كنت طبيعيا وفي ليلة من الليالي شعرت أن قلبي قد توقف، وأصبت بوهم كبير!

0 353

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جهودكم طيبة ورائعة، أسال الله العلي القدير أن يوفقكم لكل ما فيه خير.

أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاما، في إحدى الليالي وقد كنت متعودا على السهر - وقد كان هذا أمرا طبيعيا بالنسبة لي-, في ليلة من الليالي خلدت للنوم مثل كل ليلة, وضعت رأسي على الوسادة وكنت أستمع لنبضات قلبي، مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي أستمع فيها لنبضات قلبي، ولم أكن أقلق من ذلك, لكن في تلك المرة دققت فيها وللحظة من اللحظات حسبت أني لم أشعر بها، فخفت أن القلب قد توقف -هو حقيقة لم يتوقف-, فخفت في تلك اللحظة وبدأت أسأل نفسي: لماذا أنا خائف هكذا، وجسمي مشدود؟! فقلت: لا بأس سوف يذهب هذا الشعور, لكن سرعان ما زاد الشعور, بعدها شعرت بشعور غريب، هو اختناق شديد وضيق في الصدر، هو حقا شعور خانق! كل هذا حدث في خمس دقائق تقريبا, ومن يومها لم أعرف الراحة.

أصبحت أشعر بملل وضيق وقلق وربما وساوس قلقية, وسرحان، فعلا أصبحت إنسانا آخر غير مطمئن، لا أعرف لماذا! كان حدثا عابرا لكن ما سببه؟ لا أعرف!

أعرف نفسي بأني إنسان واثق ولدي الكثير لأفعله، لكن لا أعرف! أشعر بالضبط وكأن شيئا يغلفني ويمسكني! أنا أنتظر ذلك اليوم الذي أرجع فيه لحالتي الطبيعية.

أرجو المساعدة، وإن كانت حالة أطلب الاسم العلمي، وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

تحسس نبضات القلب من خلال مراقبة ضخ الدم في الشرايين ظاهرة معروفة جدا، والأشخاص الذين لديهم درجة من القلق والتوتر لديهم حساسية شديدة نحو هذا الموضوع، للدرجة التي قد تدخلهم في أوهام مرضية.

الذي حدث - أيها الفاضل الكريم – هو أنك كنت تسمع لنبضات القلب، وحين انقطعت هذه النبضات أو لم تكن منتظمة أصابك قلق شديد بأن شيئا قد حدث لقلبك، وقطعا الإنسان يخاف على قلبه، لأن القلب هو مركز الحياة - على الأقل من الناحية التشريحية - وبدأت توسوس في الأمر بصورة سلبية جدا، وقطعا قلبك لم يتوقف ولم يتغير نبضه، لكن الطريقة التي كنت تستمع أو تراقب فيها نبضات القلب ليست طريقة علمية، ولا طريقة صحيحة.

بعد ذلك تولدت لديك حالة نسميها بنوبة الهرع حيث يصاب الإنسان بشعور غريب - كما ذكرت - واختناق شديد، وضيق في الصدر، والبعض قد يصاب بالتعرق وخفة في الرأس، وقد يصل الأمر ببعض الناس بالشعور بدنو الأجل.

هذه الحالة - أيها الفاضل الكريم - التي أصابتك نسميها بنوبة الهرع، أو الهلع، أو الفزع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد، وفي حالتك من الواضح أن سببه سوء التأويل الذي مررت به حول نبضات القلب، وأن القلب قد توقف.

بعد أن أتتك هذه النوبة خفت الأمور، وقطعا أصبحت أفضل، لكن بدأ بعد ذلك ما نسميه بالقلق الوسواسي التوقعي، أصبحت تعاني كما ذكرت من القلق، من التوترات، من المخاوف، وهذه الحالة - أو هذا الوضع - وليد من النوبة التي أصابتك، وربما تكون أصلا شخصيتك حساسة وتحمل بعض سمات القلق.

إذن الحالة التي تعاني منها نسميها بـ (قلق المخاوف) مع بعض الجوانب الوسواسية، وهي حالة بسيطة جدا، تعالج من خلال التجاهل، ومن خلال تفهم طبيعة ما حدث لك، لذا كنت حريصا أن نوضح لك ما حدث، وحتى إن كان بصورة مختصرة، لكن إذا تدبرته وتأملت فيه سوف تصل قناعاتك إلى أنك في صحة جيدة وممتازة، وأن هذه مجرد مخاوف قلقية.

إذن تفهم الحالة وبعد ذلك تجاهل ما حدث هو الخط العلاج الأول. أن تعيش حياة صحية بأن تمارس الرياضة، وأن تعبر عما بداخلك، وأن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، وأن تتواصل اجتماعيا، وأن تجتهد في دراستك، وأن تكون حريصا على العبادة والتقرب إلى الله تعالى. هذا يعطيك شعورا بالأمان، وأنك في صحة نفسية وجسدية جيدة.

العلاج الدوائي سوفي يساعدك إن شاء الله تعالى، وهنالك عقار يعرف علميا باسم (سيرترين) ويسمى تجاريا باسم (زولفت) أو (لسترال)، يمكنك أن تتناوله نصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) تناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة - أي خمسين مليجراما - واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم، وجرعتك هي جرعة صغيرة وبسيطة جدا، حيث إن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم.

وللفائدة انظر علاج الهلع سلوكيا: (278994)، كما ننصحك باستعمال الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326)؛ فإنها تفيد في انشراح الصدر وطمأنينة القلب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات