أحببت فتاة وتقدمت لها ولكن أهلها رفضوني مرتين.. ماذا أفعل؟

0 518

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب عمرى 29 سنة، مدرس لغة، تعلقت بفتاة جامعية من أسرة محافظة جدا، أحببت هذه الفتاة وأحبتني، وعزمت على التقدم لها، وقبل أن أتقدم لخطبتها اكتشف أهلها أني على علاقة بها، فلما تقدمت رفضوني مرتين لهذا السبب، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونهنئك بهذه الأيام الفاضلة التي نوصيك فيها بكثرة اللجوء إلى الله، فإن قلوب أهل الفتاة وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ونذكر الجميع من أبنائنا الكرام بأن الإنسان إذا وجد في نفسه ميلا إلى فتاة ينبغي أن يسلك السبيل الصحيح إليها، وليس هذا السبيل الذي كنتم عليه سبيل يرضي الله تبارك وتعالى؛ لأن الإنسان مجرد ما يرى فتاة ويجد في نفسه ميلا إليها فإن أول خطوة يقوم بها هو أن يطرق باب أهلها، ويطلب يدها بطريقة رسمية، هذا هو الطريق الذي ينبغي أن يسلكه الإنسان الذي يريد الحلال، وأنت بلا شك ممن يريد الحلال.

لأن أي أسرة تشعر فعلا - إذا كنت كما قلت محافظة - أن فتاتها أو ولدها على علاقة بفتاة هذا باب للرفض وللعناد، مهما كان الشاب صالحا، مهما كانت الفتاة صالحة، ولذلك أرجو أن تنتبه لهذا مستقبلا، أما الآن فنحن ندعوك إلى تكرار المحاولات، والتوجه إلى رب الأرض والسموات، وطلب مساعدة أصحاب الوجهات، وإرسال من يتكلم بلسانك من الكبار والعقلاء والفضلاء، على الفتاة أيضا أن تقوم بدور في تحسين الصورة بالنسبة لك، وتبين لهم أن العلاقة لم تكن بالمعنى الذي يتصورونه، وكذلك أيضا تبرز لهم ما فيك من إيجابيات، وما لاحظته فيك من أخلاق فاضلة، وتبين لهم هذه المسألة؛ لأن الناس لما يعرفون وجود علاقة لا يعرفون حجمها قطعا علاقة مرفوضة؛ لأنه ليس لها غطاء شرعيا، لكن هناك فرق كبير بين علاقة سطحية بسيطة في حدود معقولة، وبين علاقة فيها تعمق وفيها جلسات وفيها خرجات إلى غير ذلك مما يتصوره الناس.

ونتمنى أن يكون في هذا الذي حصل درسا لك، وهذا ليس من مصلحة أحد؛ لأننا نرى أن أي علاقات عاطفية قبل الزواج خارج الأطر الشرعية خصم على سعادة الزوجين أو الخطيبين، ولذلك ندعو شبابنا دائما إذا وجد في نفسه ميلا إلى فتاة أن يطرق باب أهلها، وكذلك الفتاة ينبغي أن تطلب منه أن يقابل أهلها، تعطيه هاتف الخال، أو هاتف العم حتى يأتي البيوت من أبوابها، ونؤكد أيضا أن الشاب من مصلحته أن يخطر أهله، ويأتي بهم ولا يأتي وحده؛ لأن الإنسان إذا جاء وحده قالوا له: (أين الشجرة، أنت فرع مقطوع من الشجرة، فأين البقية) لكن لما يأتي كبار، عقلاء، وجهاء، ناضجين، هم الذين يتكلمون، عند ذلك أسرة الفتاة وأهل الفتاة أيضا يأخذون الأمر مأخذ الجد؛ لأنا نؤكد مرارا لأبنائنا وبناتنا أن الزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، ولكنه علاقة بين أسرتين، بين قبيلتين، بين مدينتين، يعني هي علاقة أكبر مما نتصور، فهناك أطراف تنتفع أو تتضرر من هذه العلاقة، وبالتالي لا بد أن يكونوا مشاركين في اتخاذ القرار، والإنسان دائما عدو ما يجهل، عدو القرارات التي لا يكون فيها، لا يشاور فيها، ولا تتاح له فرصة دائما، يسعى الإنسان ويسارع في رفضها وإن كانت صوابا.

وعلى كل حال المجال أمامك في أن تكرر كما قلنا المحاولات، وهي وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى، ودائما أيضا لا بد أن تعرف المدخل إلى هذه الأسرة، لكي تحسن الصورة التي أصبحت رمادية.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات