أشكو من ثقل في الرأس وتشوش وضجيج، فهل هو نفسي أم عضوي؟

0 621

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ شهرين من مشكلة مزمنة أتعبتني في حياتي وغيرت مساري، حيث انقلب حالي عما كان عليه، حيث كنت -ولله الحمد- إنسانا طبيعيا لا أشكو من أي علة، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

أنا متزوج حديثا، بدأت مشكلتي بعد (العقد) ومستمرة معي إلى الآن، المشكلة: بدأ تأتيني لمدة ثوان وتختفي، والآن هي مستمرة في رأسي، أشكو من علة في رأسي، ليس الصداع المعتاد إنما هو خفة في الرأس أو ثقل أو تشوش أو ضجيج أو عدم اتزان أو حركة داخله أشعر بها، أو اضطراب داخله؛ المهم أن هناك أمرا غير طبيعي أحسه في رأسي.

تزداد هذه المشكلة مع المشي، تتعبني كثيرا مع المشي خاصة، تخف المشكلة وتزيد من نفسها، ولكنها لا تزول، أتعبتني في حياتي أصبحت لا أستطيع الذهاب إلى المسجد وأصلي في المنزل، وهذه الأيام أيضا أتاني ألم في الصدر عند القلب وأتعبني هذا الألم، وأقلقني في حياتي، يأتي ويزول فترات معينة.

حدث لي أمر غريب أثناء النوم، فطبيعة الإنسان حين يكون نائما، يكون في غرفة خالية من الأصوات، أنا أثناء النوم أشعر أن صوت مكيف (الشباك) بما أنه هو الملاحظ صوته في الغرفة أشعر أن صوته يختفي من سمعي أقل من الثانية ثم يعود، مع العلم أنني عملت أشعة مقطعية للرأس، وعملت تحاليل الدم والبول لأكثر من مرة، وعملت تحليل الغدة الدرقية، راجعت أكثر من أخصائي أذن وأنف وحنجرة، راجعت طبيب مخ وأعصاب، راجعت أكثر من طبيب باطنية، راجعت أكثر من طبيب عام، عملت تخطيطا للقلب حتى أصبحت من كثرة مراجعاتي للأطباء أعمل فحص الضغط والحرارة بشكل يومي.

بعض الأطباء أجمعوا على أن ما أعاني منه (نفسي) وليس عضويا وأنا مستغرب كيف يكون نفسيا وهو يزداد مع المشي ويخف أثناء قيادتي للسيارة، عملت الرقية الشرعية عند المشايخ والرقاة تقريبا أكثر من 30 مرة، وحاليا أنا على علاج الرقاة الماء المقري والزيت وخلافه، ولا أعلم ما العمل؟

علما أنني أرى نفسي لا أعاني من أعراض قلق أو توتر، ومرتاح في حياتي عدا هذا العرض الذي ألم بي وغير مسار حياتي، فأصبحت قلقا ولا أستطيع أن أمارس حياتي السابقة، فأنا أعيش أياما عصيبة وأنا عريس جديد، تحولت فرحتي إلى هم وتعب وضيق في الصدر، أنا الآن في إجازة وطبيعة عملي تتطلب الحركة، لا أعلم كيف سأعود وأمارس عملي؛ لأن المشكلة تتعبني في المشي (اللهم فرج همي واشفني واشف جميع المسلمين).

اعتذر عن الإطالة وأشكركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mdswb حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يتم لك الفرح والزواج، وأن تعيش حياة طيبة هانئة مع زوجتك.

أيها الفاضل الكريم: أنت تعاني من أعراض جسدية كثيرة، وقد قمت -والحمد لله تعالى– بمقابلة جميع المختصين ذي الصلة بحالتك، وقمت كذلك بإجراء الفحوصات الكاملة والمتقنة، وكلها –بفضل الله تعالى– سليمة جدا، والذي تلمسته ولاحظته من خلال رسالتك وسردك لأعراضك ومعاناتك معها، أحسست فعلا أنه يوجد جانب نفسي، والجانب النفسي يتمثل فيما يمكن أن نسميه بقلق المخاوف.

وقلق المخاوف كثيرا ما يؤدي إلى أعراض تجسيد، وأعراض التجسيد هي: أعراض جسدية تصيب الإنسان وتكون غير محددة المعالم، وغالبا يكون منشؤها القلق والتوترات الداخلية؛ لأن القلق المقنع –أي القلق غير الواضح والمكشوف– يظهر بهذه الصورة أيها الفاضل الكريم.

ولذا الذي أطلبه منك هو أن تذهب إلى طبيب نفسي، فأنت -الحمد لله تعالى– لا تحس بأي عقد، أو أي نوع من الوصمة حيال الذهاب إلى الأطباء، وأنا أؤكد لك أن الطب النفسي تخصص محترم وممتاز، وسوف تقابل -إن شاء الله تعالى– بأريحية ومهنية واهتمام من جانب الطبيب.

تخير طبيبا جيدا، والمملكة العربية السعودية -الحمد لله تعالى– بها الكثير والكثير جدا من الزملاء الأطباء النفسانيين المتميزين، واشرح له وضعك هذا، وأنا متأكد تماما أنك سوف تسمع منه ما يسرك.

كل الذي تحتاجه هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف والتوترات، وبعض الإرشادات البسيطة.

هنالك أدوية فعالة وممتازة جدا مثل: عقار (سبرالكس) أو عقار (زولفت) أو عقار (برستيج) ويضاف إليها جرعة صغيرة من عقار (دوجماتيل) مثلا.

هذا كل الذي تحتاجه -أيها الفاضل الكريم– وأنصحك أيضا نصيحة مهمة جدا، وهي: أن تتوقف تماما عن موضوع التنقل بين الأطباء، أنت محتاج فقط أن تلتزم بأن تذهب لطبيب الأسرة مثلا، أو طبيب الباطنية مرة واحدة كل ثلاثة أشهر مثلا لإجراء فحوصات عامة، ويجب أن تعيش حياة صحية: بأن تمارس الرياضة، تطبق تمارين الاسترخاء، تتواصل اجتماعيا... هذا كله -والحمد لله تعالى– فيه خير وفائدة كثيرة لك.

لا شك أن الحرص على الأذكار والصلاة في وقتها في المسجد، وتلاوة القرآن فيها خير كثير جدا للإنسان.

حاول أن تطور مهاراتك فيما يخص وضعك الوظيفي؛ لأن هذا يعطي دافعية إيجابية وثقة كبيرة في النفس.

إذن الأعراض التي تعاني منها نسميها أعراض التجسيد، ويقصد بها أعراض جسدية متعددة لكن نشأتها في الأصل نفسية، ولا تستغرب لذلك، فهذه الحالات كثيرة جدا، ونشاهدها، وهذا لا يعني أنك مريض نفسيا، هذه مجرد ظاهرة وليس أكثر من ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات