك، ونحن سعداء بك، وبيض الله وجهك)، يعني مثل هذا الكلام، فالإنسان يقبل النصح والتعليق عليه إذا كان بهذا الأسلوب الجميل وبهذه الطريقة الحسنة.

نسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات