التعامل مع مريض الفصام الذي يرفض الذهاب للطبيب النفسي

0 761

السؤال

السلام عليكم

سؤالي حول مرض الفصام، كيف نتعامل مع مريض الفصام الذي يرفض الذهاب إلى الطبيب العقلي أو النفسي؟ ويرفض تناول الدواء الخاص بالفصام لاقتناعه بأنه غير مريض؟ وكيفية التعامل مع الشخص المريض في المستشفيات العقلية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فطيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

سؤال جيد وممتاز وواقعي وعملي؛ لأن هذه الحالات موجودة وموجودة بكثرة، وأن يرفض مريض الفصام الذهاب للطبيب، وأن يتقبل العلاج هو جزء من مرضه، ومريض الفصام -خاصة المرضى الذين لديهم ما يعرف بالأفكار الاضطهادية الظنانية- تثور ثائرتهم إذا قيل لهم أنكم مرضى وأنكم متوهمون، والتعامل مع هؤلاء المرضى له عدة طرق، ويجب أن تكون البداية صحيحة؛ لأن ذلك يساعد في علاجهم.

لا بد من بناء علاقات ممتازة مع المريض، والعلاقات الممتازة تبنى من خلال الصبر، وعدم مناقشة المريض، وعدم تحدي أفكاره، ومحاولة صرف انتباهه إلى أفكار وأفعال أخرى، ويفضل دائما أن يتفاهم مع هؤلاء المرضى شخص واحد في الأسرة؛ لأن كثرة التدخلات تكثر شكوكهم وتجعلهم أكثر عنادا ورفضا، والشخص الذي يتولى التخاطب مع المريض يجب أن يكون فطنا وحاذقا، وكما ذكرنا لا يتحدى أفكار المريض، بل يحاول أن يكسب وده، وحين يتحدث مع المريض كأنه يتحدث في أمر سري يدور بينه وبين المريض، أي أن الآخرين لا علم ولا اطلاع لهم بحالته.

ودائما يجب أن يبحث الشخص صاحب التأثير على المريض، وصاحب التأثير ليس من الضروري أن يكون أبا أو أما ولا حتى أخا، رأينا من أثر فيهم أطفالهم الصغار، رأينا من أثر فيهم جيرانه، رأينا من أثر فيهم إمام المسجد، فيجب أن يتم تخير شخص يثق فيه المريض؛ لأن أحد مكونات مرض الفصام (عدم الثقة) هذه الطريقة جيدة وتنجح في كثير من الأحيان، وبعد ذلك حين يذهب المريض إلى الطبيب، الأطباء لهم مقدراتهم، بل فنياتهم التي يستطيعون من خلالها إقناع المرضى بأخذ علاج.

هذا هو السبيل المتبع في كثير من الحالات، والسبيل الآخر: هو أن كثيرا من الدول بها قوانين تنظم الصحة النفسية والعقلية، وفي حالة أن المريض قد فقد أهليته، وليس له قوة الاستبصار أو الارتباط بالواقع، ولا يستطيع أن يقرر في شأن نفسه، أو أنه يمثل خطورة على نفسه أو على ممتلكاته أو على الآخرين، في مثل هذه الحالة توجد مواد في قانون الطب النفسي توجه للأطباء وللأهل أن يستعينوا بالشرطة مثلا لإحضار هذا المريض لمكان العلاج، ويقوم الأطباء بإعطائهم الأدوية ضد إرادتهم ورغبتهم.

هذا الجانب يستفيد كثيرا منه الأهل، وبكل أسف في بعض الدول لا توجد هذه القوانين، لكن هذه الوسيلة يجب أن تتوفر؛ لأن بعض هؤلاء المرضى قد يشكلون خطورة، والذي يعرف أن المريض الذي يرفض الحضور للعلاج طواعية حين يحضر إكراها وإجبارا غالبا لا يتذكر ذلك أبدا بعد أن يشفى، ونحن دائما نذكر ذلك للأهل حتى نطمئنهم.

فإذن هذه هي الوسائل، وفي بعض الأحيان توجد ممارسات أخرى، مثل أن يوضع الدواء للمريض في مشروب أو محلول دون علمه، هذه الطريقة تمارس، حدث نقاش طويل حول مدى أخلاقية هذا الأمر، وهل يسمح به أو لا يسمح؟ وجهات النظر مختلفة، ووجهة نظري الخاصة إذا كان الدواء سليما وفاعلا وأذن أهل المريض بذلك فلا يوجد مانع في هذه الممارسة ما دامت سوف تعود بالخير والمنفعة على المريض.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات