كيف أتخلص من كابوس التبول اللاإرادي؟

0 470

السؤال

السلام عليكم

الحقيقة كانت عندي مشكلتان طرحتها, والحمد لله شفيت منها بفضل الله ثم بفضلكم, خاصة الدكتور مأمون مبيض, وأيضا أشكرك يا دكتور محمد عبد العليم, أشكركم من أعماق قلبي على موقعكم المتواضع, وأسأل الله لكم التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة.

مشكلتي أن عندي تبولا لاإراديا منذ الصغر, استمر معي إلى الآن تقريبا, عمري الآن 14 عاما, لا أخفي عليكم والله أني تضايقت, وضاقت الدنيا بي, كنت كلما أرى نفسي صباحا مبللا أتهم أني إنسان ليس عندي ضمير, حتى أبي كان يقول لي أني طفل, وكنت أقول له هذا تبول لاإرادي, وأنا لا أقدر أن أمسكه.

المهم كان يقول لي قبل أن تنام أفرغ المثانة, وكنت أفعل ذلك, لكن أبقى في نفس الدوامة, تبول لاإرادي, حتى أني أحرج من الذهاب والنوم عند أقاربي.

الحمد لله ذهبت إلى الدكتور بعد أن أخبرت أبي, وألححت عليه بالذهاب إلى الطبيب, وذهبت وقال لي اذهب إلى المختبر, وخذ تحاليل, فأخذت تحليل الأشعة في الظهر والجانب, وتحليل دم, وتحليل بول, والحمد لله كلها سليمة.

وصف لي دواء اسمه (مينيرين ميلت) 60 ميكروغراما, وقام بنصحي بعدم شرب السوائل بعد العصر, خاصة الشاي والقهوة والبيبسي, والمهم أيضا قال لي ضع جدولا, بحيث أني إذا تبولت أضع علامة (خطأ) وإذا أصبحت جافا أضع علامة (نجمة).

وقال لي افعل هذا لمدة أسبوعين, وكتبت الجدول, وقال لي الطبيب ارجع لي بعد أسبوعين, مر أسبوعان وأخبرت أبي بهذا, وقال إنه مشغول, المهم قال لي نذهب بعد الاختبار, وأنا انقطعت عن الدواء؛ لأن الطبيب قال لي خذه مدة أسبوعين ثم عد مرة أخرى, لكن للأسف الاختبارات وأشغال أبي حالت دون الذهاب.

طبعا أنا استفدت من العلاج 70%, لكن للأسف أخذ العلاج لا يعني عدم التبول اللاإرادي.

أرجوكم أريد حلا لوقف كابوس التبول اللاإرادي, 14 سنة من المعاناة والسخرية, أريد أن أعيش كأي شخص, وأتمنى منكم أن تردوا علي بأسرع وقت؛ لأن استشارتي السابقة انتظرتها أسبوعين, حتى أني أريد أن يوافق يوم انتهاء الاختبارات لكي أقرر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأولا أريدك ألا تتصور أنك في مأساة، هذا أمر بسيط -إن شاء الله تعالى– ونشاهده لدى اثنين بالمائة ممن هم في عمرك.

الأمر الثاني: أنت لديك تجربة إيجابية جدا بعد أن ذهبت إلى الطبيب، التحسن بنسبة سبعين بالمائة هي نسبة كبيرة جدا، وهذا التحسن يجب أن يكون محفزا لك من أجل المزيد من التحسن حتى وإن توقفت عن الدواء ولم تستطع أن تقابل الطبيب في مرة ثانية.

ثالثا: الشعور بالعار وحده لا يفيد، بل نحن (حقيقة) نقول للشباب الذين يتبولون لاإراديا: (لا تحسوا بالخجل، لا تحسوا بالذنب، لا تحسوا بتحقير الذات، لأن ذلك لا يساعدكم، الذي يساعدكم هو الثقة في أنفسكم، والإصرار على العلاج، والعلاج هو علاج ذاتي).

وكما ذكر لك الطبيب: لا بد أن تفرغ مثانتك قبل النوم، لا بد أن تتجنب شرب المدرات في الأمسيات، لا بد أن تمارس الرياضة –هذه أقولها لك ضرورية جدا- خاصة الرياضة التي تقوي عضلات البطن، ومن المهم جدا أن تمسك وتحبس البول في فترة النهار حتى تعطي المثانة فرصة للاتساع.

هذه أسس بسيطة وأسس مهمة وسهلة التطبيق، فأرجو أن تحرص عليها.

النقطة الثالثة هي: أن تتخلص مما أسميته بكابوس التبول إلى جمال الحياة، اصرف انتباهك عن هذا الموضوع تماما، لا تجعله يستحوذ عليك أو على تفكيرك أو على وجدانك، أنت عليك واجبات دراسية، أنت يمكن أن تستفيد من وقتك بصورة ممتازة في الدراسة، في القراءة، الخروج مع أصحابك من الشباب الصالحين، ممارسة الرياضة، أن تذهب إلى مراكز ودور وحلق تحفيظ القرآن، أمامك الكثير الذي يمكن أن تقوم به، وتكون إيجابيا، وهذا يساعد على اكتمال بنائك النفسي وتطوير مهاراتك، وهذا سوف يكون له انعكاس إيجابي جدا على موضوع التبول اللاإرادي.

هنالك علاجات دوائية ممتازة جدا، الدواء الذي وصفه لك الطبيب جيد، لكن هنالك أدوية أسهل كثيرا، فهنالك عقارا يعرف باسم (تفرانيل) ويعرف علميا باسم (إمبرامين)، هذا دواء يساعد كثيرا في علاج التبول اللاإرادي، والجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرون مليجراما، يتم تناولها يوميا، لا مانع أن تتناوله حتى لمدة ستة أشهر.

هذا الدواء يمكن أن يوصف لك من قبل الطبيب العادي –الطبيب العمومي، طبيب الباطنية، طبيب الأسرة– أي طبيب يمكن أن يصفه لك، فأعرض الموضوع مرة أخرى على ذويك، وتحصل على الدواء، وطبق ما ذكرناه لك من إرشاد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات