أصابتني أعراض غريبة كتسارع النبضات وضيق التنفس فهل هو شد عضلي أم مرض نفسي؟

0 666

السؤال

السلام عليكم

قبل ثلاثة أشهر أصابتني أعراض غريبة: تسارع مفاجئ في نبضات القلب، وضيق تنفس، وعرق بشكل غريب، عندئذ لم أستطع الكلام أو الحراك إلى أن شعرت أنني سوف أموت, ثم ذهبت إلى الطوارئ وأجريت فحوصات ومن ضمنها: تخطيط القلب حيث أظهرت النتيجة أنه لا يوجد أي شيء بتاتا.

ملاحظة: ذهبت تلك الحالة، لكن بعدها بأيام أصبحت أشعر بضيق تنفس ونغرات في الصدر والقلب، والقليل من الحموضة، وأشعر أيضا بشد في الجهة اليسرى من الرقبة، مع صداع نصفي في جهة اليسار، ورفة في العين اليسرى.

وفي اليوم الثاني: ذهبت إلى طبيب عام وأخبرته ما حدث معي، وقال لي: إنه شيء عرضي كما قاله طبيب الطوارئ، وأخبرني بأني أعاني من حساسية من الجو، وأني أعاني من شيء في الأنف وهو أن الغضروف في الأنف ليس في مكانه؛ لذا فإنه يؤدي إلى ضيق تنفس، ثم وصف لي الدكتور العام أدوية مهدئة وفيتامينات ولكن لم يؤثر الدواء، وبقت هذه الحالة معي إلى الآن، وأنا أشعر بضيق تنفس، ولم أعلم ما السبب؟

استشرت دكتورة عامة من عائلتي فأخبرتها بالأعراض التي أعاني منها فقالت: إنه شد عضلي حادث بعضلة تصل من الرأس إلى أسفل القفص الصدري، ونتج عنه ضيق تنفس مع نغرات في القلب والصدر، وهو شيء طبيعي وسوف يزول، ولم أراجع دكتور آخر بعد ذلك.

الأعراض التي أعاني منها:

1) شعور بالغثيان غالب الوقت، والشعور بأني أريد أن أستفرغ.
2) شعور بضيق تنفس، وبذل جهد عند أخذ النفس.
3) حدوث غصات ونغرات عند القلب والصدر بشكل متكرر.
4) الشعور بشد في الرقبة من جهة اليسار, والصداع أيضا من جهة اليسار، وأحيانا العين تغبش.

أنا محتار ما إذا كان ذلك مرض في الرئة، أم في القلب، أم هو فعلا شد عضلي؟

ودمتم فخرا لهذه الأمة، وجزاكم الله كل خير، مع فائق الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي أستطيع أن أؤكد لك أن حالتك حين بدأت بتسارع مفاجئ في ضربات القلب، وضيق في التنفس، وتعرق وأتاك الشعور بقرب الموت: هذه حالة نفسية مائة بالمائة معروفة لدينا وتسمى بـ (نوبة الفزع/الهرع/الهلع) وهو نوع من القلق النفسي المفاجئ والمؤقت والمخيف جدا والمزعج، لكنه ليس خطيرا، وأسبابه غير معروفة.

والإشكالية الكبيرة: أن الذين تحدث لهم هذه النوبات بعد ذلك يدخلون في مسلسل المخاوف والوساوس، وتجدهم يتنقلون من طبيب إلى آخر؛ لأن الأعراض الجسدية تكون موجودة وظاهرة، وهذه الأعراض الجسدية معظمها تكون انشدادات عضلية وليس أكثر من ذلك؛ لأن القلق النفسي –أيا كان– يؤدي إلى توتر نفسي، والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، والتوتر العضلي قد يظهر في شكل آلام جسدية أو شيء من هذا القبيل، وأكثر مناطق الجسم تأثرا هي منطقة الصدر؛ لأن الصدر يحتوي القلب، والقلب هو مركز الحياة من الناحية الفسيولوجية، وأصبحنا الآن نعيش في وقت كثرت فيه الأزمات القلبية والموت المفاجئ، لذا عن طريق اللاشعور والعقل الباطني يأتي للناس تخوفات شديدة جدا حول وظائف قلبهم والرئة وشيء من هذا القبيل.

أنا أعتقد: أن هذه هي الصورة الإكلينيكية التي حدثت لك، وأقصد بالإكلينيكية أي السريرية –أي الأعراض التي تشغلك الآن–.

فأنا مطمئن تماما لحالتك، ولا أعتقد أنك تعاني من مرض في الرئة أو مرض في القلب أو مرض في العضلات، أقول هذا وأنا على درجة عالية من اليقين.

والشيء الذي أنصحك به هو: أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، هذا ليس عيبا، ليس فيه أي نقص لك، هذه الحالة معروفة جدا، وتستفيد كثيرا من خلال العلاجات النفسية، والتي سوف تشمل: التدرب على تمارين الاسترخاء، تغيير السلوك ونمط الحياة أن يكون أكثر إيجابية، وسوف يقوم الطبيب أيضا بإعطائك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وهنالك أدوية كثيرة جدا ممتازة وفاعلة وغير إدمانية.

فأيها الفاضل الكريم: لا تضيع وقتك بالذهاب هنا وهناك والتنقل بين التخصصات، اذهب وقابل أحد الإخوة الأطباء النفسانيين، والحمد لله تعالى الأردن عامر، وهناك الكثير من الأخصائيين المتميزين.

وشيء مهم جدا يجب أن تدخله على حياتك، وهو: ممارسة الرياضة، الرياضة ذات منافع عظيمة في علاج الأعراض النفسوجسدية، دراسات كثيرة أشارت إلى ذلك، وأرجو أن تكون لك قناعة بفعالية الرياضة، الرياضة تقوي النفوس وتقوي الأجساد كذلك، وهي إن شاء الله تعالى مفيدة ومفيدة لك جدا.

حاول أيضا أن تستثمر وقتك بصورة طيبة؛ لأن الإنسان حين يكون مشغولا وفعالا ومفيدا لنفسه ولغيره قطعا هذا يصرف انتباهه بعيدا عن أعراضه الجسدية والنفسية التي تكون أصلا ناشئة من القلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات