لدي آثار الجدري وشامة تضايقني، فأرشدوني للعلاج

0 532

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي ثلاث مشكلات أعاني منها:

أولا: عندما كنت طفلا في الثامنة من عمري أصبت بجدري الماء – العنقز - وقال لي الطبيب: إنه يجب علي الاستحمام, وكنت أستحم يوميا، وبعدما ذهب الجدري بقيت لدي آثار غامقة اللون، وعمري الآن 18 سنة ولا تزال موجودة بكثرة، خصوصا في منطقة الظهر، أريد الحل للتخلص منها.

ثانيا: منذ فترة أصبحت عندما أحك وجهي أو أي منطقة من جسمي تظهر بقع حمراء لمدة خمس دقائق أو أكثر وبعدها تختفي، وعندما أغسل وجهي بالماء أيضا تظهر البقع، وهي تضايقني جدا، وأريد الحل للتخلص منها.

ثالثا: كانت لدي حبة خال - نقطة سوداء - أو ما تسمى بالشامة في الخد الأيسر، وحاولت إزالتها بالإبرة، ولكني لم أستطع، وظهر مكانها بقعة حمراء وهي تشوه وجهي، وأتمنى أن أجد الحل لإزالة البقع الحمراء والشامة أيضا.

وشكرا لكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ 5alelo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحمد الله أن الجدري المائي لم يترك لك ندبا أو آثارا جلدية دائمة، وما تعاني منه هو عبارة عن بقع داكنة في منطقة الظهر، ويجب التأكد من عدم إصابتك بحب الشباب بمنطقة الظهر، وظهور حبوب بشكل متكرر تلتئم ببقع داكنة وعلاج تلك الحبوب بشكل فعال - إن وجدت - بشكل فعال من الأمور المهمة حتى لا تعاود الظهور مرة أخرى وتسبب بقعا جديدة.

وأما عن علاج البقع الداكنة فيكون باستخدام كريم الهيدروكينون، أو الاربتين مرة مساء يوميا لمدة تتراوح بين شهر إلى شهرين على حسب النتيجة.

ثانيا: في الغالب أن ما تعاني منه - أخانا الكريم - من ظهور احمرار لبعض الوقت مع الحكة هو نوع من أنواع الأرتيكاريا، أو الشرى، وهذا المرض الجلدي يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات، واحمرار، وحكة، وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق في التنفس، واضطرابات وألم في البطن، ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

• النوع الحاد، والذي يلازم المريض فترة قصيرة أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية أو تناول بعض المأكولات أو الأغذية المحفوظة – مثل: السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، و ... - أو تناول بعض العلاجات، ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات، وبالأخص النحل والدبابير.

• النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى التي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل: الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية، مثل: أمراض الغدة الدرقية.

ويمكنك العلاج باستخدام مضادات الهستامين من الأجيال الحديثة مثل:(Fexofenadine 180mg) or (Desloratine) or (Levocetrizine) بواقع قرص واحد مرة واحدة يوميا صباحا، ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية، مثل: (Hydroxyzine 10 mg) مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل باستخدام الأنواع الحديثة فقط، وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأيضا للتأكد من التشخيص، وربما سبب حدوثه، وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة، وفحص الجلد، وطلب بعض الفحوصات المعملية اللازمة أو ما شابهه.

ويوجد نوع من الأرتيكاريا غير التقليدية مرتبط بالتعرض للماء، ولكن للتأكد من أن الماء هو المسبب الأساسي لشكواك يجب استبعاد المسببات الأخرى للشرى، والمرتبطة بالاستخدام مع الماء في نفس الوقت، مثل: استخدام منظفات عطرية مثيرة، أو تنظيف الجلد بقوة باستخدام بعض أنواع الليف مثلا أو ما شابهه، ويجب أيضا مراقبة درجة حرارة الماء المسببة للمشكلة؛ لأن المشكلة ربما تكون مرتبطة بالتعرض للماء البارد فقط، وإذا غيرت درجة حرارة الماء المستخدم في هذه الحالة فربما تتخلص من هذه المشكلة بصورة كبيرة.

وبالنسبة للعلاج: فيجب في البداية استبعاد بعض الأمراض العضوية، والتي ربما تكون هذه الشكوى مصحوبة بها, مثل: بعض أمراض الدم ((Polycythemia vera ولذلك يجب زيارة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة.

في العادة تستمر الشكوى لفترة قصيرة ثم تختفي، ولكن إذا كانت المشكلة مؤرقة لك بشكل كبير، ومصحوبة بانتفاخات بالجلد فيوجد علاجات مفيدة باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب.

استخدام الفوط القطنية، والتجفيف السريع بعد الاستحمام لتقليل فترة التلامس مع الماء من الأمور الهامة، وكذلك استخدام المرطبات، ولا مانع من استخدام العلاجات المذكورة في علاج الأرتيكاريا التقليدية لفترة شهر- كما ذكرت سابقا - وتقييم النتيجة، وإذا كانت النتيجة غير مرضية فأخبر طبيبك المعالج بإمكانية استخدام العلاج الضوئي، واستبعاد أي مشكلات عضوية – لا قدر الله -

وبالنسبة للشامة والتي أتوقع أنها من النوع البسيط (Lentigo simplex)، فتوجد أساليب علاجية كثيرة للتخلص منها إذا كانت تؤرقك، ومن هذه العلاجات استخدام أنواع من أجهزة الليزر ذات طول موجي محدد، ولكن لا بد من تقييم الطبيب أولا لوجود أنواع كثيرة من الشامات, وذلك من خلال أخذ التاريخ المرضي الدقيق لظهورها, وفحصها إكلينيكيا، وربما أخذ عينة جلدية منها إن لزم الأمر للتأكد من التشخيص، وشرح سبل العلاج المتاحة بعد ذلك، ولتقييم الالتهاب الناجم عن عبثك بها، وعلاجه.

وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات