أختي أصابتها حالة انطواء وفصام، ما نصيحتكم؟

0 316

السؤال

السلام عليكم..

أختي عمرها الآن 17 سنة، منذ سنتين تبدل حالها وأصبحت تخلط بالكلام، تتكلم بأشياء غريبة، انقطعت عن الدراسة، وتقول: إنها ترى أشياء في المدرسة! وكانت لا تتجاوب مع معلماتها.

إذا ذهبت معي (السوبرماركت) أو المسجد أو السوق أو المطعم أجدها تفزع من الناس، وتمسك بي وتريد العودة للمنزل، حتى آل بها الوضع إلى عدم الرغبة في الخروج من المنزل نهائيا.

فقدت الاهتمام بنفسها أو حتى تغيير ملابسها، وتصر على لبس معين، وتجلس فيه وقتا طويلا، كما أنها لا تهتم بنظافتها، ولا تغسل وجهها ويديها عند الاستيقاظ من النوم، ولا تستحم إلا في النادر، حتى إنها تحبس نفسها عن الذهاب للحمام رغم حاجتها له.

حتى إنها لا تتكلم معنا إلا عندما تريد أن تأكل فقط، تجلس بعد الاستيقاظ من النوم في موضع معين، وتظل عليه إلى أن تذهب إلى النوم، لا تتحرك في المنزل!

ظلت فترة طويلة في مدة مرضها لا تخرج من غرفتها، ولكن منذ أشهر قليلة أصبحت تجلس معنا في غرفة الجلوس.

قررنا في الأخير اللجوء للطب النفسي وأحضرنا لها طبيبا شخص حالتها بفصام، ووصف لها سيركويل 200 ملج قبل النوم، ولكن لم نلحظ أي تحسن عليها، بل زادت هيجانا وخوفا.
ما رأيكم؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Saad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكرك على اهتمامك بأمر أختك، ونسأل الله تعالى لها الشفاء والعافية، وكل عام وأنتم بخير.

أنتم اتخذتم الإجراء الصحيح، وهو أن هذه الفتاة – حفظها الله – قد تم فحصها بواسطة الطبيب النفسي.

الأعراض التي ذكرتها مهمة، والتي تتمثل في التدهور الاجتماعي والتدهور الشخصي، ووجود أفكار غريبة لديها، وهذا قطعا يتساير ويتطابق ويناسب مرض الفصام بصورة كبيرة جدا، وقطعا الطبيب بعد أن ناظر حالتها طبق المعايير والشروط المطلوبة لتشخيص المرض، ومن ثم قام بوصف علاج (سوركويل) لها، هو دواء جيد وممتاز وفاعل.

بما أن التحسن لم يطرأ عليها حتى الآن هذا أمر يجب ألا يكون مزعجا؛ لأن هذه الأدوية تتطلب وقتا ليتم البناء الكيميائي الصحيح، وكثيرا ما تتدهور حالة المريض عند بدايات العلاج.

الأمر ليس مستغربا، لأن الحركة الكيميائية تكون شديدة جدا في الدماغ، وهذا قد يؤدي إلى بعض التهيؤات والتهيجات التي نشاهدها لدى هؤلاء المرضى، وبعد ذلك - إن شاء الله تعالى – وفي أيام قليلة تستقر الأمور تماما.

قطعا الطبيب يكون له خطة بأن يرفع لها الجرعة العلاجية، لأن السوركويل الجرعة المفيدة للفصام يجب ألا تكون أقل من ثلاثمائة مليجرام في اليوم، هو دواء ممتاز، دواء جيد جدا، ليس له تأثير على الهرمونات النسوية، وهذه خاصية عظيمة جدا لهذا الدواء، فقط ربما يفتح شهيتها للأكل، وربما يزيد من نومها، لكن هذه أعراض قد تكون إيجابية في بعض الوقت، أي أن المريض المتهيج، المريض الذي له أفكار غريبة من الأفضل له أن ينام أطول فترة، لأن النوم فيه ترميم كبير لخلايا الدماغ.

إذن الذي ننصح به هو الحرص على أن تعالج هذه الفتاة، ومن أهم الشروط التي تساعد على التقدم العلاجي الصحيح في أمراض الفصام والأمراض المشابهة هو التدخل الطبي النفسي المبكر، هذه الفتاة أتاها المرض في عمر صغير نسبيا، وهذا يجعلنا أكثر حرصا في أن نحرص في علاجها، لأن الإهمال أو عدم إعطائها الدواء بحسب الجرعة والطريقة المطلوبة هذا ربما يكون له بعض التبعات السلبية.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تكونوا كأسرة على وعي وإدراك أن هذه الحالة يمكن أن تعالج وتعالج بصورة جيدة جدا، بشرط الالتزام التام بإعطائها الدواء، ومراجعة الطبيب حسب المواعيد المقررة، وفي ذات الوقت تساعد، وذلك من خلال: تشجيعها وتحفيزها، وأن نجعلها تشارك في الأنشطة الأسرية، هذا أيضا جانب علاجي كبير جدا.

الخطوة القادمة هي: قطعا مراجعة الطبيب، وأرجو أن تطمئن تماما حيال السوركويل من حيث الفعالية والجودة، وقطعا إن لم يناسبها سوف يقوم الطبيب بتغييره، لكن نحن لا نفضل التغيير المتسارع للأدوية، الناس كثيرا ما تستعجل النتائج، هذه الأمراض أمراض شديدة نسبيا، مزمنة نسبيا، والتحسن فيها يتطلب شيئا من الصبر والروية، لكنه سوف يأتي - بإذن الله تعالى - ثمرته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات