تملؤني الرهبة وتخيل ظلال حولي أثناء قيام الليل، كيف أقاومها؟

0 237

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في الخامسة عشرة من العمر، بدأت بالصلاة منذ فترة قصيرة، وانقطعت عن العادة السرية إلا في حالات التوتر، مشكلتي أني أريد أن أصلي وأدعو الله في الثلث الأخير من الليل، إلا أني لا أستطيع ذلك، بسبب أني أشعر بذعر وخوف كبيرين، ويهيأ لي عند الدعاء في الأيام القليلة التي استجمعت فيها شجاعتي أصوات خافتة، أعلم أنها ليست حقيقية، بالإضافة لتهيؤ خيال أمامي، وأشعر بأن هناك شخصا ورائي، أرجوكم أفيدوني، أنا أعلم أن هذا من كيد الشيطان ووساوسه، ليثنيني عن الدعاء لله والتضرع له، أفيدوني ماذا يجب أن أفعل للتخلص من هذه الوساوس؟

والشكر الجزيل لكم على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

نعم يمكن للإنسان في جو الهدوء التام، وربما بعض الظلمة أو العتمة، أن يشعر وكأنه يسمع صوتا خفيفا، أو يشعر وكأن هناك شخصا أمامه أو خلفه، والمهم أن يفعل كما فعلت أنت، وهو تأكيدك وقناعتك بأنه لا يوجد شيء، وإنما هو مجرد توهم.

وربما كما وصفت أن بعض الناس قد ينصرف عن مثل هذه العبادات في وقت السحر أو الليل، وخاصة إن رافق هذه الأحاسيس بعض الذعر أو الخوف، والسؤال: كيف يمكن للإنسان أن يستمر بالقيام بالعمل الذي يريد القيام به، ولا يسمح لهذه المشاعر أن تصرفه عن هذا؟

وربما ما يمكن أن يفيد للتخلص من هذه المشاعر الأمور التالية، ولك أن تختاري ما يناسب ظروفك منها:

• إبقاء الإنارة قوية في الغرفة، لأن خفوت النور يجعل حاسة النظر تتشتت، ويبدأ الإنسان تتهيأ له أشياء غير موجودة.

• الابتعاد قدر الإمكان عن الهدوء الشديد داخل الغرفة، لأن هذا أيضا يؤثر في حاسة السمع، فيمكنك مثلا إبقاء صوت تلاوة للقرآن من الكمبيوتر أو آلة تسجيل، وبحيث يكون دوما هناك صوت إنساني يؤنسك.

• إذا استطعت، وعلى الأقل في المراحل الأولى، ولبعض الوقت، أن تقومي الليل إما مع أحد أفراد الأسرة، أو مع صديقة ترتاحين إليها، فهذا أيضا يخفف عنك من مثل هذه المشاعر التي وردت في سؤالك، ويؤنسك بعض الشيء.

وإذا حاولت كل هذا ولم تشعري بالتحسن المطلوب، فربما يفيد أن تبحثي الأمر مع إحدى الأخصائيات النفسيات المسلمات من حولك، لتسمعي رأيها بعد أن تسألك بعض الأسئلة، في محاولة لفهم حقيقة ما يجري.

وفقك الله، ثبتك على طريق الصلاح والتقوى.

مواد ذات صلة

الاستشارات