انعدام الثقة في النفس دمر حياتي، ما نصيحتكم؟

0 257

السؤال

السلام عليكم

لكم جزيل الشكر على ما تقدمونه.

أما بالنسبة لي فأنا أعاني من انعدام ثقتي في نفسي، والتي تؤثر على شتى مجالات حياتي، وخصوصا العمل، مع العلم بأنني أعالج في مستشفى للأمراض النفسية لأكثر من خمس سنوات، إلا أنني لازلت أتألم بسبب انعدام ثقتي بنفسي، وما يصاحب ذلك من أفكار سلبية مؤلمة.

الأرق والتوتر والخوف الشديد، مشاعر لا تفارقني ولا لحظة، وأعاني من الأرق الشديد منذ فترة، والذي يؤثر على نشاطاتي وعملي بشكل كبير، ولا أعرف سبيلا في التخلص من كل هذا!

الجدير بالذكر أنني مدة الفترة المنصرمة شاركت لأكثر من 3 برامج لبناء الثقة في النفس، وقرأت كثيرا من المقالات والكتب، حتى أصبحت القراءة في علم النفس ومشكلاته وحلوله هاجسا أعيشه وأدمنه.

أرجو المساعدة، مع العلم بأنني لا زلت أتعالج في هذا المجال.

لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AdiL حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أنت -الحمد لله- مطلع على كثير من البرامج الخاصة بتنمية الذات، واكتساب الثقة بالنفس، فحاول أن تطبق ما اكتسبته من هذه البرامج، ومن جانبي أقول لك إنه ومهما كانت علتك نفسية – لأنك ذكرت أنك تتعالج في مستشفيات الطب النفسي منذ خمس سنوات – مهما كانت هذه العلة يجب ألا تبني انطباعات سلبية عن نفسك، هذا هو الأساس الرئيسي.

عدم الثقة في النفس أصلا سببه الخوف من الفشل، والخوف من الفشل كشعور يجب ألا يقبله الإنسان، بل يتذكر أن هنالك نجاحات موجودة حتى وإن وجد الفشل، ويتذكر أيضا أن الذين فشلوا فشلا حقيقيا كان معظمهم قريبا جدا من النجاح، لكنهم لم يواصلوا محاولاتهم للوصول إلى غاياتهم، توقفوا، انكسروا، وهذه هي المشكلة.

يجب على الإنسان أن يحاول ويحاول ويثابر، هذه نقطة مهمة جدا لو تخطيتها سوف تجد أن ثقتك بنفسك قد تحسنت تماما.

الأمر الثاني هو: تغيير المفاهيم عن نفسك، ويتم ذلك من خلال أن تقارن ما بينك وما بين الناس، لا بأس في ذلك أبدا، لكن يجب أن تكون منصفا لنفسك حين تقوم بهذه المقاربات والمقارنات، هل أنت بالفعل أقل من الناس؟ الإجابة لا، البشر هم البشر، لكل طاقاته، لكل إيجابياته، لكل سلبياته، لكل نجاحاته، لكل إخفاقاته، (وهكذا).

النقطة الثالثة: عليك بالقدوة الحسنة، الإنسان حين تكون له أخوة ورفقة وخلة مع نماذج طيبة في الحياة لا بد أن يقتدي بها، وهذا يجعل عدم الثقة في النفس يتلاشى تماما.

النقطة الرابعة: كتابة برامج يومية والالتزام بتنفيذها، هذه أيضا نقطة عملية مهمة جدا وضرورية جدا.

النقطة الخامسة: ألا تنقاد بمشاعرك، إنما تنقاد بأفعالك، وهذا يرجعنا للنقطة السابقة ضرورة أن تكون هنالك برامج يومية يلزم تطبيقها.

سادسا: القراءة، الاطلاع، اكتساب المعرفة، التمسك بالدين، وبر الوالدين، وصلة الرحم: تعطي ثقة كبيرة جدا في النفس.

سابعا: موضوع الأرق يجب أن تراجع علاجاتك الدوائية مع الطبيب، هنالك أدوية تقلل من النوم ليلا، هنالك أدوية تحسن كثيرا من النوم ليلا، وفي ذات الوقت احرص على صحتك النومية، وذلك من خلال: ممارسة الرياضة، عدم النوم نهارا، وعدم تناول الشاي والقهوة في فترة المساء، والحرص على أذكار النوم، وتثبيت وقت الفراش، وأن تجعل النوم يبحث عنك ولا تبحث عنه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات