أعاني من الرهاب والانطوائية، ما السبب...والعلاج؟

0 247

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي تتلخص فيما يلي:

- عدم ثقة في النفس، ودائما أنظر إلى نفسي نظرة دونية، مقارنة بمن حولي من أقران، كما أن لدي حساسية زائدة، وسرعة الاستثارة والغضب، وإن كتمت غضبي فإني لا أنسى ذلك الموقف، وأحقد على المتسبب، وأحيانا أفهم بعض المواقف أنها إساءة، ويتبين عكس ذلك.

- عزلة شديدة ولا أستطيع أن أثق حتى بأقرب الناس إلي! وأحيانا أسمع أصواتا تشتمني، وتهزأ بي، وحدث هذا الأمر بضع مرات، وأتوتر، وحيانا أصرخ باكيا أو أنفجر غاضبا، هذا الأمر كان سببا في ضربي لأختي، وكانت نائمة، وحدثت مشكلة بعد ذلك، وقد حدث ذلك الأمر وأنا أقود السيارة مرتين، شعرت كأن كهرباء منطلقة من رأسي إلى جسمي، ثم أشعر بالراحة بعد ذلك، وأخلد للنوم هانئا.

- لدي أرق وضعف في التركيز أثر على مستواي الدراسي بشكل كبير، حتى نزل وزني كثيرا، وضعفت في الشهية.

- عندي رهاب اجتماعي مع قلق، فصرف لي الطبيب النفسي سيروكسات، وأنا مستمر عليه، وأشعر بالتحسن لكن فترات أعود كما كنت وأستخدم الإندرال أيضا.

- كنت لا أترك صلاتي أبدا، حتى السنن الرواتب، أما الآن فتكاسلت، وأنا أعلم تماما قوله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى).

- أشعر أني مهان ولا أحد يحبني، ولم أعد أتلذذ بالحياة كما كنت، لقد كنت مرحا محبوبا محط احترام الجميع، ولا يزال زملائي يحترموني، ولكن الشعور بالإهانة لا يفارقني.

- أمارس العادة السرية منذ فترة حتى أصبحت أتمنى الموت أحيانا، ولم يعد لحياتي هدف أو معنى، فلقد تغيرت تماما بشهادة كل من يعرفني، وأسأل الله الهداية، اكتب كلامي هذا وأنا كلي ألم وحزن.

وضعي العائلي: 8 أخوات كلهن أكبر مني ما عدا واحدة، وأخ واحد أكبر مني، والوالد والوالدة على قيد الحياة، ولله الحمد، والوضع المادي ميسور جدا، ولله الحمد، والعمر 19-20 سنة.

أفيدوني، بارك الله فيكم ورعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ asa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

رسالتك واضحة المعالم، وقد سقت أعراضك بصورة مرتبة وواضحة جدا، فأشكرك على ذلك، والأمر الثاني – وهو المهم – أنك ذهبت إلى الطبيب وقام بوصف العلاج اللازم لك، والزيروكسات دواء فاعل جدا لعلاج الاكتئاب النفسي والمخاوف والقلق والتوترات.

أرى أن جرعة الدواء ربما لا تكون كافية، فأنت لا زال لديك الكثير من الأعراض التي يجب أن تزول، وأعتقد أن الجرعة الدوائية تحتاج إلى مراجعة، ومن جانبي أنصحك أن تذهب وتقابل الطبيب، وتشرح له الوضع الحالي، وأنا متأكد أنه سوف يقوم برفع الجرعة.

هناك نقطتان أساسيتان أيضا: أنت ذكرت في النقطة الرابعة وكذلك في النقطة التاسعة أعراضا مهمة، تجعلني أيضا أطلب منك وأحثك لمقابلة الطبيب.

في النقطة الرابعة ذكرت أحيانا أنك تسمع أصواتا، وهذه الأصوات ذات محتوى مستفز، وفي النقطة التاسعة ذكرت أنك تشعر أنك مهان ولا أحد يحبك، وهناك صلة كبيرة جدا بين سماع الأصوات – أي الهلاوس السمعية أيا كان نوعها والشعور بالاضطهاد - .

هذان عرضان هامان جدا، وأرجو أن تذهب وتذكرهما للطبيب، لأني أرى أنك ربما تحتاج لإضافة دوائية أخرى، الأعراض من هذا النوع قد تكون هي السبب في أعراض أخرى كثيرة (عدم التركيز – التوتر – عدم الشعور بالفعالية) هذا كله قد يكون مرتبطا بهذين العرضين، والزيروكسات كما ذكرنا يحتاج أن ترفع جرعته، وفي ذات الوقت يحتاج أن يدعم بدواء آخر مثل جرعة صغيرة من الرزبريادون (مثلا) لكني سوف أترك هذا الموضوع لطبيبك المعالج.

هذا من ناحية العلاج الدوائي، وبقيت الجوانب العلاجية الأخرى: العلاج الاجتماعي نعتبره مهما جدا، وموضوع الثقة في النفس وعدم الثقة في النفس، هذا دائما يتأتى من الخوف من الشعور بالفشل، وحقيقة إذا نظرت إلى نفسك سوف ترى أنك لست بفاشل، لكن هذه الأفكار السلبية أعطتك هذا الانطباع وقللت من فعاليتك مما جعلك دائما تخاف من الفشل.

أنت مطالب على النطاق الاجتماعي أن تصحح مفاهيمك عن نفسك، أن تتواصل مع الناس، أن يكون لك وجود وتأثير حقيقي داخل أسرتك، أن تحرص على الصلاة مع الجماعة – هذا أمر مهم جدا – وأن تكون لك أنشطة اجتماعية - كما ذكرت لك – هذه الأنشطة مهمة، والاجتهاد في الدراسة لا شك أنه مهم وضروري جدا.

هذا هو العلاج الاجتماعي الذي نعتبره علاجا مهما وضروريا، وأيضا الرياضة لا بد أن تعطيها أهمية قصوى.

ممارسة العادة السرية لا شك أنها أمر قبيح، ويجب أن تتوقف عنها، وأنا أؤكد لك أن التوقف عنها ليس بالمستحيل أبدا، أقدم على هذه الخطوة وسل الله أن يوفقك.

على النطاق السلوكي: ترتيب الوقت يعتبر مهما وتنظيمه، الناس تخاف وتقلق وتتوتر ولا تثق في أنفسها لأنها لا تدير وقتها بصورة جيدة، وعدم إدارة الوقت وتنظيمه يعطي دائما الشعور بالفراغ، وبأنك غير منتج وبأنك غير مفيد، وأن حياتك فقدت الهدف، وهذه إشكالية كبيرة جدا.

أما الذين ينظمون أوقاتهم ويسعون لأن يكونوا إيجابيين ونافعين لأنفسهم ولغيرهم ومؤثرين، فهؤلاء قطعا تكون ثقتهم بأنفسهم قوية، ويكون توجههم نحو الحياة دائما إيجابيا، فكن على هذه الشاكلة - أيها الفاضل الكريم – ومن جانبي أسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات