هل الصرع يسبب مشاكل نفسية وصعوبة في التكيف اجتماعياً؟

0 353

السؤال

السلام عليكم

أولا: أنا أعاني من التشنجات –الصرع، ولله الحمد على كل حال- منذ أن كنت في الرابعة، وفي الخامسة عشر من عمري جاءتني عدة أعراض، منها: سماع كلام غير مفهوم على نبرات صوت الذين حولي وأردده، ويأتي تقريبا كل ثلاثة أشهر مرة، وأيضا يأتيني غثيان، وأستمر طيلة اليوم بالتقيؤ -أكرمكم الله-، وأشعر بخوف وخفقان، وتخيلات، والفزع من النوم، وخوف من الوضوء والصلاة، ذهبت إلى عدة قراء، وكلهم قالوا بأنها أعراض عين، وإلى الآن أذهب إليهم ولم أستفد شيئا، وعمري الآن 21 عاما.

ثانيا: أعاني من قلة الكلام في المجالس والمناسبات، حتى الأقارب يقولون أنني مملة، -بعكس طفولتي- حتى أهلي يقولون ذلك، أصبحت لا أذهب للمناسبات لقلة كلامي، وفي وقت خروجي من المنزل لا أجلس إلا بصحبة أمي أو أختي الكبيرة، لمعرفتهم بحالتي الأولى التي ذكرتها وكيفية التصرف معي، ولا أستطيع السفر لوحدي عند الأقارب لهذا السبب، وهل حالتي هذه بسبب حالتي الأولى؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Smile حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

قطعا بالنسبة لمرض الصرع يمكن -الحمد لله تعالى– الآن علاجه بصورة فاعلة جدا، وأعتقد أنك ملمة إلماما تاما بكل المعلومات الضرورية حول هذا المرض، خاصة فيما يتعلق بالحرص على تناول الدواء في وقته، وبالجرعة المطلوبة، ومراجعة الطبيب بصورة دورية، أضيفي إلى ذلك: يجب أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية جدا، ولا تلتفتي أبدا لأي وصمة، أو إعاقة اجتماعية مرتبطة بهذا المرض.

يعرف أن حوالي 60% من الذين يعانون من التشنجات الصرعية، تأتيهم أعراض نفسية مثل: أعراض (القلق، التوترات، مشاعر غريبة بعض الشيء، ربما عسر في المزاج، أو شيء من الاكتئاب البسيط، وكذلك المخاوف، والوسوسة) ويكثر هذا –أي هذه الأعراض– إذا كانت التشنجات نابعة من منطقة معينة في الدماغ تسمى بالفص الصدغي، لأن مشاعر الإنسان ووجدانياته تتحكم فيها تلك المنطقة الدماغية، ولذا يحتاج الكثير من مرضى الصرع إلى بعض الأدوية التي تحسن وتثبت مزاجهم، وتبعد عنهم المخاوف والقلق والتوتر، وأنا أعتقد أنك تحتاجين لذلك.

فأعراض الخوف والخفقان والتوترات وعدم الارتياح: هذه -إن شاء الله تعالى– كلها تحسم من خلال تناول أحد الأدوية البسيطة، مثل عقار (سبرالكس) ويسمى علميا (إستالوبرام)، لكني لا أريدك أبدا أن تقدمي على تناول أي دواء إلا بعد استشارة طبيبك، ومعظم الأطباء الذين يعالجون الصرع لديهم معلومات كافية جدا عن الأدوية المحسنة للمزاج والتي تزيل القلق والمخاوف والوساوس والتوترات، وفي ذات الوقت لا تتعارض مع أدوية الصرع التي يتناولونها، هذا هو الذي أنصحك به، أي أن تطلعي طبيبك على الأعراض التي ذكرتها لنا، ورسالتك واضحة جدا.

موضوع التقيؤ والغثيان هذا يحتاج أيضا أن تبلغي طبيبك، وربما تكون هنالك حاجة لقياس مستوى الأدوية في الدم، أنا لا أريدك أن تخافي، لكن هذا الأمر يجب أن نضعه في الاعتبار، يجب أن تبلغي طبيبك بذلك، ولا أعتقد أن موضوع الغثيان أو التقيؤ له علاقة بحالتك النفسية، حالتك النفسية بسيطة جدا، وحتى قلة الكلام والعزلة الاجتماعية، هذه كلها ناتجة من المخاوف، وعدم الاستقرار النفسي، وكما ذكرت لك يوجد -إن شاء الله تعالى– دواء جيد جدا يساعد في حالتك، وأنت من جانبك أنصحك بأن تعيشي حياة فعالة، حياة طبيعية، أكثري من الاطلاع، كوني نشطة داخل البيت، كوني علاقات طيبة مع الصالحات من الفتيات، واحرصي على علاجك، -وإن شاء الله تعالى- أمورك كلها تسير على خير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات