كلما زاد خوفي زاد نسياني، فما السبب؟

0 394

السؤال

السلام عليكم ورحمة وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 13 سنة، لدي حالة مزرية، ودائما أخاف في وقت النوم، وعند نومي أنهض بسبب حلم أني أقع من مرتفعات، وهذا الخوف يشعرني أنني سأموت في هذا الوقت، وأشعر أن شيئا ما داخل بجسدي، وعندما أسمع آيات القرآن أرتجف من الخوف وأشعر بالثقل في الحواجب ومؤخرة الرأس، وألم في يدي اليمنى، وصداع ودوار في الرأس، وتبرد أطراف أصابعي ويحتر رأسي بسرعة هائلة عندما أسمع آيات القرآن، وأحس بصعوبة البلع.

كنت كثيرة الشغل وأحب الشغل، ويلقبونني "السنعة" وفجأة مللت من الشغل، والآن أتمنى أن أكون مثل ما كنت، وكلما زاد خوفي يزداد النسيان عندي فما السبب؟ علما أني لا أعرف فصيلة دمي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإنسان يمر بمراحل تطور مختلفة في حياته، وأنت الآن في سن الطفولة المتأخرة وبدايات سن اليفاعة، وهذه المرحلة تحدث فيها تغيرات كثيرة للإنسان، خاصة بالنسبة للفتيات، وهناك متغيرات هرمونية، وهناك متغيرات نفسية، وهنالك متغيرات ووجدانية، وحتى الوظيفة والدور الاجتماعي الذي تلعبه الفتاة بعد البلوغ قد يتغير.

فهذه التغيرات قد تصاحبها أعراض نفسية كثيرة، لكنها بسيطة وليست خطيرة -إن شاء الله تعالى- فالقلق، التوترات، المخاوف، الوسوسة، تقلب المزاج... هذا كله نشاهده كثيرا في مرحلتك العمرية، وكما ذكرت لك يعتبر هذا الأمر جزء من التوتر الطبيعي في حياة الناس، فأرجو ألا تنزعجي حول هذا الموضوع، فهو -إن شاء الله تعالى- عابر ومؤقت تماما.

هنالك أيضا مؤثرات كبيرة في مجتمعاتنا، موضوع الجن والعين والسحر: هذه سيطرت على أفكار الناس -أو نقول على وجه الدقة على بعض الناس- فتجدهم يشغلون أنفسهم بهذا الأمر كثيرا، وهنالك خرافات كثيرة ومبالغات، وفي بعض الأحيان شعوذة، نعم نحن نعترف بالحقائق كالمسلمين، الجن أمة من الأمم وموجودة ولا شك في ذلك، لكن نعتقد أن المبالغة التي يأتي بها بعض الناس ويحكون قصص أنه (حدث لي كذا وكذا وأني قد رأيت الجن، وأني حين أتلو آيات معينة من القرآن يحدث لي كذا وكذا) هذا الكلام لا يكون دقيقا أبدا، وهؤلاء الناس الذين يتكلمون هذا الكلام دائما تجد ليس لهم حقائق أو براهين قاطعة، وبكل أسف من هم صغار السن -مثل شخصك الكريم- يسهل عليهم التأثر بما يسمعون أو يقرءون، وأعتقد أن هذه إشكالية كبيرة.

فأنا أقول: اقرئي القرآن، استمتعي بتلاوة القرآن، واعرفي أن من يقرأ القرآن ويتدبره ويتأمله فهو -إن شاء الله تعالى- في حفظ الله ورعايته، صلي صلاتك في وقتها، وبالنسبة لأنك تحبين الحركة والشغل فهذا جيد وهذا أمر طيب، لكن نظمي وقتك، أنت الآن مللت الشغل كما ذكرت نسبة لحالتك النفسية، لكن -إن شاء الله تعالى- من خلال تنظيم الوقت، أن تخصصي وقتا للشغل، ووقتا للراحة، ووقتا للنوم، ووقتا للترفيه عن نفسك، ووقتا للقراءة، ووقتا للاستمتاع بالبرامج الجيدة في التلفاز، ووقتا للخروج مع صديقاتك، هذا كله -إن شاء الله تعالى- يرتب لك حياتك بصورة جيدة وطيبة؛ لأن استغلال الوقت وترتيبه وتنظيمه يخرج الإنسان من الرتابة ومن التكرار، ويعطيه دافعية جديدة.

نحن دائما ننصح ببر الوالدين، ونعتبره كنزا عظيما في حياة الشاب أو الشابة المسلمة، وهو -إن شاء الله تعالى- سبب في الاستقرار النفسي والنجاح وخيري الدنيا والآخرة.

هنالك تمارين جيدة جدا نسميها بتمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاستعانة بها وتطبيق ما ورد فيها من تمارين، فهي تزيل القلق -أعني تمارين الاسترخاء- وتزيل التوتر، وكذلك المخاوف، وكل الأعراض الجسدية مثل الثقل في الحواجب، ومؤخرة الرأس، وألم اليد اليسرى، والصداع، هذا -إن شاء الله تعالى- كله ينتهي تماما من خلال تمارين الاسترخاء، وأنصحك أيضا بالنوم المبكر، وأن تحرصي حرصا شديدا على أذكار النوم.

موضوع النسيان والخوف: هذا كله ناتج من القلق، -وإن شاء الله تعالى- حين ترتبي أمورك بالصورة التي ذكرتها لك سوف تحسين أن الخوف قد زال، وأن ذاكرتك قد تحسنت جدا.

فصيلة الدم بالنسبة لنا ليست ضرورية، لكن من الأفضل أن تعرفي فصيلة دمك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات