أعاني ألما في الكتف الأيسر، فهل له علاقة بكثرة التفكير؟

0 1300

السؤال

بعد التحية والسلام أيها الأطباء الكرام:

أعاني من ألم في لوحة الكتف اليسرى من الخلف منذ خمس سنوات وإلى هذه اللحظة، وقمت بزيارة العديد من الأطباء، وسافرت إلى مصر لعمل العديد من التحاليل الطبية اللازمة وتلقي العلاج على يد الأطباء لكن كلها طبيعية.

وصف لي الأطباء العديد من المراهم والكبسولات لكن دون جدوي، مع العلم أني وكما هو موضح أعلاه ذهبت إلى مصر، وأخبرني الطبيب أنها حالة نفسية أو ضغط نفسي، والحقيقة أني أفكر في العديد من الأمور الشخصية والخاصة بي وبعائلتي؛ لأني متزوج وعندي ثلاثة أطفال.

بالنسبة لوصف الألم الذي أعاني منه: عبارة عن وخز كالإبر، وكذلك ألم ضاغط من الجهتين، والتركيز أكثر بالنسبة للألم هو من الخلف، وفي بعض الأوقات أشعر بألم في الصدر يصل إلى درجة الاختناق وأنا نائم، وبعد ذلك أقوم لكي أرفه عن نفسي وأستنشق هواء نقيا، وبعد ذلك أرتاح؛ ومدة ذلك من ساعة إلى نصف ساعة، فهل لذلك علاقة بما يحدث معي؟

مع خالص تقديري واحترامي لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التوأمة بين الجسد والنفس أمر معروف، ولا يمكن لجسد أن يكون صحيا إلا إذا كانت النفس معافاة وفي وضع صحي سليم –والعكس صحيح–، والذي تعاني منه -أيها الفاضل الكريم– ذو طابع عضوي، يعني أنك تشتكي من ألم في الكتف الأيسر من الخلف منذ خمس سنوات.

هذا الألم قد يكون ناتجا: من التهاب بسيط في العضلات، أو في الأربطة، أو شيء من هذا القبيل، وبعد أن يكون السبب قد زال بقيت لديك بعض الرواسب النفسية؛ حيث إن الألم أصلا له مكون نفسي كبير، والألم يشغل الإنسان خاصة إذا تردد الإنسان على الأطباء هنا وهناك ولم يعط تفسيرا أو علاجا مقنعا لحالته، هنا يسيطر الجانب النفسي ويكون هو المكون الرئيسي، يعني أن الإنسان يقلق، ويبدأ في تفسيرات تسبب له المزيد من القلق والمزيد من المخاوف، وهذه هي طبيعة الإنسان.

أيها الفاضل الكريم: أنت ذكرت أنك تفكر في العديد من الأمور الشخصية والخاصة بك وبعائلتك، وأنت بفضل الله تعالى متزوج وعندك ثلاثة أطفال، هذا التفكير جيد، أن يفكر الإنسان في أسرته ويفكر في نفسه، لكن يجب أن يكون التفكير تفكيرا تفاؤليا مرتبطا بالواقع، يتذكر الإنسان قيمة هذه النعمة العظيمة، الزوجة الصالحة، الأطفال، يسأل الله تعالى أن يحفظهم وأن يجعلهم قرة عين.

فيا أخي: التفكير يجب أن يكون تفكيرا إيجابيا، وهموم المعيشة والحياة هذا أمر طبيعي، والإنسان يجتهد بما يستطيع، ورحمة الله واسعة، والأرزاق مكفولة، والسير على هذا المنهاج –أي منهاج التفكير الإيجابي– دائما يعود على صاحبه بخير كثير.

أنا أريد أن أنصحك بشيء واحد، وهو: أن تذهب إلى طبيب واحد مختص في الآلام الروماتيزمية، هذا لا يعني أن لديك علة خطيرة أو شيئا من هذا القبيل، لكن هذا الأمر يمكن أن يحسم من خلال مختص في الأمراض الروماتيزمية، وربما تحتاج لعلاج طبيعي، ربما تحتاج أن تغير وضعية نومك، وفي ذات الوقت يمكن أن تعطى بعض الأدوية البسيطة المضادة للقلق وللتوترات، والمخففة للآلام النفسوجسدية.

مثلا: عقار (تربتزول) هو عقار قديم جدا، ويستعمل لعلاج الاكتئاب النفسي، لكن وجد أنه بجرعات صغيرة كخمسة وعشرين مليجراما في اليوم يفيد جدا في الآلام التي يعتقد أنها نفسوجسدية، أو التي سببت قلقا لصاحبها دون أن يكون هناك سببا عضويا واضحا.

عقار مثل: (دوجماتيل) والذي يعرف باسم علميا باسم (سلبرايد) أيضا دواء مفيدا.

أخي الكريم: التمارين الرياضية لها فائدة عظيمة، تمارين الاسترخاء أيضا تفيد.

فالموضوع -إن شاء الله تعالى– بسيط، ولا تهتم به كثيرا، فقط اذهب لطبيب واحد، ولمرة واحدة، واتبع ما ذكرته لك من إرشاد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات