هل أساير أصدقائي فيما يأمرونني به من معصية لأتأكد أنني طبيعي؟

0 434

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 17 سنة و9 أشهر، أريد أن أستشيركم بموضوع يشغل تفكيري حاليا.

بالنسبة لموضوع العادة السرية: أنا لم أمارس العادة السرية من قبل، أي أنني لم أقذف المني أبدا، لم أكن أهتم بهذا الموضوع كثيرا، ولكن منذ فترة اكتشفت أن جميع أصدقائي على الإطلاق يمارسونها.

وللصراحة أنا بعد هذا بدأت أشعر أني غير طبيعي؛ لأني أخالف أصدقائي، نصحني أحدهم بأن أحاول ممارستها لكي أقذف، لكني لم أحاول، بالنسبة للاحتلام أنا كنت أستيقظ أحيانا لأجد سائلا شفافا لا أعتقد أنه المني، بل هو المذي.

أنا الآن خائف وفي حيرة من أمري، ولا أدري ماذا أفعل، هل أشاهد فيلما إباحيا مثلا، وأحاول ممارستها؟ أم أترك الأمر للزمن ولا أفكر فيه؟ رجاء ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ zzz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أيها الابن الكريم– ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، وهنيئا لمن سأل ثم انتهى إلى سمع، وكان ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واعلم أنك في عافية وأنك في خير، فتجنب ما يفعله الأصدقاء، ولا تدخل نفسك في هذا النفق، فإن هذه العادة السيئة لا توصل إلى الإشباع، ولكن توصل إلى السعار، وتجعل صاحبها كالذي يشرب ولا يرتوي، فلذلك تجنب تقليد هؤلاء الأصدقاء، وتجنب مناقشتهم في مثل هذه الأمور، بل كن على حذر منهم، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، قال تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.

واعلم أن هذا أمر طبيعي، وأن الإنسان يمكن أن يأتيه الاحتلام عندما تشتد هذه الطاقة في النفس، جعل الله تبارك وتعالى لها هذا المخرج، وحتى مسألة الاحتلام مرتبطة بما يشاهده الإنسان من مناظر، وتفكيره في هذه الأمور هو الذي يجلب له هذا الاحتلام.

فأنت -ولله الحمد- طبيعي، وينبغي أن تتهيأ لهذه الممارسة عندما تعد نفسك لها، ولا تنزعج من هذا الذي يحدث معك، واعلم أن كثرة الممارسة أو كثرة الاحتلام ليست من الأمور المطلوبة، بل حتى كثرة الجماع ليست من الأمور المطلوبة من الناحية الشرعية، ولكن هذه طاقة متى ما وجدت فإن الإنسان ينبغي أن يصرفها بالطريقة الصحيحة، ولا توجد طريقة صحيحة سوى الزواج، قال تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم} ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع) لم يقل (يمارس كذا، أو يفعل كذا أو يفعل كذا) -وحاشاه– ولكن قال: (ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

والصوم أهم ما فيه أنه يكسر حدة الشهوة، والشهوة كالجوع للبطن؛ لأنها على علاقة بالشبع وعلى علاقة بالترف وعلى علاقة بإطلاق البصر في الغاديات الرائحات، والمسلم معصوم من كل هذا، فإذا غض بصره وشغل نفسه بالطاعة، ووزع طاقته فيما يفيد فإنه عند ذلك لن يعاني من هذه المشكلة.

فلا تظن أن ما عند الأصدقاء هو خير وهو الطبيعي، بل هذه آفة ومصيبة وكثير من هؤلاء الشباب يدمن هذه العادة ثم يسأل، وإليك استشارات نرجعك إليها لترى كم يبكي هؤلاء، وكم يحزن هؤلاء الذين دخلوا هذا النفق المظلم، وإذا استمررت في البحث فإنك ستجد معاناة كبيرة لهم بعد أن يتزوجوا، فإن الذي يستعجل هذه الشهوة بالحرام يحرمها في الحلال والعياذ بالله تعالى.

ولذلك من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وكثير من الناس يفقدون طعم حياتهم الزوجية والأسرية؛ لأنهم أدمنوا هذه الممارسة الخاطئة التي لا ترضي الله تبارك وتعالى، وإذا كنت -ولله الحمد- في شاطئ العافية فحذاري أن تقلد هؤلاء وأن تسير في طريقهم، واترك الأمر على الطبيعة، فإن هذه الشهوة متى ما اشتدت في جسدك فإنها ستفرغ بالطريقة الطبيعية، وستستيقظ من النوم وتجد هذا الماء وقد خرج منك، وعند ذلك عليك أن تغتسل؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– يقول: (إنما الماء من الماء) وإذا وجد الإنسان هذا البلل فعليه أن يغتسل.

والخارج من الإنسان يتنوع، فهناك المذي وهو سائل شفاف، وهذا يخرج عند التفكير في الجماع، وقد يراه الإنسان بعد النوم، وهناك المني وهو أيضا سائل باندفاع وبلذة وبرعشة، وقد لا يشعر النائم بها لكنه يجد كمية أكبر من الماء، وأيضا كأن له رائحة مثل طلح النخل أو رائحة البيض، وإذا نشف في الجسم أو في الثوب فإنه يصبح مكانه يابسا، ولذلك كانت عائشة –رضي الله عنها– تحته وتحكه من ثوب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهناك خارج ثالث وهو الودي، وهذا يخرج عند حمل أشياء ثقيلة أو شدة الحمة أو شدة البرد أو يخرج بعد البول.

أما المذي والودي ففيهما غسل العضو ونضح الثوب إذا كان أصابه هذا المذي أو الودي، والمني الذي يكون فيه الولد فيه غسل الجنابة.

وعلى كل حال ليس في حالك ما يدعو إلى الانزعاج، بل ينبغي أن تحافظ على هذه النعمة، ولا تشغل نفسك بما يشغل هؤلاء أنفسهم، حتى تتهيأ للزواج بأن تعد نفسك، وعند ذلك تطلب هذا الشيء الفطري، فتطلب فتاة تختار فيها دينها وأخلاقها، لتعيش معها حياة زوجية حلالا تستمتع فيها غاية المتعة؛ لأن متعة الإنسان بعد زواجه مرتبطة بسيرته قبل زواجه، فإن كان مطيعا لله محافظا على نفسه وعلى عفته استمتع وأمتع أهله بتلك الحياة، وإن كان ممن اعتاد الممارسة الخاطئة –العادة السيئة أو أي ممارسات– لم يجد والعياذ بالله لذة في الحلال، وقد تكون أمامه عوائق كثيرة ومشكلات كثيرة تواجهه، ولا ينبئك مثل خبير، فنحن تأتينا هذه الإشكالات وتعرض بين أيدينا.

أنت ولله الحمد في خير، فاشغل نفسك بالخير، وتوجه إلى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يعينك على العفاف والطهر، ونسأل الله أن يرزقك عندما تتهيأ أيضا الزوجة الحلال التي تسعدها وتسعدك.

وللفائدة نحيلك على مجموعة من الاستشارات فيها بيان لهذه العادة وما يتعلق بها من مسائل: فحول أضرار هذه العادة السيئة: (38582428424312 - 260343 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312)

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات