إيماني ضعف وطاعتي قلت بسبب الوساوس

0 260

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أرجو منكم مساعدتي في أسرع وقت، أنا شاب بعمر 15 سنة تقريبا، ملتزم -ولله الحمد- منذ سنة تقريبا، وكنت أداوم على الطاعات، ولكني منذ فترة قصيرة دخلت بالصدفة على موقع من مواقع الملحدين، وقرأت ماذا يوجد هناك، وكنت أضحك على أفكارهم، ولم أبال بهم، وبعدها بيومين تقريبا بدأت هذه الأفكار تراودني دائما، وتقول لي نفسي: ماذا إذا كانت هذه الأفكار صحيحة، ولا يوجد إله؟ وكل هذه الأفكار التابعة للملحدين، ولم أستطع التخلص من هذا التفكير، مع أني لا أبالي بها، وظللت مستمرا على طاعة الله، ولكني مع مرور الوقت أحسست بأن إيماني بدأ يضعف وطاعاتي بدأت تقل تدريجيا، لم أترك الصلاة والنوافل، وما زلت على ما يربطني بالإسلام والتوحيد، -ولله الحمد-.

لا أعرف كيف أتخلص من هذه الأفكار؛ لأنها تراودني من حين لآخر، وبدأت تؤثر على حالتي النفسية وطاعاتي، وقربي لله، أرجوكم ساعدوني؛ لأني أخاف من هذه الأفكار القذرة وأخاف أن تودي بي إلى الإلحاد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بالفعل هي أفكار قذرة، مؤلمة للنفس، مقززة، ومثل نفسك الطيبة قطعا تحس بحسرة وألم شديد، هذا -إن شاء الله تعالى- دليل على إيمانك وصدقه، والحالة هذه نسميها (وساوس قهرية اجترارية) أي أفكار ملحة متسلطة مستحوذة عليك، وقطعا الوساوس حول العقيدة والدين كثيرة جدا، وهذه الوساوس ترعرعت وانتعشت نسبة لاطلاعاتك على بعض أفكار الملحدين، مما أدخلك في هذا التشكك الوسواسي.

الذي أنصحك به هو: أن تقطع صلتك بهذه المواقع، وفي ذات الوقت أؤكد لك أن هذه الأفكار عارضة، وأنت تعالجها ليس من خلال مناقشتها، لا تدخل أبدا في مناقشتها، ضع الفكرة أمامك، تصورها مجسمة أمامك وخاطبها، وقل لها: (أنت فكرة حقيرة، وسواسية، لن أناقشك أبدا) لأنك إذا دخلت في أي نوع من النقاش مع هذه الأفكار سوف تقويها وتثبتها وتجعلها أكثر تشعبا.

الوساوس القهرية من هذا النوع بالفعل يفيد معها التجاهل كثيرا، ويجب أن تحذر من مناقشتها ومحاولة إخضاعها للمنطق، لأنها أصلا غير منطقية، وأنا سعيد جدا أنك حريص على صلواتك وعباداتك، سر على هذا المنوال، وعليك بالصحبة الطيبة، وأن تجتهد في دراستك، وأن تمارس الرياضة، هذا كله -إن شاء الله تعالى- يصرف انتباهك تماما عن هذه الأفكار، وعليك أن تكثر من الاستغفار، وأن تستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم.

أود أن أبشرك أيضا أنه توجد الآن أدوية فعالة جدا ممتازة جدا سوف تريحك من كل هذا العناء، أدوية (حتى) تناسب عمرك، لكني أفضل أن تذهب إلى الطبيب، ومصر - الحمد لله تعالى – بها الكثير من المختصين المتميزين والأفاضل، وأعتقد أن عقار (فافرين) والذي يعرف علميا باسم (فلوكسمين) أو (فلوتين) سيكون أي منهما مفيدا ومفيد لك جدا، وأنت محتاج للدواء لفترة ثلاثة أشهر تقريبا.

إذن: اعرض الأمر على والديك، واذكر لهما ما ذكرناه لك، وأنا متأكد أنك سوف تجد المساعدة والمساندة منهما، والموافقة على مقابلة الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات