كيف نتفادى السمنة الناتجة عن تعاطي أدوية الرهاب الاجتماعي؟

0 521

السؤال

السلام عليكم

أنا أتناول علاج السبراليكس من أجل الرهاب الاجتماعي، وللأسف ألاحظ أن وزني يزيد، ألا يوجد بديل لا يسبب سمنة؟ وبلغني أن السبراليكس والسيروكسات يسببان السمنة، سؤالي: هل يسبب السمنة بسبب أنهما يفتحان للشهية؟ أو بسبب تأثيرهما على عملية إحراق السعرات الحرارية داخل جسم المريض؟ وعليه كيف نتفادى السمنة الناتجة عن تعاطي السبراليكس؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الرهابي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

العلاقة بين الأدوية مثل الـ (سيبرالكس Cipralex) والسمنة علاقة معقدة بعض الشيء، لكن الأمر المهم فيها أن هذا الدواء بالفعل يؤدي إلى زيادة في الشهية نحو الطعام، وعلى وجه الخصوص قد تحدث لبعض الناس شراهة نحو تناول الحلويات، وهذا ناتج من الفعل المباشر للدواء، حيث إنه يعمل على الـ (سيروتونين Serotonin)، ويعرف أن السيروتونين داخل الدماغ له عدة جزئيات وأقسام، وبعض أجزاء وأقسام السيروتونين مرتبطة بمركز الجوع والإشباع لدى الإنسان.

لا نستطيع أن نقول أن السيبرالكس يؤدي إلى السمنة على الإطلاق، لا يحدث هذا الأمر لدى جميع الناس، هنالك من شاهدتهم يتناولون هذا الدواء ولم يزد وزنهم أبدا، لكن في المقابل نلاحظ أن حاولي عشرين إلى ثلاثين بالمائة من الذين يتناولون هذا الدواء قد يزيد وزنهم، خاصة في الأربعة أشهر الأولى من تناول العلاج، والذين لديهم قابلية أكثر لزيادة الوزن هم الذين لديهم تاريخ سمنة في أسرهم، لأن السمنة معروف أنها مرتبطة كثيرا بالعوامل الوراثية، أو الذين يعيشون حياة فيها الكثير من عدم الحركة وقلة الأنشطة.

وبالطبع أفضل طريقة لتخفيف الوزن الناتج من هذه الأدوية، هو أن يحاول الإنسان بقدر الإمكان أن ينضبط من حيث تناول الطعام، وأن يمارس الرياضة، هذا هو الأفضل، وكما ذكرت لك، يعرف وبصورة واضحة أنه بعد مضي أربعة أشهر، زيادة الوزن لا تكون مطردة أو سوف تتوقف، ومن يجتهد في هذه الفترة وما بعدها قطعا سوف ينخفض وزنه، بعض الناس قد لا يستطيعون مواكبة هذا الموضوع –أي التحكم في الطعام وممارسة الرياضة– وهؤلاء قد يلجؤون لبعض البدائل الأخرى.

والبدائل: أولا أن يغير الدواء، أن ينتقل الإنسان إلى دواء آخر، إذا كان هذا الدواء متوفرا، بمعنى أن التشخيص هو الذي يحدد مسار الدواء الذي يختاره الطبيب، مثلا إذا كان السيبرالكس يتم تناوله من أجل علاج القلق والتوتر أو الاكتئاب –مثلا- فهنالك عقار (بوبروبيون Bupropion)، والذي يعرف تجاريا باسم (ويلبيوترين Wellbutrin)، هذا دواء فاعل جدا ولا يزيد الوزن، بل يقلل الوزن عند بعض الناس. وإذا كان المرض هو الوساوس القهرية أو المخاوف –مثلا- فهنا يعتبر عقار (فافرين)، والذي يعرف علميا باسم (فلوفوكسامين Fluvoxamine) من الأدوية الممتازة والتي لا تزيد الوزن. وبالنسبة لحالات الاكتئاب المصحوب بالوساوس يعتبر (البروزاك)، والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) دواء ممتازا جدا، وهو غالبا لا يزيد الوزن.

هذا إذن خط علاجي أول، والخط العلاجي الثاني: إذا كان السيبرالكس هو الدواء الوحيد الذي أفاد في حالة الإنسان، فهنا نقول أن تناول بعض الأدوية التي تقلل من الشهية للطعام قد يكون مجديا، وأحد هذه الأدوية مشهور جدا يسمى (توباماكس Topamax) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (توبيراميت Topiramate)، هو دواء في الأصل يستعمل لعلاج الصرع في بعض الأحيان، ويستعمل أيضا لعلاج الصداع النصفي، كما أنه محسن نسبي ومثبت نسبي للمزاج، تناوله بجرعة خمسة وعشرين إلى خمسين مليجراما يوميا يساعد كثيرا في تقليل الشهية للطعام، لكن هذا الأمر يجب أن يتم بإشراف طبي مباشر، الدواء الآخر الذي يستعمل هو الدواء المعروف باسم (جلوكوفاج Glucophage)، وهو دواء يستعمله الكثير من الناس الذين يعانون من مرض السكري، فهو منظم متوازن جدا للسكر، ويعرف عنه أنه أيضا قد يؤدي لتخفيض الوزن، لكن هذا أيضا ننصح أن يكون تحت الإشراف الطبي.

أسأل الله تعالى أن تجد الفائدة فيما ذكرناه لك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات