أخي يعاني من أعراض كثيرة ولم تفده العلاجات، فما تشخيصكم؟

0 366

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرجاء مساعدتي ومشورتي في أمري هذا؛ لأنه ليس لي بعد الله إلا مشورة أهل العلم.

أخي عمره 22 عاما، يعاني منذ أكثر من 5 سنوات من مرض أو ما شابه، لا أعلم تقييمكم لسببه واسمه، فهو يعاني من:

1. الحديث الطويل مع نفسه وكأنه يخاطب أحدا أمامه.
2. سب الذات الإلهية.
3. الضحك الكثير المتكرر بدون سبب.
4. السرحان.
5. العبوس الدائم وعدم الضحك نهائيا.
6. التدخين بشراهة غير طبيعية وإدمانه للقهوة.
7. عدم مشاركة الناس في الحديث قطعيا.
8. فاقد للتركيز نهائيا.
9. يحب دخول الحمام لقضاء حاجته بدون إنارة، وإن كان في الظلام والليل.
10. عند الحديث معه لأول مرة تعتقد أنه غبي، أو عنده ضمور عقلي؛ أي عمره 22 عاما وكأنه بعمر 8 سنوات، لا بل أقل.

11. لا ينام في الليل نهائيا، ويزعج البيت كله بحديثه مع نفسه، وصراخه أحيانا، ولا ينام إلا بعد طلوع الشمس بساعات.

12. كل وقته ويده على مقدمة شعره وجبينه ويحركها بأصابعه حتى بدت عليها النتوئات والتجاعيد.

13. فاقد للشهية والأكل حتى شحب لونه وضعف جسمه.
14. صعوبة فهم كلامه وما يقول، وثقل واضح في لسانه.
15. يتكلم مع نفسه كلاما غير مفهوم أثناء النوم.

وكل هذا يزداد إذا حرم من التدخين، كما أنه قبل أن أرسل إليكم مشكلتي هذه بساعات كان يتكلم مع نفسه، وكأن أحدا أمامه ويطلقه ثلاثا بقوله: أنتي طالق طالق طالق.

نحن نؤجل دراسته الجامعية؛ لأننا نعلم أنه بلا قدرة على إكمالها، أو خوض امتحان واحد فيها.

حتى أصبح تعامل والدي ووالدتي وباقي أفراد العائلة معه بشكل سيء، بسبب الإحباط المتكرر واليأس من علاجه ورجوعه إلى طبيعته، على الرغم أنه كان قبل ذلك متفوقا جدا في مدرسته، ومتقدما بقدرات كبيرة على من هم في عمره.

أخذناه إلى أطباء نفسيين ولكن بلا فائدة، وأخذ دواء من هذا وذاك، ومن هنا وهناك لكن دون جدوى، وأيضا أخذناه إلى شيوخ رقية شرعية، وبعضهم قال: إنه مصاب بمرض الوهم، وآخر بالسحر، وآخر بالمس، وبعضهم بالعين، ولا نعلم من الصح من الخطأ.

ما الحل في ذلك؟ أشيروا علي بارك الله بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Anas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد عرضت الأعراض التي يعاني منها هذا الابن –شفاه الله– بصورة واضحة ودقيقة جدا، وقطعا هذا الابن مريض مرضا عقليا صريحا وواضحا، ولديه كل الأعراض التي تدل على وجود الهلاوس واضطراب الأفكار، وعدم الارتباط بالواقع والحكم الخاطئ على الأشياء، فهو مريض، وما دام هو مريض فهو مسؤوليتنا جميعا، يجب أن نقدمه لمرافق العلاج، ومهما عرض على أطباء ولم تكن هنالك نتائج جيدة هذا لا يعني أن نتوقف عن محاولاتنا، فالعلاج الطبي الدوائي المضاد للأمراض الذهانية يفيد هذا الابن بصورة ممتازة جدا، وتوجد الحمد لله تعالى أدوية فعالة وأدوية جديدة، والطب النفسي في تقدم مطرد.

وحالة هذا الابن ليس من الضروري أبدا أن يتم التنقل به ما بين طبيب وطبيب، أي طبيب معقول يستطيع أن يعالجه، كل الذي يحتاجه أدوية مضادة للذهان، ولا بد أن يكون التدخل الطبي مبكرا، لابد أن يكون هنالك التزام بتناول الأدوية، قطعا هنالك صعوبة مع هؤلاء المرضى في الاستمرار على العلاج، لكن توجد إبر يمكن أن تعطى كل أسبوعين أو تعطى كل أربعة أسابيع، وهي متوفرة وموجودة وتساعد كل المرضى، وتوجد بروتوكولات علاجية أخرى كثيرة.

مرضه مرض بيولوجي، مرض يتطلب العلاج، وإن شاء الله تعالى يستجيب بصورة معقولة جدا، فاذهب به إلى الطبيب، ويجب ألا يترك هكذا أبدا، وحتى وإن تم إدخاله وحدة نفسية لفترة أسبوعين أو ثلاثة حتى تستقر حالته فهذا لا بأس به، وبعد ذلك أعتقد أنه يمكن أن يعيش حياة معقولة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات