الكلام مع النفس: هل هو هلاوس أم مرض نفسي آخر؟

0 311

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بنت عمري 13 سنة، صرت أكلم نفسي طوال الوقت بصوت صغير أو أحرك شفتي وأتخيل أني أكلم شخصا عزيزا علي كثيرا، وأحب الوحدة، لكن لا أكون وحدي في البيت؛ لأني أخاف كثيرا، وأحيانا أتخيل أني أكلم شخصا عزيزا علي، وأتخيله بعقلي، وأظل أكلم نفسي، فهل هذا مرض الهلوسة أم التوهم أم ما الذي في؟ هل أنا مريضة نفسيا؟

أرجوك ساعدني وأكون ممتنة كثيرا لك، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ emey حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا تحزني - أيتها الفاضلة الكريمة – فأنت الحمد لله تعالى في سن اليفاعة، و-إن شاء الله تعالى- أمامك أيام طيبة.

الظاهرة التي تعانين منها – وهي ظاهرة الانفراد بالذات والتحدث معها والخيالات الكثيرة والمسرفة – هذا أمر يعتبر طبيعيا لدرجة كبيرة جدا في مثل عمرك، فهنالك تغيرات نفسية وبيولوجية وهرمونية تؤدي إلى مثل هذا النوع من الخيال والتفكير، والبعض يدخل فيما يسمى بأحلام اليقظة، يبني آمالا – وكما قالوا: يبني قصورا – ثم لا يجد حتى الركام.

فالظاهرة هي ظاهرة طبيعية وظاهرة عابرة – يعني أنها لن تستمر كثيرا – فأرجو أن تقتنعي بما ذكرته لك، ولا تحزني لهذا الأمر تماما، ولا بد أن تدخلي مدخلات جديدة على حياتك، بمعنى أن تستفيدي من وقتك بصورة طيبة، لا تتركي للفراغ أي مجال؛ لأن الفراغ يأتي بمثل هذه الوسوسة، والشيطان يحزن الإنسان ويسعى لذلك دائما، خاصة إذا انفرد الإنسان بنفسه ومال للوحدة. بل على العكس يجب أن تكوني نشيطة، تتفاعلي مع أسرتك، تتفاعلي مع زميلاتك في الدراسة، اجتهدي، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، نمي هواياتك ومواهبك... أمامك أشياء طيبة وجميلة جدا، فاستبدال هذا التفكير النمطي الوسواسي الخيالي يتم من خلال أن تكوني أكثر فعالية - كما ذكرت لك -.

قطعا أنت لا تعانين من هلوسة ولا مرض نفسي ولا توهم، هذه - كما ذكرت لك – ظاهرة عابرة قلقية طبيعية، وسوف تنتهي - إن شاء الله تعالى – لكن ساعدي نفسك بأن تطبقي برامج الفعاليات التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات