أعاني من كوابيس وتخبط في النوم وهذيان وفشل عام، فما العلاج؟

0 225

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا عبد الرحيم من الجزائر (30 سنة)، أعاني منذ 13 سنة من مرض لم أعلم إن كان سحرا أم ماذا! فقد كنت متفوقا في دراستي لكن المرض الذي حل بي حطم حياتي فلا راقي ولا طبيب استطاع أن يشفيني! معظم الرقاة يقولون أن بي سحرا، لكن لا أحد استطاع أن يفيدني بشيء حتى فقدت الامل في الشفاء، وسئمت الحياة إلى درجة كبيرة فلا أعيش كالناس، حتى الصلاة أصبحت ثقيلة علي!

وأعاني من أعراض كثيرة كالكوابيس والتخبط في النوم، ولا أستطيع القيلولة لأنني وكأني أهذي حين أنام في النهار، وأعاني من فشل عام واكتئاب وتفكير في الماضي، والنسيان وإرهاق وآلام في البطن وخفقان.

أرجو أن تفيدوني بحل أو أي شيء يعينني على الخروج من هذا المأزق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abderrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أرى أن علتك التي تعاني منها والتي سببت لك الكثير من الضجر وعدم الارتياح؛ هي في الأصل علة نفسية، واضح أن الاكتئاب النفسي يسيطر عليك، وهذا هو الذي بنى هذه المشاعر السلبية لديك (الشعور بالملل، الشعور بعدم الفعالية، عدم التمتع بطيبات الحياة) هذا من علامات الاكتئاب النفسي، وحتى الكوابيس واضطرابات النوم لا شك أنها من الأعراض البيولوجية المرتبطة بالاكتئاب النفسي.

أنا أنصحك أن تذهب لطبيب نفسي محترم وتثق فيه، فهذه خطوة مهمة إن توفر لك هذا. ومن ناحيتي أقول لك: أعرف أن الاكتئاب يمكن علاجه، الاكتئاب يمكن السيطرة عليه، الاكتئاب يمكن إزالته، الاكتئاب يمكن هزيمته، وذلك من خلال الحرص على التفكير الإيجابي، وأن تقيم نفسك بصورة صحيحة، وأن تطور ذاتك، وذلك من خلال التخلص من السلبيات والشوائب، ومن خلال التطوير الفكري والمعرفي، وعلى نطاق العمل والعقيدة والتواصل الاجتماعي، وأن تجعل حياتك صحية وفعالة، من خلال ممارسة الرياضة أيضا، الرياضة مهمة جدا، الرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام، والتنظيم الغذائي الصحيح، وصلة الرحم... هذه كلها علاجات فعالة جدا.

ولا تنقد لمشاعرك، المشاعر السلبية تقود صاحبها نحو التهلكة والانزواء وعدم الفعالية، لكن الإنسان الذي يجبر نفسه ويدفعها نحو الإنجاز والإصرار -مهما كانت الأحزان والأكدار-؛ سوف يجد بعد فترة أنه أصبح منشرح الصدر، يحس بالرضا نسبة لإنجازاته... إذن الأفعال تغير المشاعر. هذا يجب أن يكون منهجك.

الأمر الثاني: التنظيم بالنسبة للنوم سهل، سهل جدا أخي الكريم، هنالك نوم صحي، يتطلب:

1) ألا ينام الإنسان في وقت النهار، إلا من قام الفجر وصلى وباشر عملا إلى وقت الظهيرة فاحتاج إلى أن يرتاح وينام نصف ساعة أو ثلثي ساعة.
2) أن تمارس الرياضة.
3) ألا تشرب الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساء.
4) أن تثبت وقت الفراش.
5) ألا تذهب إلى النوم إلا عند الإحساس بالنعاس.
6) أن تتوضأ قبل النوم، وصلاة ركعتين خفيفتين.
7) أن تنام على جنبك الأيمن وتضع يدك تحت خدك الأيمن، وتقول (بسم الله).
8) وأن تحرص على أذكار النوم (277975) حرصا شديدا.
9) وعلى الأقل إن لم تستطع الدوام على ذلك فمن مرة إلى أخرى.

صلة الرحم - أخي عبد الرحيم – لها أجر عظيم، ولها فعل عظيم على النفس، فأرجو أن تحرص على ذلك.

الآن علماء السلوك أصبحوا يضعون قيمة عظيمة لما أقوله لك، وهذا ليس من عندي، إنما هو من ديننا العظيم وسنة نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم – فأرجو أن تحرص وتأخذ بها.

العلاج الدوائي مطلوب في حالتك، مطلوب جدا، وتوجد الآن أدوية فعالة جدا، هنالك عقار يعرف باسم (ريمارون) واسمه العلمي (ميرتازبين) دواء جميل، دواء فاعل، يحسن النوم، ويزيل الاكتئاب والتوتر.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة عشر مليجراما – تتناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا – أي ثلاثين مليجراما – وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل.

يمكنك أن تدعم الريمارون بعقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، الجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة في الصباح، وقوة الكبسولة خمسون مليجراما، تناولها لمدة أسبوعين، ثم اجعلها صباحا ومثلها ليلا لمدة شهرين، ثم كبسولة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

قطعا سيكون من الجميل ومن الأصول الطبية الرصينة أن تقوم بإجراء فحوصات عامة، تتأكد من مستوى (الدم – السكر – الدهنيات – وظائف الكلى – وظائف الكبد – فيتامين ب12 – فيتامين د – وظائف الغدة الدرقية) هذه كلها أسس طبية مهمة للتأكد من صحتك العضوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات