التمادي في العلاقة لا يزيدك إلا شقاء وبعداً عن الله

0 379

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المبارك، مشكلتي دون إطالة عليكم تتلخص في العشق، أعشق فتاة كانت بيني وبينها علاقة عاطفية، ثم انتهت بعد أن ابتعدت هي بطريقة آلمتني كثيرا، ولكني حمدت الله واستغفرت لذنبي، وتبت إليه من كل ذلك.

مشكلتي الآن هي أني لا زلت غير قادر على نسيانها، علما أننا الآن نتكلم عبر الرسائل النصية، وكنت قد ابتعدت بالكلية، ولكنها اتصلت بي وطلبت السماح، ولحبي لها قبلت بسرعة، نتكلم الآن بطريقة عادية دون إدخال للعواطف، ولكني لا أستطيع، أشعر أني أعشقها وكل يوم أكتم ذلك في نفسي.

أرجوكم ساعدوني، فهذا الموضوع يؤثر على حياتي برمتها، أعتذر على الإطالة، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، واحمد الله الذي خلصك من العلاقة المخالفة للشرع، ونتمنى أن تبتعد أيضا عن الدخول لهذا النفق المظلم مرة ثانية، فالعافية لا تعدلها شيء، والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، ولا يجوز لك التواصل مع هذه الفتاة بهذه الطريقة، فابتعد عنها بالكلية، ونقترح عليك تغيير الرقم، والاجتهاد أيضا في الاشتغال بما يرضي الله تبارك وتعالى، وحتى لو أردت أن تكمل معها المشوار بالحلال فإن عليك وعليها التوبة النصوح، ثم عليك بعد ذلك أن تطرق باب أهلها وتطلب يدها بطريقة رسمية، ولا يجوز لك أن تتواصل معها إلا بغطاء شرعي، وهو ما يسمى بـ (الخطبة) تطلب يدها بطريقة رسمية، ثم بعد ذلك يحصل التعارف والتآلف، هذا إذا كنت تريد أن تكمل المشوار معها.

أما إذا كانت هي لا تريد وأنت لا تريد فعليك أن تتعوذ بالله من الشيطان الذي يذكرك بتلك العلاقات الآثمة ليدخل عليك الحزن، وهم هذا العدو أن يحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله، فعامل هذا العدو بنقيض قصده، واجتهد في أن تذكر الله تبارك وتعالى، وعمر قلبك بحب الله، واستعن بالله تبارك وتعالى على طلب الزواج وهذه العلاقات في إطارها الحلال الشرعي، واطلب لنفسك صاحبة الدين، واعلم أن العلاقات الآثمة قبل الزواج -العلاقات الغير رسمية التي في الخفاء- هذه خصم على سعادة الإنسان إذا لم يتب ويرجع إلى الله.

أقول: حتى لو تزوجتها فإن تلك العلاقات الآثمة تلقي بظلالها وتتحول إلى شكوك، فالشيطان الذي يجمع بين الشباب والفتاة على المعصية وعلى الغفلات، وعلى معصية رب الأرض والسموات، هو الشيطان الذي يأتي ليحرض كل طرف ويقول: (كيف تثق فيها وقد كلمتك ومن المؤكد أنها تكلم غيرك) ويقول لها: (كيف تثقين فيه وقد كلمك لابد أن تكون له علاقات أخرى) فتتحول الحياة إلى جحيم.

ولذلك نحن نقدر مرارة ما يحصل، لكن المرارة الفعلية والخطورة الفعلية والمصيبة الكبرى في الاستمرار، ليست في التوقف، فالتوقف هذه نعمة من الله تبارك وتعالى، والآن توقف، ولا ترد عليها، بل أدعوك (وأكرر) لا بد أن تغير رقم الهاتف، وتمسح أرقامها وكل ما يذكرك بها من هاتفك، هذا إذا كنت تريد أن تصدق في توبتك، ونحذرك من توبة الكذابين، وهي أن يتوب الإنسان بلسانه والقلب متعلق بالمعصية، يعشق ذكرياتها، يحن إلى أيامها، يحتفظ بآثارها، فنحن نتعامل مع الذي يعلم السر وأخفى سبحانه وتعالى.

نشكر لك هذا التواصل، ونهنئك على التخلص من تلك العلاقة، وندعوك إلى أن تصحح النية وتجعل توبتك لله خالصة، صادقا فيها، نادما على ما مضى، عازما على ألا تعود، منتهيا عن التمادي ولو للحظة في العلاقة، حريصا على الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقك زوجة صالحة حلالا تغنيك عن الحرام، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذا التواصل، ونتمنى أن يدوم هذا التواصل حتى تجد من يعينك، من يذكرك بالله إذا نسيت، ومن يعينك على طاعة الله إن ذكرت.

نشكر لك مرة أخرى الشجاعة التي حملتك على التواصل معنا، ونتمنى أن تكون هذه الاستشارة وهذا السؤال هو آخر محطة في ذلك النفق المظلم، فآن لك أن تعود وتتوب إلى الله تبارك وتعالى، ونذكرك بأن الله يمهل ولا يهمل، وأنه يستر على العاصي ويستر عليه، لكن إذا لبس للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان وتمادى في العصيان هتكه وفضحه وخذله وحال بينه وبين التوفيق والخيرات.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات