أرى تقصيراً من زوجتي في الجوانب الإيمانية.. فكيف أنصحها؟

0 443

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا للرد على الاستشارة (2173384) للتوضيح فهي والحمد لله تصلي، وتقرأ القرآن وتذكر الله، كما قال الدكتور في الجواب يعني خلطت عملا صالحا وآخر سيئا، وهي الآن تقول لن تتخلى عن ما سبق ذكره من مسلسلات حتى آخر نقطة في حياتها؛ وأعياد الكفار وموسيقى ومصافحة للأجانب شيء عادي بالنسبة لها، فهي تقول إنها تربت مع عائلتها على هذا النحو دين وصلاة؛ موسيقى ورقص ومسلسلات...إلخ.

زيادة على ذلك فهي تسبني وتشتمني بأقبح الكلام كلما حولت نصحها، حاولت معها كثيرا لكن دون جدوى، حتى إنها ترفض مجالسة الأخوات الداعيات إلى الله! فما العمل في نظركم، غير الدعاء لها فصبري قد نفد!

فهل مع مثل هذه الزوجة يكفي التذكير فقط والنصيحة، رغم أنها لا تقبل النصيحة من أي كان؟ وهل لو استمرت في ما سبق ذكره رغم نصيحتي لها سأكون محاسبا عليه أمام الله؟ وكيف العمل مع الأطفال في المستقبل لأنهم سيظلون معها طوال الوقت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ idriss حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك - أيها الابن الكريم – في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، والحرص على صلاح الزوجة، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

لا شك أن الزوجة التي تصلي وتقرأ القرآن وتحافظ على صلاتها فيها جوانب من الخير، نريد أن تبني عليها، وتركز عليها، وتجعلها مفتاحا لما بعدها، فإن هذه المسائل تدل على خير كثير، وإذا كانت الزوجة – كما ذكرت – أنها تربت في بيت يتساهل في بعض المنكرات مع إقامتهم للصلوات وتلاوتهم للسور والآيات، وخوفهم من رب الأرض، والسموات، فإن الأمر سيحتاج منك إلى بعض الوقت، ويحتاج منك إلى بعض التذكير، ولكن مع ضرورة أن تغير أسلوبك في الموعظة ودون إلحاح عليها، ومحاولة أيضا توجيهها بطريقة غير مباشرة، مع ضرورة أن تبدأ بالثناء على إيجابياتها، وعلى ما عندها من الحرص على الخير، والصلاة والطاعة لله تبارك وتعالى.

المواظبة على الصلاة، إذا ارتفعت بالصلاة فخشعت في صلاتها، وجودت عبادتها، وطاعتها فإن في ذلك سبيلا، وسببا لترك هذه الأمور، وأرجو أن يستمر النصح، لكن مع ضرورة أن تغير أسلوبك معها، وأن تكون قدوة حسنة.

لست أدري إلى أي درجة أنت ملتزم؟ إلى أي درجة أنت قدوة؟ هذا له أثر كبير جدا عليها، ولذلك ينبغي أن تشيد بإحسانها، وتركز على جوانب الإشراق عندها، وتحاول أن تعقد معها مجالس للتلاوة والذكر، ولا تذكر لها الداعيات إذا كانت تغار منهن، ولكن يمكن أن تنقل لها عن علماء ثقات تستمع لكلامهم، فإن من الزوجات من تغار إذا تكلم زوجها عن الداعيات، وعن وضع الداعيات، ولذلك ينبغي أن تنتبه لهذا الجانب عندما تريد أن تصوبها.

نحن على كل حال نتمنى أن تستمر في النصح، ولكن بأسلوب مختلف بعد أن تذكر وتثني على الإيجابيات الموجودة، وتحاول أيضا أن تجلب لها أشرطة وكتبا ورسائل تقرأها، تجعلها في البيت، ودعها تنظر فيها وتتأمل فيها، وأيضا تحاول دائما أن تربطها بالبيئات الصالحة، وتذهب بها إلى المساجد، بعد أن تكون قد اتفقت مع الشيخ على أن يشير لبعض المسائل دون أن تشعر، فإذا استمعت إلى الشيخ واستمعت لموعظة غير مباشرة فإن الاستجابة ودرجة الاستجابة ستكون عالية.

نتمنى أن تحسن التعامل معها كزوج في الجوانب الأخرى، بعيدا عن هذه الأمور، لأن الرسالة لا تصل واضحة إلا إذا كان الزوج حريصا، وناصحا، وصادقا في تعامله، أما إن كان يريد أن ينصح وهو مقصر في بعض الأمور، فإن الشيطان يدخل هذا في هذا، ويجعلها تردد كثيرا وتتوقف كثيرا؛ لأنها تتذكر أن الزوج الذي نصحها هو الزوج الذي يخالف ما يقول وينصح، وهو الزوج الذي فعل كذا، وهو الذي قال كذا، فتصل الرسالة مشوشة، وقد ترفض الحق لأنه جاء منك أنت، وقد ترفض الحق لأنك بالأمس خاصمتها ولأنك بالأمس لم تعطها حقها الشرعي، وقد ترفض الحق لأنك بالأمس أسأت إليها (مثلا).

لذلك ينبغي أن تبدأ بالإحسان والقرب منها والإشادة بما عندها من إيجابيات، ونتمنى أن تستمر في النصح ولا تستعجل مثل هذه الأمور ومثل هذه النتائج، فإن الذي على ضلال يهتدي، فكيف بالمصلية التي تتلو كتاب الله وتعمل كثيرا من الأعمال الصالحة؟!

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهدى والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات