هل أتزوج ابن عمتي الذي يكبرني بـ 14 سنة؟

0 362

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 27 عاما، أحببت ابن عمتي الذي يكبرني بـ 14 عاما، وهو على خلق ودين وعلم، -والحمد الله- نحن متفاهمان كثيرا أو نشبه بعضنا كثيرا، واستخرت عدة مرات، وأعلم أن الأصل في الاستخارة هو الدعاء، لكن بالإضافة لذلك رأيت منامات جميلة، وكلها إشارات زواج، لكن المشكلة أن أمه كانت قد طلبت أختي الكبيرة له، وكان يتحدث معها بين الوقت والآخر كقريب فقط، واستمرت فترة الكلام ومحاولات لخطبتهم من أمه لأربع سنوات، وكانت هناك مكالمات معدودة، الآن الشاب يريد أن يتقدم لخطبتي حيث يقول إنه من غير معقول أن نبقى نتكلم مثل المراهقين.

ساعدوني، ماذا أفعل من جهة فرق العمر الكبير؟ حيث الجميع يقول إنه بعد سنة أو سنتين سيصبح عنده برود ويمل مني، والشيء الثاني: كيف نتعامل مع أختي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونؤكد لك ضرورة التوقف عن مكالمة هذا القريب حتى يأتي ليطلب يدك بصورة رسمية، وحتى تحصل الموافقة، لأن الإسلام لا يبيح أي علاقة في الخفاء، ولا يبيح هذا التوسع، ولا يرضى بعلاقة لا تنتهي بالزواج، وهذه مسألة إلى الآن مجهولة، فعليه أن يتقدم ويطلب يدك رسميا، بعد ذلك إذا وافقت الأسرة، فيمكن أن تكملوا المشوار، وإذا حصلت إشكالات لا تكون هناك أضرار كبيرة بالنسبة لك، لأن كلامك مع الشاب سيترك آثارا سالبة على نفسك، لأن الفتاة تكون عند ذلك تعلقت بالشاب، وقد تعيش مع غيره، وهذا ما لا نريده لك، ولا نريده له كذلك.

لأجل ذلك ينبغي أن تتوقفوا فورا، وعليه أن يتقدم خطوات فعلية إلى الأمام، وإلا فليس هناك ما يجيز لك من الناحية الشرعية التواصل معه ولو للحظة بهذه الطريقة، ونحب نؤكد لك أن هذا الذي حدث كان مخالفة ومعصية، تحتاج لتوبة وتوقف ورجوع إلى الله تبارك وتعالى، ثم بعد أن يتوب وتتوبي، عليه أن يأتي ليطلب يدك –كما قلنا– بطريقة رسمية، وقد لا يوافقوا، فإن وافقوا فنسأل الله أن يعينكم على إكمال المشوار، وإلا فهذه تحدث مشكلات حقيقة في الأسرة، وهو أيضا شاب لست أدري كيف يتكلم هذه المدة الطويلة ويتواصل مع أختك، وكان يريدها، ثم يأتي ليتواصل معك؟!

نحن نؤكد أن مثل هذه المواقف هي مخالفة للشريعة، والأخطر من ذلك أنها تؤثر على صلة الأرحام، وتحدث في الأسرة مشكلات عميقة جدا، وكل هذا لأننا خالفنا آداب وأحكام هذا الشرع الحنيف، الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

أرجو أن تعودي إلى الصواب، توقفي عن مكالمته، وأؤكد أيضا أن المكالمة معه وإطالة الكلام مما يجعل الشاب يسوف، إذا كان يجد ما يريد، ويجد من تكلمه، ومن تهتم به ومن تعلن له عن مشاعرها، فلماذا يتزوج؟ بعضهم يكتفي بهذا، فيبدأ في تضييع الوقت عليها وعلى نفسه أيضا، ولذلك دائما التوقف والعودة إلى الله فيه مصلحة للطرفين، وإن كنا نقدر أحيانا، قد تكون هناك آلام، لكن الألم الأخطر، والمصيبة الكبرى هي الاستمرار في طريق المعصية، وما من معصية إلا ولها شؤمها وآثارها المدمرة، وهذا ما لا نريده لبناتنا وأبنائنا، نريدهم أن يتقوا الله في أنفسهم، أن يبتعدوا عن الشبه والشبهات، أن يتجنبوا هذه المخالفات.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يرفعك درجات، ونؤكد لك أن ما عند الله من التوفيق والخير لا ينال إلا بطاعته، وأن المشوار الذي يبدؤه الإنسان بالمعصية، يخاف على نفسه ويخاف من آثار هذه المعصية، ولذلك من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ولذلك لا بد من حسنة كبيرة وهي التوبة، توقفون بها سيل المعاصي، ثم بعد ذلك نبدأ البداية الصحيحة بقواعدها الصحيحة، بأن يتقدم رسميا، وبعد ذلك نبدأ نتحدث عن الحب والميل وهذه الأمور كلها، لا بد أن يكون لها غطاء شرعي من آداب وأحكام هذا الدين، الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية، ونتمنى أن تستجيبي لهذه التوجيهات، لأننا لا نريد لك أن تستمري في طريق المعصية لما فيه من الخطورة، ونسأل الله التوفيق والهداية للجميع.

مواد ذات صلة

الاستشارات