لدي ارتباك واضح مع تعرق شديد ورجفة في اليدين ما سببه؟

0 294

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أريد أن أستشيركم في مشكلة أعاني منها منذ ما يقارب السنتين، وهي: الارتباك الواضح جدا، مع التعرق الشديد عند الوجود في مكان، أو وضع محرج.

أنا فتاة ناجحة، وجميلة، ومتدينة، وراضية عن نفسي كثيرا، لكني أعتقد أني أفتقر إلى الثقة بالنفس مع جهلي للسبب.

عندما يسألني أحد شيئا أرتبك جدا، وعندما أفعل شيئا دقيقا يداي ترتجفان بصورة واضحة، ودائما ما يسألني الناس لماذا ترجف يداك؟ ودائما عندي وسواس أني لن أنجح، وأني لا أعرف شيئا، ومهما فعلت شيئا مفيدا، أو دقيقا أرتبك وترجف يداي.

دراستي للطب زادت المشكلة؛ فكلما سألني أحد سؤالا شفهيا أتعرق وأرجف لدرجة محرجة، وحتى عندما أعرف الجواب لا أستطيع الكلام، وحتى لو أجبت الجواب الصحيح؛ شيء ما في داخلي يقول: إنها مجرد صدفة.

العام الفائت كنت أعاني من وسواس ديني، لكني –والحمد لله- استطعت التغلب عليه لوحدي، قرأت عنه كثيرا واستطعت التغلب عليه، ولم أذهب لطبيب نفسي لعدم وجوده في المدينة التي أسكن فيها.

أرجو المساعدة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

أقول لك: إن مشكلتك والحمد لله بسيطة جدا، أنت لديك إيجابيات كبيرة وكثيرة، كونك راضية عن نفسك هذا يمثل قيمة نفسية عالية جدا، وحباك الله بالنجاح وبالجمال وبالتدين، فماذا بعد كل هذا؟! هذا يجب أن يكون دافعا لك من أجل المزيد من التوفيق والنجاح والاستقرار إن شاء الله تعالى.

علتك النفسية بسيطة وليست مرضا، أنا أعتقد أنك كشخص ناجح متطلع لديك درجة من القلق، وهذا القلق هو قلق الأداء، قلق النجاح، قلق الإنتاج، لكنه أخذ ما نسميه بالطابع الرهابي البسيط، فيحدث لك رهاب عند المواجهات في بعض المواقف، وهذه أؤكد لك أنها ليست مرضية، هي ظاهرة بسيطة جدا، قد نسميها (الخوف الاجتماعي من الدرجة البسيطة).

الخوف الاجتماعي: كثيرا ما يجعل صاحبه يوسوس، ويكون لديه قلق افتراضي حول المستقبل، وحول ما سيحدث، وهذا قطعا يظهر في شكل مخاوف وسواسية من النوع البسيط، وأنت ذكرت أنه فيما مضى كانت لك وساوس دينية، هذا دليل أيضا أنه ربما يكون لديك شيء من الاستعداد للقلق وللتوتر.

بصفة عامة: خذي الأمور بإيجابية أكثر؛ لأنك بالفعل إيجابية، أكثري من المواجهات الاجتماعية، حقري فكرة الخوف والتردد، ولا تراقبي أدائك، فأدائك جيد، أدائك ناجح جدا، وتواصلي مع صديقاتك، وشاركي في أي أنشطة اجتماعية، أعتقد أن ذلك أيضا سوف يكون مفيدا جدا لك.

بعض الناس يتناولون دواء لتخفيف الارتباك في المواقف الاجتماعية، هذا الدواء يتم تناوله ظرفيا –أي وقتيا– وحسب ما تتطلبه الحاجة، الدواء يعرف باسم (إندرال Inderal) ويسمى علميا باسم (بروبرانولول Propranolol) والجرعة هي: عشرة إلى عشرين مليجراما، يأخذ قبل ساعتين من المواجهة الاجتماعية، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: أنا أرى أن الدواء الأفضل والأحسن في حالتك هو دواء يتطلب منك استمرارية في تناوله لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، وهو دواء سليم جدا، ليس تعوديا، ليس إدمانيا، اسمه (سيرترالين Sertraline) هذا مسماه العلمي، ويسمى تجاريا (لوسترال Lustral) وله اسم آخر وهو (زولفت Zoloft) الجرعة المطلوبة في حالتك أن تبدئي بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجراما– يتم تناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم تتوقفين عن الدواء.

الدواء قطعا سليم وطيب ولا يسبب الإدمان أو التعود، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

ملاحظات أكيدة: أوضح أيضا أن تمارين الاسترخاء جيدة ومفيدة في مثل هذه الحالات؛ لأن الارتباك الاجتماعي هو في الأصل قلق، والقلق ضده الاسترخاء، لذا يمكنك أن تطبقي التعليمات التي وردت في الاستشارة التي أعدها موقعنا (إسلام ويب) حول ماهية تمارين الاسترخاء وكيفية تطبيقها، الاستشارة رقمها (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقيها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات