حالتي النفسية تردت بسبب التبول اللإرادي، بماذا تنصحونني؟

0 445

السؤال

السلام عليكمز

عمري 19 عاما، وأصبت منذ عمر 16 عاما تقريبا بتبول لاإرادي أثناء النوم، سواء صباحا أو مساء وغالبا مساء، لدرجة أني أستيقظ من النوم مليئة بالاكتئاب واليأس، كيف حدث هذا؟ ومتى؟ وكيف لم أشعر به؟ ظلت الحالة تتردد من حين لآخر متقطعة، وزادت جدا في فترة الثانوية العامة، خجلت في بادئ الأمر أن أشرح الموضوع لعائلتي، ولكنني عندما فعلت وبخوني كثيرا، وأحاطت بي سحابة من الاستهزاء والتوبيخ والإهانات المبرحة، لهذا أشعر بالحرج الشديد عندما تأتي أمي لتراني في الصباح، أنا لا أعلم هل هناك عامل وراثي أم لا، لكن أختي التوأم أصيبت بالحالة نفسها، وفي ذات السن تقريبا عندما أصبت بها، ونعاني كثيرا.

فرحت كثيرا عندما مر علي شهران بدون شيء، لكني فوجئت بعودتها في ثلاثة أيام متتابعة، أشعر بيأس كبير، والأسرة ترفض تماما أي استشارة طبية لأنها تشعر بالحرج من ذلك، أبكي كثيرا لأني متأكدة من عدم مقدرتي على الزواج، كيف سأواجه الواقع وأتغلب عليه؟ كيف سأتغلب على هذا المرض؟ ماذا أفعل وأهلي يرفضون بشدة أي استشارة طبية، أنا حقا يائسة، وهذا السؤال هو آخر أمل لي، وهي أول مرة أطلع أحدا غير أسرتي بالأمر، مع العلم أني أعاني كثيرا من غياب أبي عن الأسرة، ولكني أكتم ولا أبين لأحد، وحاولت كثيرا التغلب على هذا الأمر، ولم أستطع غير الخضوع له والبكاء والحزن، لأنه غير متوفى لكنه أهملنا وتركنا ونسينا، وهو ما يزيد حزني وحبي للعزلة، إنكم آخر أمل لي، ولقد اكتشفت هذا الموقع بالصدفة، أرجو أن تصفوا لي ما يلزم من تحاليل لأقوم بها من وراء أهلي، لأنهم يرفضون بشدة أي استشارة طبية خوفا من الفضيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهيلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

التبول اللاإرادي قد تكون أسبابه وظيفية –أي نفسية أو غير عضوية–، أو قد تكون ناتجة من علل طبية تتعلق بالجهاز البولي مثلا أو الجهاز العصبي.

أنا أرى أن حالتك غالبا تكون مرتبطة بشيء من عدم الاستقرار النفسي، وما أصابك من إحباطات، وكذلك التجريح النفسي الذي وصلك من ذويك، نسبة لتوبيخهم لك حول هذه الفعلة، وهذا يحدث حقيقة ونعتبره أحد المثبطات لمزاج الإنسان، وتجعله يفتقد الدافعية من أجل أن يعالج مشكلته.

الذي أراه هو أن تذهبي إلى طبيبة –طبيبة أمراض باطنية، أو طبيبة عمومية جيدة– وتحكي لها هذا الموضوع، وسوف تسألك إجراء الفحوصات العادية جدا، يجب أن يفحص البول للتأكد من أنه لا توجد أملاح أو التهابات، فحص الدم أيضا للتأكد من نسبة الهيموجلوبين، وكذلك فحص الدم الأبيض، فحص السكر، هذه هي المتطلبات الطبية الرئيسية، وإذا كان كل شيء على ما يرام، فإذن تتعاملي مع هذا التبول اللاإرادي تحت ما يسمى (التبول اللاإرادي الوظائفي) أي غير العوضي، وهنا تقومين بالجهد الحقيقي من أجل التغيير، وهذا يتمثل في الآتي:

أولا: حاولي أن تكوني متوازنة نفسيا ووجدانيا، غياب والدك من البيت أعرف أنه يؤثر ولا شك في ذلك، لكن تعاملي مع هذا الأمر بعقلانية، وبشيء من الثبات والقوة والاستبصار، ما هو دوافعه من هذا الغياب؟ وحاولي أن تجدي له العذر، وفي ذات الوقت كوني فعالة في داخل أسرتك، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: لعلاج هذه الحالة يجب أن تتعلمي حصر وإمساك البول في أثناء النهار، الهدف من ذلك هو أن تعطي المثانة فرصة للاتساع، لأن معظم الذين يعانون من التبول اللاإرادي في مثل عمرك، قد يكون لديهم ما يعرف بـ (المثانة العصبية)، والتي قد يكون استيعابها لكمية البول قليلا، إذا حصر البول وإمساكه في أثناء النهار حتى تحسين بالألم مهم جدا، هذا يؤدي إلى اتساع المثانة، وفي ذات الوقت يؤدي إلى تقوية المحابس، أو الصمامات التي تحبس المنطقة ما بين السبيل والمثانة.

عليك أيضا بممارسة تمارين رياضية داخل البيت، أي نوع من التمارين الرياضية التي تقوي عضلات البطن سوف تكون مفيدة جدا لك.

نقطة أخرى مهمة وهي: أن لا تتناولي أن مدرات للبول بعد الساعة السادسة مساء، حتى الماء أفضل ألا تتناوليه، واحذري قطعا تناول الشاي والقهوة، والبيبسي والكولا، والشكولاتة، هذه ممنوعة منعا باتا بعد هذا الوقت، وبشكل عام ممنوعة أنت منها لأنها أحد الأسباب.

من المهم جدا أيضا أن تذهبي إلى دورة المياه قبل النوم، وتفرغي مثانتك تماما، وإفراغ المثانة بصورة كاملة لا يتم إلا إذا جلس الإنسان لمدة دقيقة بعد انقطاع البول، وحاول أن يدفع أي بقايا من البول من المثانة، هي أشياء بسيطة لكنها مهمة جدا، وقطعا يجب أن تحرصي على أذكار النوم.

من المهم جدا أيضا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، لأن تمارين الاسترخاء مفيدة في هذه الحالات، لأن القلق والتوتر قد يكون عاملا أيضا، وإسلام ويب لديه استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو الرجوع إليها، والاستفادة من التوجيهات والتعليمات الموجودة بها.

النقطة الأخيرة هي، يوجد دواء ممتاز جدا يسمى (تفرانيل)، ويعرف علميا باسم (إمبرامين)، هذا من الأدوية الشائعة الاستعمال لتحسين المزاج، وفي ذات الوقت لعلاج التبول اللاإرادي. الجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرين مليجراما، يتم تناولها ليلا لمدة شهر، ثم تجعلينها خمسة وعشرين مليجراما صباحا ومثلها مساء لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجراما مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء، هذا الدواء معروف حتى بالنسبة للأطباء العمومين، -وإن شاء الله تعالى- بأخذك لهذه النصائح كطريقة، أو مجموعة واحدة، وتطبقيها بجدية، سوف تحسين بالفعل أنك قد أنجزت إنجازا عظيما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات