تزوجت امرأة ثم اكتشفت أن عندها بهاقا، فهل هو سبب للطلاق؟

0 379

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوجت منذ ما يقارب الشهرين، في الليلة الأولى تفاجأت بوجود بقع حمراء بجسمها، فسألتها عنها وقالت لي: إنها أكزيما حساسية بالربيع، وستزول، لم أقتنع فذهبت بها للطبيب وقال لي: إنها أكزيما، وطلب منها المراجعة بعد شهر، وفعلا ذهبنا بعد شهر، وفاجأني الطبيب وقال: هي تعالجت من الأكزيما والموجود الآن بقع بيضاء في جسمها مكان الأكزيما، وهو بهاق لم يكن واضحا من حساسية الربيع، صبرت مع أني شعرت أنها غشتني؛ لأن عمها عنده بهاق أيضا، ولأنها زوجة غير مطيعة وتسبني على مسمع من الجيران بصوت مرتفع، أرجو أن تعطوني الحكم للبهاق أولا، وعدم الطاعة ثانيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ raed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وندعوك إلى عدم الاستعجال مع هذه الفتاة، فإن فترة الشهرين غير كافية، كما أن الأمراض -ولله الحمد- في هذه الثورة الطبية لها علاجات ولها حلول، ونحن أيضا ننتظر إفادة الطبيب بعد هذه المتابعات، ونتمنى أن تتواصل معنا، ونعتقد أن العيوب التي يجب أن يبينها الإنسان في هذه الحالة هي العيوب التي تؤثر على المعاشرة، أما العيوب التي يمكن ألا تؤثر على المعاشرة بين الزوجين وعلى تحقيق المتعة للزوج فهذه ليس من الضروري أن يخبر عنها الإنسان، والزوج بعد ذلك مخير إن طابت نفسه.

نحن نعتقد أن الإنسان قد يصعب عليه أن يجد امرأة بلا أمراض، وبلا عيوب ولا نقائص، كما يصعب على المرأة أن تجد رجلا بلا عيوب وبلا نقائص وبلا سلبيات، فمن الذي ما ساء قط؟! ومن الذي له الحسنى فقط؟! وكما قلنا: نحن نبني على رأي الطبيب النهائي، فلا تستعجل هذه الأمور، وحاول أن تعاملها برفق حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

أما بالنسبة لشتمها وتطاولها وإساءتها فإن هذا لا يمكن أن يقبل، ولست أدري هل لهذا الشتم أو لهذه الإساءة علاقة بتوترها بعد هذا الموقف الذي حصل منك من جراء وجود هذه الأمراض واكتشاف هذه المشاكل الصحية بالنسبة لها، أم هذا خلق دائم لها؟ وما هي الأمور التي تشتم فيها؟ ولماذا هي تشتم؟ هذه أسئلة وأمور تحتاج إلى توضيح، لكننا في كل حال نذكر كل امرأة بأنها مطالبة بالمبالغة في إكرام زوجها، حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها) فحق الزوج عظيم، فكيف تشتم زوجها وتسيء إليه؟ وكيف تحاول أن ترفع صوتها ليسمع الجيران إساءتها؟

إن هذا السلوك لا يمكن أن يقبل، ولكن دائما المرأة إذا رفعت صوتها وصاحت فإن هذا دليل على ضعفها، ونحن نريد أن نرى الصورة كاملة، ما هي المواطن التي ترفع فيها صوتها؟ وحبذا لو جعلتموها تتواصل معنا حتى تتضح لنا الصورة، لكن في كل الأحوال فإنا نرفض رفضا باتا هذا النوع من الإساءة من الزوجة، خاصة والزوج يريد أن يكرمها ويصبر عليها ويسعى في علاجها، وهذا يدعوها إلى مزيد من التواضع ومزيد من حسن المعاشرة، ومزيد من حسن التعامل مع زوجها، وإذا قابلت إحسان الزوج وصبره بالإساءة فهذا خلق لا يليق بفتاة مسلمة، ومع كل ذلك فإننا ندعوك إلى التريث في هذه المسألة، وإفادتنا بما وصلت إليه بعد المراجعة الطبية، وستستفيد أيضا من التوجيهات الطبية التي ستأتيك من الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب السلامة والعافية لزوجتك ولنساء المسلمين وللجميع، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

نعتقد أن الشهرين بل سنتين غير كافية لمعرفة حقائق الأمور، والإنسان قبل أن يطلق لا بد أن ينظر في عواقب الأمور، ولا بد أن يعلم أن الأمراض هذه من تقدير الله تبارك وتعالى، ولا بد أن ينظر إلى المصالح المترتبة في حال استمراره وصبره وإحسانه، وينظر للمفاسد المترتبة في حال فراقها، وعلى كل حال الرجل يملك قراره، ولكن نحن نريد لهذا القرار أني يأتي بحكمة وصبر، ونبشرك بأن الصبر والستر والاحتمال واحتساب الأجر باب عظيم، والأمر بين يديك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات