كيف أتخلص من الرهاب الاجتماعي والتوتر؟

0 234

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود في البداية أن أشكر الموقع الكريم، والقائمين عليه، للرد على جميع استشاراتي السابقة والتي استفدت منها كثيرا.

لقد كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي، وقد قام الدكتور العزيز/ محمد عبد العليم، بتقديم العلاج لي سواء كان الدوائي أم السلوكي، وقد خفت حالتي كثيرا، وقضيت على المفاهيم الخاطئة التي كانت لدي.

لكني الآن قطعت الدواء دون أن أكمل المدة المطلوبة مني، فقد كنت أتناول زولوفت حبة واحدة باليوم، وعندما خفت حالتي قمت بالتوقف عن تناول الدواء.

أنا الآن أعاني من شخصية عصبية جدا، حيث أنني سرعان ما أغضب في وجه أي أحد، حتى أهلي، ودائما أحس أن صدري يتشنج ومعدتي تتمزق، وأحس كأني أريد أن أنفجر غضبا من أي شيء، حتى أشياء تافهة، مثلا عندما أرى في الشارع شيئا لا يعجبني أفور غضبا داخلي ويتعكر مزاجي، وإذا واجهت أحدا أفور في وجهه!

أصبحت لا أحب الناس، ولا الاختلاط بهم، ولا أستطيع مسايرة أحد، ودائما ما تحصل مشاكل بيني وبين أي أحد أتناقش معه.

أرجو من والدي العزيز الدكتور/ محمد عبدالعليم، مساعدتي للتخلص من هذه الحالة، وإن كان يريد أن يعيدني إلى تناول الدواء، فأرجو أن يكون دواء بديلا للزولوفت يكون أرخص ثمنا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على كلماتك الطيبة وعلى ثقتك في هذا الموقع.

العصبية والتوتر وسرعة الاستثارة والغضب قد تكون سمة مرافقة لشخصية الإنسان، أو قد تكون حالة انفعالية عابرة، وفي كل الأحوال نستطيع أن نقول إن خط العلاج واحد تقريبا.

سلوكيا: أريدك أن تطبق ما ورد في السنة المطهرة حول علاج الغضب والعصبية، وهذا الموضوع لا بد أن نأخذه بجدية شديدة.

حتى تطبق هذا التمرين: تصور الآن أنك قد واجهت أحد الأشخاص، وقام باستفزازك حتى أوصلك للغضب الشديد، تأمل ما هو التصرف الذي يجب أن تقوم به في هذه الحالة، ربما تندفع وتتشاجر معه، ربما يصدر منك كلام غير مقبول، وهذا كله يؤدي إلى المزيد من التوتر والعصبية، ويجعلك في نهاية الأمر تشعر بالندم.

قل لنفسك: (أنا سوف أواجه هذا الموقف على هذا النحو: أولا سوف أستغفر الله تعالى) أستغفر أمام هذا الشخص، وهو سوف يستغرب لذلك جدا، وهذا يعود عليك براحة كبيرة، ثم اتفل ثلاثا على شقك الأيسر، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إني لأعلم كلمة لو قالها هذا لذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -.

يجب أن تغير وضعك في نفس اللحظة، وبذلك يكون قد أجهض الغضب، وحتى تكمل هذه الرحلة العلاجية البسيطة والجميلة والسهلة توضأ وصل ركعتين، لأن الوضوء يطفئ نار الغضب.

أيها الفاضل الكريم: كما ذكرت لبعض الإخوان، أعرف من قام بتطبيق هذا العلاج النبوي مرة أو مرتين فأصبح يتحكم في غضبه تماما، حتى إن أحدهم قال لي: (أصبحت لا أحتاج أن أطبق هذا العلاج في حالات الغضب، بل حين تظهر علي علامات الغضب الأولى أتذكر فقط هذا العلاج النبوي ومراحله).

أيها الفاضل الكريم: هذه قيمة علاجية سلوكية كبيرة جدا، أرجو أن تعطيها الاهتمام، وأرجو أن تقرأ عن كيفية التعامل مع الغضب كما نصح رسولنا - صلى الله عليه وسلم – لمن أراد منه النصيحة فقال له: (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب). هذه واحدة.

ويمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات حول علاج العصبية والغضب سلوكيا: (276143 - 268830 - 226699 - 268701) .

الأمر الثاني: دائما فكر وضع نفسك في مكان الشخص الذي ستغضب منه أو عليه، قطعا هذا الموقف لن يكون مريحا لك، والنفس حين تشعر أنها وضعت في وضع غير مريح سوف تتجنب الفعل.

ثالثا: كن حريصا على ما نسميه بالتفريغ النفسي، يعني أن تعبر عن نفسك أول بأول.

رابعا: حاول أن تقبل الناس كما هم لا كما تريد.

خامسا: الصبر والمسامحة وكظم الغيظ والعفو عن الناس دائما أجرها عظيم، والله يحب المحسنين.

سادسا: الرياضة هي أحد صمامات الأمان التي تحد من القلق والغضب والتوتر.

سابعا: طبق تمارين الاسترخاء، وتدرب عليها بصورة صحيحة، ويمكنك أن ترجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) بها كيفية تطبيق هذه التمارين.

ثامنا: بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أن عقار (أنفرانيل) والذي يسمى علميا باسم (كلوإمبرمين) هو دواء جيد، ورخيص الثمن جدا، ابدأ في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، استمر عليها لمدة أسبوعين، ربما تشعر بجفاف بسيط في الفم، وقد تحس أيضا بثقل في العين، وذلك في الأيام الأولى من بداية العلاج، لكن بعد ذلك سوف ينتهي هذا العرض.

بعد أسبوعين اجعل الجرعة خمسين مليجراما، استمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه المرة أرجو ألا تتوقف عن الدواء أو تقطعه، بعد مرور ستة أشهر على هذه الجرعة اجعلها خمسة وعشرين مليجراما ليلا، وتناولها لمدة ستة أشهر أخرى، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أريدك أن تدعم الأنفرانيل بعقار (فلوناكسول) والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول)، هو دواء أيضا بسيط جدا، ورخيص الثمن جدا، ومفيد جدا، والجرعة هي حبة واحدة في الصباح - وقوة الحبة نصف مليجرام – أرجو أن تتناولها بانتظام لمدة شهرين فقط، أما بالنسبة للأنفرانيل فأرجو أن تستمر عليه بنفس الطريقة والسياق الذي ذكرته لك.

أرجو أن تطبق ما ذكرته لك، كما أرجو أن تجتهد في دراستك، وأن تصرف انتباهك تماما عما يغضبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات