زوجي مصاب بالفصام.. ما نسبة إصابة الأطفال بذلك؟

0 420

السؤال

اكتشفت أن عند زوجي فصاما وإخوته أيضا، فما نسبة إصابة الأطفال بهذا؟ علما أني متزوجة منذ 4 أشهر، ولا زلت بكرا، وهو مصاب بالمرض منذ 8 سنين، وغير منتظم على العلاج، وقد دخل هذا الشهر مركزا، وخرج بحالة جيدة، وقد نويت طلب الطلاق فما رأيكم؟ وهو يحبني بجنون، فهل سيؤثر عليه هذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

زوجك الكريم ما دام أقبل على الزواج، وأنت قبلت به، لا شك أن هذا الرجل بالرغم من وجود هذا المرض لديه إلا أنه يمتلك المهارات والمقدرات التي تجعله يعيش حياته بصورة طبيعية أو شبه طبيعية.

التشخيص ليس مهما، المهم هو درجة الضرر التي ألحقها المرض بالإنسان، ومدى تعاون الإنسان مع تناول العلاج، والنواحي التأهيلية أيضا مهمة، ونقصد بالنواحي التأهيلية أن بعض المرضى يتدهورون اجتماعيا ويفقدون وظائفهم، ويفقدون دورهم الاجتماعي؛ لأنهم غير متعاونين مع العلاج، أو لم يجدوا من يأخذ بأيديهم ويشجعهم ويساعدهم على التأهيل.

الفصام وبما أن له عدة أنواع (حقيقة)، هنالك أنواع بسيطة جدا من مرض الفصام وعلاجها ليس صعبا، وأتمنى أن يكون زوجك من هذه المجموعة، والذي يظهر لي أنه هو هكذا؛ لأنه استطاع أن يتزوج.

المهم أن العلاج الدوائي يجب أن يكون هنالك التزام به، ويعرف تماما أن التدخل العلاجي المبكر والالتزام به وتحفيز المريض وتشجيعه في أن يعيش حياته حياة طبيعية، أي أن يقوم بدوره الاجتماعي، وأن تكون له وظيفة، وأن يشارك الناس، وأن يؤخذ برأيه، وأن يستشار، هذه تساعد المريض جدا في أن يعيش حياة طبيعية.

بالنسبة لك: حقيقة لا أريدك أن تقدمي على طلب الطلاق، هذا قطعا قرار شخصي، أنا أحترم ذلك وأقدر ذلك، ولا أريد أن أفرض عليك رأيا، أو أتدخل في شؤونك بدرجة مؤثرة، لكن من قبيل التناصح أرى أن تقفي بجانب زوجك، أن تساعديه على العلاج، ويفضل أن تعطيه العلاج بيدك، هذا مهم جدا، والزوج في مثل هذه الحالة يحس بالتقدير، ويحس أن هناك من يرعى شؤونه، وهذا قطعا يساعده كثيرا.

بالنسبة لموضوع التأثيرات الوراثية لمرض الفصام: مرض الفصام أسبابه بصفة عامة غير معروفة، لكن العوامل الوراثية ربما تؤدي إلى نوع من الاستعداد للإصابة بهذا المرض، يعني: أن المرض نفسه لا يورث، لكن إذا توفرت العوامل الأخرى من ضغوط حياتية وأحداث حياتية سلبية، ومشقات تربوية وغيرها، في مثل هذه الحالة إذا وجد المرض في الأسرة ربما يكون هنالك استعداد وقابلية للشخص الذي لم يعش ظروفا اجتماعية مواتية أن يصاب بهذا المرض.

بالنسبة لإصابة الأطفال: هي محسومة تماما، إذا كان الوالدان مصابين بمرض الفصام ففي هذه الحالة نستطيع أن نقول أن حوالي ثلاثين بالمائة من الأطفال قد يصابون بهذا المرض، أما إذا كان الوالد وحده مصابا فقط فالنسبة ضعيفة، ليس لأكثر من خمسة إلى عشرة بالمائة، وإذا كانت هناك تربية صحيحة وتنشئة موفقة، فهنا أعتقد أن أثر الوراثة قد لا يكون قويا، لكني لا أنكر بعض التأثيرات، وهي تأثيرات تظهر في شكل استعداد فقط للمرض، وليس المرض كما ذكرت لك.

بالنسبة لموضوع أنك لا زلت بكرا: أعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يعالج وليس بالصعب أبدا، إذا كان زوجك يعاني من أي صعوبات جنسية، فلا مانع أبدا من أن تذهبوا إلى الطبيب النفسي، وتتحدثوا معه في هذا الموضوع، سوف يقوم بإعادة تحليل بعض الهرمونات، خاصة أن الأدوية النفسية تؤثر على هرمون يعرف باسم (برولاكتين)، أو (هرمون الحليب) وهو موجود لدى النساء، وكذلك لدى الرجال، حين يرتفع هذا الهرمون يجد الرجل صعوبات في المعاشرة الزوجية، وهنالك أدوية تخفض هذا الهرمون.

ومن ناحيتك أنا أعتقد أنه لا بأس أبدا أن تقابلي طبيبة نسائية من أجل فض غشاء البكارة، هذا الأمر أيضا مطلوب في مثل هذه الحالات، ويسهل كثيرا، المهم إذا رأيت أن مقترحاتي هذه مناسبة فأقدمي عليها في سرية وستر تام، وإن شاء الله تعالى الأمور تسير على خير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لكما العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات