أرق وتقطع في النوم يصاحبه أحلام كثيرة.. ما نصيحتكم؟

0 517

السؤال

أنا فتاة متزوجة، وعمري 29 سنة، أعاني من قلق وأرق شديد منذ عشرة أيام، فلا أنام إلا ساعتين أو ثلاث وأحيانا أربع ساعات متقطعة جدا وخفيفة، كذلك مليئة بالأحلام الكثيرة، والمتتابعة، وعبارة عن غفوات، فلا أدري إلا وأنا أحلم، وعلى الفور أصحو منه.

حالتي هذه أتعبتني جدا، وأنا -ولله الحمد- أقرأ الأذكار قبل النوم، ولكني لا أنام إلا بعد مضي وقت طويل، وعلى الحالة التي وصفتها وأنا متوكلة على الله سبحانه وتعالى ومتأكدة أنه سيشفيني، ولكن لا مانع من العمل بالأسباب حتى أني بدأت أشعر بآلام قوية برأسي وبمفاصلي، ولا أدري ما علاقة ذلك بحالتي؟

مشكلتي أني أفكر في النوم كلما ذهبت للفراش منذ أن بدأت معي هذه الحالة، وأخاف أن لا يأتيني، هل تنصحني بتناول أدوية لإزالة القلق والاكتئاب، وهل تنصحني بتناول الحبوب المنومة؟

علما بأني ولدت، وولدي الآن عمره شهر، أصبت بالبداية بقلق شديد على ولدي؛ لأنه تعرض لحالة تشنج، وبقي 11 يوما في الحضانة، وكنت قلقة عليه لعدة أيام، ولكني كنت أنام، وكان نومي أفضل مما أنا عليه الآن.

( ولا أخفي عليك أني ما زلت قلقة بشأنه، لكن حالتي هذه، وهي قلة النوم أصبحت تستحوذ على تفكيري أكثر من تفكيري بابني)، وبعدها بدأ نومي يقل إلى أن وصلت لهذه الحالة، وأنا الآن لا أفكر بولدي كثيرا، بل بالحالة التي وصلت إليها وبحالة الأرق والقلق التي أتعبتني كثيرا حتى أني -والعياذ بالله- فقدت لذة كل شيء، وأصابني بالبداية ضعف شديد في الشهية, وطول الوقت أشعر بالحزن، وأتمنى أن أعود كما كنت سابقا حيث كنت أنام لـ 8 أو 9 ساعات متواصلة، ومن غير أرق، وأشعر بعدها بالنشاط، أما الآن فأعاني من قلة النوم وتقطعه وبأنه مليء جدا بكثرة الأحلام المتتابعة حتى لو نمت لساعة، وأيضا أصبحت لا أشعر بالنعاس، ولكن جسمي متعب ومنهك، فهل هذا بسبب ارتباك الساعة البيولوجية؟ وإن كنت تنصحني بدواء معين فأرجو كتابته، وهل يضر المرضع أو لا؟

لكم جزيل الشكر، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأم الحنون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية و التوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت في مرحلة النفاس لا زلت، ونحن في الطب النفسي نعتبر النفاس حتى أربعة أشهر، وهذه الفترة قد تصاب الأم فيها بشيء من الإنهاك النفسي، وكذلك الجسدي، وهذا قد يظهر في شكل اضطراب في النوم، كما أن الأعراض الاكتئابية كثيرة جدا في هذه المرحلة والفترة الحياتية، وقد استوقفني حقيقة ما ذكرته أنك بدأت تفقدين لذة الأشياء، وكل تفكيرك الآن أصبح في حالتك.

هذا ربما تكون إشارة لبدايات لعسر المزاج، وعسر المزاج هو درجة بسيطة جدا من الاكتئاب النفسي يمكن احتواؤها.

أنا أتفق معك تماما أن الأرق مجهد ومتعب، وتبعاته السلبية كثيرة جدا، ويجب أن يعالج.

الوضع المثالي - أيتها الفاضلة الكريمة - أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، هذا أفضل وهذا أجود، حتى يتم التأكد تماما أنك لا تعانين من اكتئاب ما بعد النفاس، والعلاجات سوف تعطى لك، هناك قطعا إشكالية في أنك مرضع، لكن يمكن للطبيب الجيد أن يوفق ما بين الاستمرار في الرضاعة وإعطائك بعض الأدوية البسيطة التي تزيل القلق والتوتر وتحسن المزاج، وتحسن النوم في نفس الوقت.

فمثلا: عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريا باسم (لسترال) أو (زولفت) يعتبر سليما نسبيا في فترة الرضاعة، وإن كنا نفضل ألا يتم تناول أي أدوية حتى يبلغ الطفل ثلاثة أشهر من العمر؛ لأن بعد هذه المرحلة كبد الصغير تتحمل التمثيل الأيضي واستقلاب الأدوية، لكن وبفضل من الله تعالى هنالك أدوية – ومنها السيرترالين – لا تفرز كثيرا في الحليب، وهنالك أيضا دواء مضاد للاكتئاب، ومحسن للمزاج، ومحسن للنوم جدا يعرف باسم (ريمارون) واسمه العلمي (ميرتازبين) هذا الدواء أيضا بجرعة نصف حبة – أي خمسة عشر مليجراما – مفيد جدا لمثل حالتك.

أنا أفضل قطعا أن تقابلي الطبيب، هذا أفضل، وفي ذات الوقت أريدك أن تتجنبي النوم النهاري بقدر المستطاع، وأن تمارسي بعض التمارين الرياضية.

سعدت كثيرا أنك حريصة على أذكار النوم، هذا -إن شاء الله تعالى- يعود عليك بفائدة وخير كبير، حاولي أيضا ألا تكثري من شرب الشاي والقهوة، وتجنبيها تماما في فترات المساء.

إذن خلاصة الأمر حالتك تستحق الاهتمام، تستحق العلاج، وهي بسيطة -إن شاء الله تعالى-، وكل الذي تحتاجينه هو تناول أحد الأدوية التي ذكرتها لك، لكن أفضل أن يتم ذلك عن طريق مقابلة الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات