ما الدواء الآمن للحامل لأخذه وقائياً ضد الاكتئاب؟

0 607

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد ولادتي لطفلي الأول قبل 5 سنوات، انتابتني حالة اكتئاب بعد الولادة مباشرة، ولم أعالجها في حينها وخفت تدريجيا، وبعد عام من الولادة عادت نوبات من حالة الاكتئاب والأرق، واستخدمت سيبراليكس لمدة ثلاث سنوات، وتحسنت معه كثيرا –والحمد لله-، قبل عدة أشهر أوقفت الدواء بالتدريج لأني كنت أنوي الحمل بالطفل الثاني، أنا الآن حامل في نهاية الشهر الثالث -ولله الحمد-، وتأتيني نوبات اكتئابية مع أرق، وأخشى استمرارها وعودة الاكتئاب بعد ولادتي، فهل يوجد دواء آمن أستطيع تناوله أثناء الحمل، بجرعة علاجية ووقائية إلى ما بعد الولادة -بإذن الله-؟ وما كيفية الجرعة المناسبة؟ وهل يوجد له أعراض انسحابية تحتم علي إيقافه تدريجيا أو لا؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عفاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرى أنك -والحمد لله تعالى- قد تجاوزت المراحل الاكتئابية الحقيقية، الاكتئاب لا يظهر كثيرا أثناء الحمل، وهذه إيجابية كبيرة جدا، وتحملك لعسر المزاج ما بعد الولادة، واختفاؤه تدريجيا، هذا أيضا نعتبره من التجارب الإيجابية، التي توضح أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تكونين أقل عرضة لنوبات اكتئابية مستقبلية، حيث إن اكتئاب ما بعد الولادة جله وأغلبه يحدث بعد الولادة الأولى، فقد يحدث في الولادات التالية، لكن قطعا الفرصة أقل، والنوبات تكون أضعف كثيرا.

أنت الآن في مرحلة تكوين وتخليق الأجنة فيما يخص حملك الحالي، وتوجد أدوية سليمة يمكن استعمالها، لكن الذي نفضله هو تجنب تناول أي دواء حتى اكتمال فترة تخليق الأجنة هذه، والتي تستغرق أربعة أشهر.

فالذي أنصحك به هو: أن لا تتناولي دواء في هذه المرحلة، كوني سعيدة بحملك، اجعلي تفكيرك دائما إيجابيا، وكوني في الجانب المتفائل، هذا يكفي تماما من وجهة نظري.

في المرحلة الثانية والثالثة من الحمل، فرص حدوث الاكتئاب أقل، وهذا أيضا يجب أن يبعث فيك شيئا من الطمأنينة، وحتى تطمئني أكثر، أقول لك: الأدوية التي يمكن استعمالها في مرحلة الحمل الثانية والثالثة -أي بعد الشهر الرابع- من الأدوية الممتازة عقار (لسترال)، ويعرف تجاريا (زولفت)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، وهذا الدواء يتميز أنه نسبيا نستطيع أن نقول أنه سليم مع الرضاعة، وإن كنا لا نفضل أيضا بالنسبة للمرضع أن تتناول أدوية خاصة في الثلاثة أشهر الأولى، لأن كبد الطفل تكون في وضع لا تتحمل فيه استقلاب الأدوية بالصورة المطلوبة.

إذن السيرترالين هو الدواء المناسب جدا لأن تتناوليه بعد اكتمال الأربعة أشهر الأولى من الحمل، تناوليه إذا كانت هنالك حاجة حقيقية له، جرعة السيرترالين هي نصف حبة -خمسة وعشرون مليجراما- يتم تناولها ليلا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك يمكن أن ترفع الجرعة إلى حبة كاملة، والجرعة القصوى هي أربع حبات في اليوم، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لمثل هذه الجرعة.

تناول السيرترالين بعد الولادة لا بأس به إذا كانت هناك حاجة له، والجرعة أيضا هي ما بين نصف حبة إلى حبة واحدة في اليوم، وهنالك شبه إجماع أنه يمكن للمرضع أن تتناوله، بشرط ألا تكون الجرعة كبيرة.

بالنسبة للأعراض الانسحابية: يفضل بالطبع دائما التوقف عن كل هذه الأدوية تدريجيا، السيرترالين مثلا: إذا كان الإنسان يتناوله بجرعة حبة يوميا، تخفض بعد ذلك الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

ولا أريدك أبدا أن تشغلي نفسك بنوبات عسر المزاج البسيطة، هذه تحدث لجميع الناس، ويمكن تخطيها من خلال الدفع الإيجابي والتفاؤل.

بارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات