أختي تعاني من الوسواس القهري، وتؤذي من حولها، فكيف نتعامل معها؟

0 269

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أختي خريجة بكالوريوس، ولا تعمل، كانت تستخدم الانترنت بشكل كبير، وبعد فترة اكتشفنا أنها تتواصل مع شاب عن طريق الهاتف، ومنعناها فترة، مع التحفظ على الموضوع بين اثنين من إخوانها، وبعد فترة أعدنا لها الجوال، واكتشفنا أنها تتواصل مع شاب، ومنعناها منه، ولقد مضى على ذلك الحال 5 أشهر.

المشكلة هي: أن نفسيتها أصبحت سيئة، وتسب كل من في البيت، وتريد التحكم في عمل الخادمة، بحيث هي التي تأمرها وليس غيرها، وفي أكثر من مرة اضطررنا لضربها ولكن دون جدوى، وعند ضربها فإنها تؤذي من يتعارك معها، ففي إحدى المرات آذتني بمقص وجرحتني، وأحيانا تعضني بشكل قوي، حتى أن أمها لم تسلم منها سواء باليد أو بالكلام السيئ، وتدعي بأنها مظلومة، وهي عكس ذلك، وبما أنني أنا وأخي اكتشفنا مكالماتها؛ فهي تكرهنا كرها عجيبا، ولا تسلم علينا.

كما أنها تعاني من الوسواس القهري في الصلاة والطهارة، وتخاف من الهرة بشكل غريب، ولا تريد الذهاب للمستشفى لتعالج مشكلة الوسواس، ولا تريد الذهاب إلى الراقي أيضا، فما الحل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على اهتمامك بأمر أختك، والتي نسأل الله تعالى لها العافية والهداية.

لا شك أن استخدام الهاتف بصورة غير راشدة يمثل أحد الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي نعاني منها الآن، والوسائط التواصلية والإعلامية إن كان فيها خيرا ففيها أيضا شرور كثيرة وكثيرة جدا.

أختك هذه قطعا أصبحت تبدي نوعا من الاحتكاك والتمرد؛ لأنها ترى أنها تمارس ممارسة خاطئة، وفي ذات الوقت لا تريد أحدا أن يقتفي أثرها أو يوقفها أو يوجهها، فأصبحت تسقط غضبها على الخادمة وعلى بقية أفراد الأسرة، هذا قطعا نوع من الاحتجاج التمردي الخاطئ.

هذه الفتاة – عافاها الله – تعاني أيضا من الوساوس القهرية، وهذا دليل على أن شخصيتها أيضا تحمل نوعا مما نسميه بالنواة العصابية، بمعنى أنه في الأصل لديها قابلية لسرعة الإثارة وسرعة الانفعال والاندفاع، وهذا يؤدي أيضا لعسر في مزاجها.

أعتقد أنها تحتاج للمساعدة، فيجب أن تشعر أولا بأنها عضو محبوب في الأسرة، وفعال، ويجب ألا نشعرها بأنها شخص غير مرغوب فيه، وحتى ما ارتكبته من خطايا يجب أن نوصل لها التسامح، وأنها ما دامت قد صححت طريقها فهذا هو المطلوب، وهكذا، سيروا على مبدأ التحفيز والتشجيع، وعدم الانتقاد الحاد، ولا بد أن تجدوا لها بدائل، مثلا أن تكون مسئولة عن ميزانية الأسرة لمدة أسبوع أو أسبوعين، فهذا يعطيها حافزا كبيرا جدا، نشجعها أن تذهب وتنضم لأحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا يفيدها كثيرا، - وإن شاء الله تعالى - تجد النماذج الطيبة في هذه المراكز، مما يحسن أدائها الاجتماعي وتطبعها.

وفي موضوع ذهابها إلى الطبيب النفسي، أعتقد أنها سوف تستفيد كثيرا، ومعظم هؤلاء الناس يرفضون الذهاب إلى الأطباء النفسيين، لكن بشيء من المثابرة وإبداء اللطف والعطف حولها والاهتمام بها، أعتقد أنه يمكن إقناعها بأن تذهب للطبيب، وقطعا سوف تعطى محسنات المزاج ومزيلات العصبية والانفعال والتوتر والوسواس في نفس الوقت.

أي من الأدوية التي تعرف باسم (كوابح استرجاع السيروتونين الانتقائية) سوف تكون مفيدة لها جدا، وعقار مثل (زولفت) والذي يعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) سوف يكون جيدا جدا بالنسبة لها.

خوفها من الهرة هو جزء من عملية القلق الرهابي الذي تعاني منه، والمهم في الأمر هو أن تجد منكم مساندة، وأن تحس بشيء من الملاطفة، والنصح والتوجيه والإرشاد، دون إبداء فرض الإرادة عليها، وإشعارها بأنها عضو مهم بل مرغوب فيه في داخل الأسرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات