أعاني من مرض الفصام والهلاوس السمعية والبصرية، ما العمل؟

0 481

السؤال

السلام عليكم

شكرا لكم على هذا الموقع الجميل

أنا شاب جزائري، بعمر21 سنة، أدرس سنة ثالثة علوم بيطرية، وشخصت حالتي بمرض الفصام، حيث حدثت لي هلاوس سمعية بصرية.

مررت على عدة أطباء، والآن تحسنت حالتي مع الطبيب الأخير, حيث أتناول دواء زابينال 10 مع دواء (ابيليفاي 15 مع) بمعدل حبة كل يوم.

مشكلتي الآن هي: أني أصبحت أخاف من المقابلات الاجتماعية، كالذهاب إلى الجامعة ومقابلة الناس، وأصبحت أخاف حتى من الذهاب لمتجر وشراء أشياء!

أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي، فأنا لا أريد أن أضيع عاما آخر من حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hatti حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تهتم بالمسميات التشخيصية كثيرا، كلمة الفصام ينفر منها الكثير من الناس، ويصفونها بوصمة اجتماعية كبيرة، والبعض يرى أن هذا المرض معيق إعاقة تامة، لكن هذا ليس صحيحا، الفصام أو الفصاميات متعددة، فيها أنواع بسيطة تستجيب للعلاج بصورة جيدة، وأعتقد وبإذن الله تعالى أن حالتك تكون في هذا النطاق.

من الجميل أنك تراجع الطبيب، وأنت مستقر الآن على أدوية جيدة جدا، عقار (زابينال)، والذي يعرف باسم (أولانزبين) هو من الأدوية الممتازة جدا، أما عقار (ابيليفاي) والذي يعرف باسم (إرببرازول) فهو أيضا دواء مشهود له بالفعالية، فحافظ على علاجك، حافظ على دوائك، وكذلك حافظ على متابعتك مع الطبيب.

ما يعتريك الآن من خوف اجتماعي أعتقد أنه نوع من القلق، الاجتماعي العارض إن شاء الله تعالى.

أنت محتاج لأن تكون أكثر ثقة في مقدراتك، أنت -الحمد لله- تخطيت الكثير من العقبات، تواصل الآن دراستك، فالمطلوب منك هو التصور الإيجابي حول ذاتك، لا تتصور نفسك في موقف الضعيف أو في موقف المريض أو المعاق، أنت لست كذلك، هذا مهم جدا.

إذن التغيير الفكري مطلوب ومطلوب جدا في مثل هذه الحالات، وأيضا أريدك ألا تنقاد بفكرك السلبي أو بمشاعرك، إنما تنقاد بأعمالك وأفعالك، وهذا يحتم عليك أن تكون صارما مع نفسك من أجل أن تنفذ ما هو مطلوب.

أريد أن أذهب إلى الصلاة، أذهب إلى الصلاة، أريد أن أذهب إلى الجامعة، أذهب إلى الجامعة، أريد أن أقوم بكذا، أقوم بكذا، فلابد أن تأخذ بمفاتيح النجاح هذه، حدد المهمة التي تود أن تقوم بها، حدد لها الوقت الذي يجب أن تنفذه فيها، ويجب أن تقيس مستوى النجاح في هذه المهمة، إذا كنت مثلا تريد أن تذهب وتزور أحد أقربائك أو أرحامك، هذه مهمة، مهمة جميلة، حدد لها وقتا (مثلا) وبعد ذلك اذهب وقم بالواجب، وفي نهاية الأمر سوف تجد نفسك أنك فعلا قد أنجزت الكثير، وهكذا.

هذا مجرد مثال بسيط يوضح أن الإنسان محتاج ألا يترك الأمور عائمة، يجب أن تكون هنالك محددات والتزامات، ويعرف الإنسان ما يريد أن يقوم به، ويجب أن يقوم به حتى وإن كانت مشاعره تقوده نحو ما هو سلبي.

بالنسبة للخوف الاجتماعي: أريدك أيضا أن تغير مفاهيمك، أنت لست أقل من أحد، ومن تقابلهم هم بشر مثلك وليس أكثر من ذلك، حتى وإن كان من أصحاب المناصب أو من الأساتذة، كل المطلوب أن يتعامل الإنسان بشيء من الاحترام مع الآخرين، ودائما اترك ذلك في نيتك، أنني أتعامل مع الناس بالاحترام، هذا يعطيك الدفع النفسي الإيجابي ويجعلك إن شاء الله تعالى تتواصل بصورة جيدة.

من أفضل أنواع التواصل الاجتماعي التي أنت في حاجة لها من وجهة نظري –هو علاج تأهيلي مهم جدا – وهو أن تمارس رياضة جماعية مع بعض أصدقائك، ككرة القدم مثلا، والحرص على صلاة الجماعة، هذا من صميم الدفع النفسي الإيجابي فيما يخص علاج الخوف الاجتماعي.

الانخراط في أي منظمة شبابية خيرية أو ثقافية أو اجتماعية، والدراسة الجماعية، أن تدرس مع أصدقائك كلما أتيحت لك فرصة، وأن تكون فعالا في داخل أسرتك، هذا كله علاج اجتماعي.

النقطة الأخيرة: ربما تكون محتاجا لجرعة بسيطة من عقار يعرف تجاريا باسم (ديروكسات) هكذا يسمى في الجزائر، دواء ممتاز جدا للخوف الاجتماعي والقلق، ربما يكون أيضا حدث لك شيئ من عسر المزاج البسيط، حيث إن بعض أمراض الفصاميات ربما تتبعها بعض المخاوف، وكذلك عسر المزاج، وهذه إن شاء الله تكون محدودة ومحصورة.

أنا أريدك أن تراجع الطبيب وتناقشه حول حالتك هذه، والأعراض التي تعاني منها، وأعتقد أنه سوف يوافق تماما أن تتناول جرعة بسيطة من دواء مثل (ديروكسات) وأنت لن تحتاج لها أكثر من شهر إلى ثلاثة أشهر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات