صديقتي المقربة تركتني دون سبب، ولم أستطع تجاوز حزني

0 345

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لا أعلم من أين أبدأ، لكن السبب كله في إنسانة كانت أكثر من صديقة، كنا أكثر من أخوات لأكثر من 3 سنوات مع بعض، تركتني بدون سبب، نفسيتي تعبت جدا، كرهت الناس والتواصل، ولا أستطيع نسيانها، أريد حلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تائهة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونهنئك بحلول شهر رمضان، ونسأل الله أن يعيده علينا وعليك أعواما عديدة، وسنوات مديدة في طاعته، ونؤكد لك أن رمضان فرصة لأن يأنس الإنسان بالله، وماذا فقدت من وجدت الله تبارك وتعالى؟! فأصلحي ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، وسوف يصلح الله ما بينك وبين الناس، بل إذا أقبلت على الله، وواظبت على ذكره وشكره، فسيغنيك عمن سواه سبحانه وتعالى، ولا تبكي طويلا، ولا تقفي طويلا عند ود يجيء تكلفا، وعند ود امرئ متقلب، واعلمي أن هذه الصديقة إن كان فيها خير فسوف تعود إليك، وإلا فالصديقات والفتيات غيرها كثير.

ونحن لا نريد أصلا لبناتنا ولفتياتنا أن تكون للواحدة منهن صديقة واحدة، تحزن إذا ماتت، وتفقدها إذا غابت، ولا تعيش إلا معها، بل نريد لبناتنا الصالحات أن يوسعن دائرة الأخوة في الله مع زميلاتهن ممن عرفن بالخير، والمرأة والفتاة العاقلة تختار صديقتها من مواطن الخير، من حلق التلاوة، من أماكن المحاضرات والدروس، فتختار لنفسها عدد من الصديقات الصالحات، تأنس بهن وبقربهن، ونحن لا نريد الصداقة الواحدة، هذا يحصل فيه أزمات كثيرة، فقد تتزوج الصديقة فتتألم الأولى، وقد تنفر الصديقة فتحزن الأولى، وقد تقطعها فلا يكون لها صديقة أخرى، لكن الأصل أن يكون للفتاة عدد من الصديقات الصالحات.

ولا تقفي طويلا عند هذا الأمر طالما أنت أديت ما عليك، وكنت وفية معها إلى آخر لحظة، وإن استطعت أن تعرفي أسباب ذلك النفور فلا مانع من ذلك، لكن إذا كنت متيقنة أنه لا يوجد سبب فاتركي الأمر، فإن الزمن كفيل إلى أن يجعلها تعود إلى صوابها إن كان فيها خير، وإن لم ترجع إلى صوابها، فلا أظنك أنت بحاجة إلى مثل هذا الأمر، وغدا -إن شاء الله تعالى– سيأتيك من تذهبين معه من الأزواج الصالحين، وعندها ستنطوي هذه الصفحة إلى الأبد.

ونحن نريد للفتاة أيضا أن يكون لها صداقة في أسرتها، كوالدتها وأخواتها وإخوانها ومحارمها، تكون عندها ارتباطات بهم، حتى يعوضوها في مثل هذا الموطن الذي تفقد فيه الصديقة، تخيلي لو ماتت ماذا كان سيحدث؟

إذن الأمر ليس كما تتصورين، ونحن نقدر المعاناة، لكن نريد أن نقول: المؤمنة الواثقة بالله تبارك وتعالى، المواظبة على ذكره وشكره، التي تشغل نفسها بمعالي الأمور، التي توقن أن الخير في الناس باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ما ينبغي أن تقف وتتأثر طويلا أمام مثل هذه المواقف، ولست أدري ما ذنب الناس عندما تقولي: (فقدت الثقة في الناس، وفقدت الأمل، وكرهت الناس)، ما ذنب الناس في هذا؟ إن تقصيرك تجاه الناس ربما هو السبب الأصلي، ولذلك نحن نريد أن تخالطي الناس جميعا، كل الناس من زميلاتك، لأن المؤمنة التي تخالط أخواتها، وتصبر على الأذى، خير من التي لا تخالط ولا تصبر على الأذى.

إذن ليكن في هذا درسا لك، وابحثي عن صديقات صالحات، وتناسي ما كان من تقصير من تلك الصديقة، والتمسي لها الأعذار، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات