أعاني من وساوس الوضوء والصلاة والرياء.. ما هو العلاج؟

0 368

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الوسوسة منذ خمس سنين ( وسواس الطهارة)، وأحيانا يشفيني الله من وسواس الصلاة، والوضوء، لكن منذ أربعة أشهر، وأنا مريض بوسواس الوضوء والصلاة بجانب الطهارة حيث إن وقت الوضوء 6 دقائق، ووقت الصلاة يزيد على 17 دقيقة، حيث أكرر الآيات أو أتردد عند النطق بالآية، وأشعر بسرعة في التنفس أثناء التكرار في أركان الصلاة فقط، لكن في الأسابيع الأخيرة يأتيني في كل الصلاة.

وأيضا صلاة السنة، وأيضا منذ 3 سنوات كانت تأتي لي وساوس عندما أسمع دليلا في مسألة شرعية، ثم أحاول أن لا أهتم بها مع أنها تؤلم نفسي كثيرا، وأنا أعلم أن وساوسي خاطئة، وأيضا أنا مصاب بوسواس في الرياء، ووساوس بسيطة عند الحل في الامتحانات، وقرأت في هذا الموقع عن دواء، لكني خشيت أن يكون غير مناسب لي فيضر بعقلي، وأرجو من كل من يقرأ رسالتي أن يدعو لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وعلى رسالتك هذه، والتي وجدت اهتماما كبيرا منا؛ لأن الوساوس فعلا هي سخيفة، ونتمنى أن تقتنع بأن العلاج أيضا متوفر.

وساوس الأفعال دائما تسبقها الأفكار، أنت لديك وساوس أفعال متعلقة بالوضوء، بالطهارة، بالصلاة، لكن أصلا الفكر الترددي الشكوكي هو الذي أدى إلى هذا النمط الطقوسي الوسواسي الذي يحمل سمات الأفعال كما قلنا.

لذا علاجك يتمثل في:

أولا: ألا تناقش نفسك حول الوساوس، بل تعتبرها شيئا حقيرا رخيصا متسلطا عليك، وهو ليس دليلا على ضعف شخصيتك أو قلة إيمانك، بل على العكس تماما - إن شاء الله تعالى - هي دليل على صريح الإيمان، إذا قمت بمناقشة الوساوس وحوارها ومحاولة أن تخضعها إلى المنطق لن تصل إلى نتيجة، بل الأمور سوف تتشبك أكثر وتتعقد أكثر.

على سبيل المثال (موضوع الوضوء): حدد كمية الماء، لا تتوضأ من ماء الصنبور، ضع ماء في قنينة أو إبريق أو أي إناء، وتذكر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان لا يسرف في الوضوء، وحدد وقل (هذا هو الماء المتاح لي) ثم توضأ به، لن تأتيك أي مشكلة، نعم سوف تواجه بعض الشكوك، لكن تكرار هذا الأمر لمدة أسبوع إلى أسبوعين سوف تجد أن مشكلة الوضوء قد انتهت تماما.

أما في الصلاة فابن على اليقين، وكن حازما مع نفسك، وحدد الوقت فلا تزيد صلاتك عن سبع دقائق (مثلا) هذه الصلاة الرباعية، وهنالك من العلماء من حتم على عدم سجود السهو في هذه الحالات، الأمر فيه سعة عظيمة - أيها الفاضل الكريم - .

أنا أعرف أن الوساوس ذكية وخبيثة وملحة ودائما تشكك، وقد تسأل أنا كطبيب كيف أتجرأ وأقول لك أن العلماء أجازوا أن لا تسجد سجود السهو؟ حتى الوسواس سوف يجرك إلى أن تقول أن هذا الطبيب ليس صاحب علم ولا معرفة، وما علاقته بالدين؟

لا - أيها الفاضل الكريم – إن شاء الله لديك القدرة، ولديك الشخصية، ولديك المقدرة أن تحاصر هذه الوساوس، وأنت قطعا تحتاج للعلاج الدوائي، العلاج الدوائي سوف يريح نفسك، سوف يبعثر هذه الوساوس مما يجعل مقاومتها سهلا جدا.

إذا تمكنت وذهبت إلى طبيب نفسي هذا هو الأفضل، وإن لم تتمكن قطعا عقار (بروزاك) والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) سليم، غير إدماني، غير تعودي، ومفيد جدا لعلاج الوساوس، بشرط أن تلتزم بالجرعة – وهي الجرعة المتوسطة - وكذلك المدة، والمدة لا تقل عن عام.

جرعة البروزاك هي أن تبدأ بعشرين مليجراما في اليوم بعد الأكل، تتناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها كبسولتين في اليوم لمدة شهر، يمكن أن تتناول الكبسولتين مع بعضهما البعض، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى ثلاث كبسولات في اليوم، تناول كبسولة في الصباح وكبسولتين ليلا، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

وهناك أدوية بديلة كثيرة كالفافرين، وكالزولفت، وفي بعض الأحيان نعطي أكثر من دواء، وقد ندعم هذه العلاجات أيضا بأدوية أخرى مثل عقار رزبريادون.

لا أعتقد أنك سوف تحتاج لكل هذه المناهج الدوائية المعقدة، لكن ذكرتها لك حتى تحس بالأريحية، وأن الأمر فيه سعة كبيرة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات