أعاني من رعشة يدي عند ضرب الإبر.. هل هو مرض عضوي؟

0 398

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعمل طبيبا بشريا، متخرج حديثا، عمري 26 عاما، وأعاني من مشكلة رعشة اليد، وزيادة في سرعة ضربات القلب، أشعر بها، وهذا يحدث لي عند القيام ببعض الأعمال الدقيقة مثل ملء سرنجة ( حقنة) أو الإمساك بملعقة شاي مليئة بالسكر أو الشاي، سواء كان هذا أمام الناس، أو مع نفسي، لا أعرف هل هذا خوف واضطراب من مواجهة الجمهور؟ أم هو مرض عضوي؟ أو غير ذلك؟ علما بأن حالتي الصحية مستقرة تماما -والحمد لله- ولا أعاني من أي شيء.

مع العلم أني شخص خجول، أصدقائي محدودون، أخشى التحدث أمام الجمهور، وكنت فيما مضى من حوالي سنتين أتناول الترامادول، وأدمنته لفترة، لكني توقفت منذ سنتين، وحاليا أتناول(إندرال 10) قرص صباحا وقرص مساء، بناء على توصيات الطبيب النفسي؛ لذا فإني لا أعلم ما سبب هذه الرعشة، هل هو الخجل والحياء الزائد؟ أم أنه مرض عضوي؟ أم للبرشام القديم ( الترامادول) أثر، علما أني سأدخل الجيش قريبا، وسأقوم بمجهود كبير، وأخشى أن يكون للإندرال تأثير على ضربات القلب، وللإحاطة فإن أخي يعاني من مشكلة مشابهة سأل عنها في الموقع تحت رقم 2179337.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هناك أسبابا كثيرة جدا لرعشة اليدين، وهي تعتمد على المرحلة العمرية لدى الناس، فيعرف أن كبار السن تأتيهم رعشة في اليدين من نوع خاص، أما صغار السن ومن هم في مثل عمرك فهذه الرعشة قد تكون ناتجة من القلق، وقد تكون ناتجة من زيادة في هرمون الغدة الدرقية، أو قد تكون ناتجة من عوامل وراثية، فكثير من الأسر لديها هذه الرجفات والرعشات وتعتبر أمرا حميدا، وليس أمرا مرضيا، لكن في بعض الأحيان تكون مزعجة بعض الشيء.

الذي أراه: ربما يكون في الأصل لديك قابلية لهذه الرعشة؛ لأنك ذكرت أن أحد إخوتك يعاني من حالة مماثلة، وبعد ذلك أتاك هذا القلق والخوف الاجتماعي البسيط وسبب لك هذه الرعشة.

الموضوع في غاية البساطة، لا تنزعج لها أبدا، أنا سعيد أنك قد توقفت عن الترامادول، وأبشرك أن مدة العامين هي مدة كافية جدا لينقطع أثر هذا الدواء الإدماني تماما من جسدك، وليس له أي تأثيرات فسيولوجية أو نفسية الآن، والحمد لله تعالى على ذلك.

الإندرال الذي وصفه لك الطبيب -وأنت تتناول حبة صباحا ومثلها مساء من فئة عشرة مليجرام- هو دواء جيد ومفيد جدا لعلاج الرعشة، والذي أراه أن تضيف له أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وبما أنك طبيب -والحمد لله تعالى- ولك علاقات طيبة بالزملاء الأطباء يمكن أن تستشير أحد الأطباء النفسانيين في ذلك، هذا قد يكون هو الأفضل، والطبيب الذي وصف لك الإندرال أعتقد أنه يمكن أن يضيف أحد الأدوية المضادة للقلق وللتوترات وللمخاوف، ومن أفضل هذه الأدوية قطعا عقار (سيرترالين) أو عقار (باروكستين) وهي أدوية معروفة جدا وفاعلة جدا، ومفيدة جدا، وأعتقد أن الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، كما أن المدة -إن شاء الله تعالى- سوف تكون قصيرة.

أيها الفاضل الكريم: قطعا أنك قد أجريت بعض الفحوصات الطبية للتأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية، وكذلك مستوى الهيموجلوبين، هذه الفحوصات الأساسية تحتمها الرصانة والممارسة الطبية الصحيحة.

لابد أن تحقر فكرة الخوف هذه، أنت -الحمد لله- رجل طبيب ولديك مقدرات علمية كبيرة جدا، ووظيفتك تحتم أن تتعامل مع الجمهور، فحاول أن تستفيد من هذه الفرصة، كل مريض تقابله حاول أن تكون صبورا ومتأنيا في محاورته، وتبادله الاحترام والتقدير، ومن خلال التحاور مع الناس تستطيع أن تبني رصيدا قويا جدا من القدرة على المواجهة الجماهيرية، هذا أمر معروف جدا أخي الفاضل الكريم، شارك أيضا في الأنشطة العلمية والمحاضرات من خلال التعليم المستمر، والأنشطة المعروفة فيما بين الأطباء.

ممارسة الرياضة الجماعية ستكون أمرا مهما جدا لك، وتمارين الاسترخاء لابد أن تتدرب عليها، أنا متأكد أن الأخ الطبيب الذي سوف تقوم بمقابلته سوف يدربك على هذه التمارين، ومن أجل المنفعة العامة أود أن أشير إلى أن موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتتطلع عليها، وفيها بعض الإرشادات الجيدة لكيفية تطبيق هذه التمارين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات