أعاني خوفًا مفاجئًا بلا سبب وفقدان الشعور بالسعادة

0 7

السؤال

السلام عليكم

بداية مشكلتي كنت أجلس على الكمبيوتر وفجأة انتابني خوف شديد بلا مبرر، وتسارعت دقات قلبي وارتجف جسمي، سمعت صوتا في رأسي يخبرني أني سأموت، وانفجرت أبكي، بعدها قلت: ربما أحتاج للنوم، وفي الصباح كان أسوأ يوم في حياتي، فقدت شهيتي وفقدت وزني، كنت 60 كغ والآن 53 كغ.

منذ بدأ هذا الاكتئاب لم أتوقف عن البكاء لأسبوع ربما، ولا أستطيع التنفس، وتهاجمني أفكار مثل أني فتاة سيئة بلا مشاعر، وأفكار أخرى عن القتل وما شابهه، أشياء تثير حزني وبكائي، والآن أصبحت أخاف من كل شيء، حتى الأشياء التي كنت أحبها مثل الجلوس على الكمبيوتر، والبقاء في غرفتي اليوم كله، فقدت الحماس والقدرة على الاستمتاع بها، بل ونسيت الشعور بالفرحة، ولا أتوقف عن التفكير، وأخاف من كل ما كان يثير حماسي وبهجتي، حتى عندما أضحك أشعر بأني لن أكون سعيدة أبدا، لذا لا داعي للضحك، أريد أن أعود كما كنت.

أتمنى أن يكون ما كتبته واضحا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

رسالتك واضحة جدا ومعبرة جدا، وقد عرضت فيها أعراضك بصورة جلية، ومن خلال ما ورد برسالتك أستطيع أن أقول لك إن الأمر -إن شاء الله تعالى– أبسط مما تتصورين.

هذه النوبة التي أتتك وسببت لك تسارعا في ضربات القلب، مع شعور بالمخاوف وعدم الاطمئنان والشعور أن المنية قد قربت، هذا نسميه بنوبات الهرع أو الفزع، وهي بالفعل متعبة جدا لصاحبها ومزعجة، لكنها -إن شاء الله تعالى– ليست خطيرة، ودائما نوبات الفزع والهرع تكون مقترنة بما نسميه بالقلق التوقعي، والتفكير الوسواسي، وعسر المزاج الثانوي، وعسر المزاج الثانوي بالطبع هو نوع من الاكتئاب النفسي البسيط، والأفكار السيئة التي تأتيك حول القتل والموت وغيره، كما ذكرت لك هي أفكار وسواسية قلقية ليس أكثر من ذلك.

لا تنزعجي -أيتها الفاضلة الكريمة-، هذا هو الذي أقوله لك أولا، ثانيا: تذكري ما عندك من إيجابيات، قطعا لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، لكن القلق والتوتر والفزع أنساك إياها، فقاومي هذا الفزع من خلال تثبيت الفكر الإيجابي، ولابد أن تكون لك أهداف مستقبلية وآمال، ضعي الآليات الصحيحة التي توصلك إليها، ومن الضروري أيضا أن تتمازجي مع صديقاتك، وأن تنخرطي في الأنشطة الطيبة والمفيدة، وأن تكوني بارة بوالديك، وأن يكون لك وجود حقيقي داخل الأسرة، لأن الفعالية الإيجابية الجيدة تشعر الإنسان بقيمته الذاتية، وهذه أكبر نفع يعود على الإنسان نفسيا، وعليك بممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، فهي مهمة جدا، وتطبيق تمارين الاسترخاء أيضا فيه فائدة كبيرة جدا.

بقي أن أقول لك: ربما يكون من المفيد لك أيضا أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، فالكويت بها الكثير من الإخوة المتميزين في مجال الطب النفسي، ومقابلة الطبيب سوف تتيح لك الفرصة للمزيد من الإرشاد والاسترشاد، وفي ذات الوقت يصرف لك الطبيب أحد الأدوية المناسبة لعلاج مثل هذه الحالات، ومن أفضل هذه الأدوية الدواء الذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (إستالوبرام).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات