أختي تعاني من اكتئاب شديد وقد حاولت الانتحار!

0 290

السؤال

السلام عليكم

أختي عمرها 17 عاما، تعاني من اكتئاب شديد وبعض الأعراض الوسواسية، وأرق وصعوبة في النوم، حسب تشخيص الأطباء لها، وتم وصف علاج فافرين بجرعه 100 ملجم في اليوم، وسيروكسات ودوجماتيل ورستولام، لكنها لم تظهر تجاوبا، ودائما ما تتردد على بالها فكرة الانتحار بل وحاولت تنفيذه، مع العلم أنها لم تلتزم بالدواء بشكل قطعي، وتزيد الحالة الاكتئابية قبل نزول الدورة الشهرية بأسبوع أو عشره أيام، وتفقد القدرة على التركيز في وقت الامتحانات، وتدخل في حالات انهيارية لأتفه الأسباب.

أرجو من حضرتكم أن تدلوني على علاج فعال لحالتها الاكتئابية، وعلاج فعال لعدم قدرتها على التركيز.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكرك لك اهتمامك بأمر أختك، وأسأل الله لها العافية والشفاء.

أولا: الاكتئاب النفسي الذي يظهر في سن أختك لابد أن يعالج من خلال التحدث معها، وأن تعقد لها جلسات علاجية كلامية سلوكية بمعدل جلسة إلى جلستين في الأسبوع لمدة شهرين على الأقل، هذه من طرق العلاج المهمة جدا، هنالك أشياء كثيرة تظهر من خلال التحدث مع المعالج، ما هي دوافع هذه الفتاة؟ ما هي إخفاقاتها؟ ما هي آمالها؟ ما هي نقاط قوتها في شخصيتها وحياتها؟ وما هي نقاط الضعف؟ وهكذا، هذا كله يحتاج للكثير من الشرح والتوضيح والتحليل، -وإن شاء الله تعالى- تستفيد كثيرا من الآليات الإرشادية والتوجيهية التي سوف يقوم بها المعالج.

لا شك أن فكرة الانتحار ومحاولات الانتحار في مثل عمرها كثيرة، لكن نعتبرها خطيرة جدا، بالرغم من أن معظم الفتيات يقمن بهذه المحاولات من أجل البحث عن المساعدة ولفت انتباه الآخرين، ودليل على حجم التوتر، والانفعال السلبي الداخلي الذي تعاني منه الفتاة في بعض الأحيان في مثل عمرها، إلا أن الانتحار في مجمله يسبب هاجسا بالنسبة للمعالجين، ولابد أن يكون هنالك شرح واف حول هذا الموضوع، ولابد لأختك أن تعرف خطورة مثل هذه الأفكار والإقدام على مثل هذه المحاولات، الدراسات أشارت أن كثيرا من الفتيات اللواتي يحاولن الانتحار في هذه الفترة، وإن لم يكن قصدهن أن يقتلن أنفسهن، إلا أن بعضهن قد يمتن خطأ نسبة لضعف المعرفة بكمية الأدوية، أو أي مركب آخر تحاول الفتاة تناوله، فيجب أن يكون هناك حذر شديد حول الفكر الانتحاري، ولابد أن تقدم لها المساندة التامة، -وإن شاء الله تعالى- من خلال المتابعات النفسية والعلاجية والسلوكية، والالتزام بالعلاج الدوائي سوف تتحسن أمورها كثيرا.

الحالة الاكتئابية قبل نزول الدورة الشهرية لدى البنات، من أعراضها النفسية بالفعل الاكتئاب النفسي والتوتر، وهي مزعجة للفتاة، وهذه تعالج أيضا من خلال العلاج السلوكي وتطبيق تمارين الاسترخاء بدقة، وممارسة الرياضة، وتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب.

أختك هذه لابد أن تراجع الطبيب أيضا -الطبيب النفسي المقتدر- ليقوم كما تحدثنا بإجراء علاج سلوكي لها، وحتى مراجعة التشخيص نفسه، لأن كثيرا من الحالات التي عولجت كاكتئاب نفسي لدى صغار السن، اتضح أن معظمهم يعاني من حالات أخرى تعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة البسيطة.

إذن الاضطرابات المزاجية بصفة عامة قد لا تعني وجود اكتئاب آحادي القطب، إنما يكون المرض هو في الأصل ثنائي القطب، وهذا لا يعالج عن طريق الأدوية المضادة للاكتئاب، لأنها قد تؤدي إلى تدهور الحالة أكثر دون أن يكون هنالك نفع علاجي، والذي يفيد وينفع من حيث الأدوية في هذه الحالات هو مثبتات المزاج، وهي معروفة لدى الأطباء.

فأرجو -أيتها الفاضلة الكريمة– أن تذهب أختك للطبيب، -وإن شاء الله تعالى- من خلال العلاجات السلوكية والعلاج الدوائي يزول عنها هذا الكدر، وقطعا سوف يتحسن التركيز لديها.

ومن جانبكم يجب أن تكونوا دعما حقيقيا لها، وأن ترشدوها نحو ما هو صحيح وما هو صواب وما هو إيجابي، وساعدوها أيضا في إدارة وقتها، وأن تجتهد في دراستها، ويا حبذا لو مارست أي نوع من الرياضة، ولابد أن تكون حريصة جدا على الصلاة، ويا حبذا لو ناقشتها في موضوع تلاوة القرآن مع بعضكم البعض –مثلا- بمعدل مرتين في الأسبوع، وهكذا، هذا فيه فائدة وخير كثير للجميع - بإذن الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات