هل كره التجمعات والوسواس المرضي يوصل للذهان؟

0 325

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أحب أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، وجعله الله في ميزان حياتكم.

مشكلتي أني قبل 6 أو 7 سنوات كنت راجعة من سفر، وبالطريق أحسست بشيء غريب، كأن شيئا أفقدني الوعي لثواني، لم أحس بمن حولي، وبرودة في أطرافي، توقعته الموت، وبعده أصابني خمول وتعب حتى أني ذهبت للمستشفى، والضغط كان سليما، لا أدري ماذا أصابني، ومن بعدها بدأت معاناتي، تعب جسدي، وقل نشاطي بالبيت، خمول وكسل دائما، وأحيانا أشعر بحرارة، ولم أعد أحب الاختلاط، لأني أتعب وأخاف أن تتكرر لي الحالة.

وبعدها بفترة توفي واحد من أهلي وتأثرت، وبعده بأسابيع توفي آخر، ومن هنا بدأ معي وسواس الموت، أحاول مجاهدته لكن يغلبني، استعنت بالله وأرقيت نفسي، ولا أخفيكم تحسنت لكن لم ينته مني تماما، وقبل سنتين بنت خالتي تعبت نفسيا، وكانت تأتيني تشتكي، وأنا نفسي متعبة وزادتني سوء، لأني كنت أطبق ما أراه بها علي وأتعب، وأخيها تعب وشخصوا حالته بين هلع أو فصام، أصابني وسواس المرض، أخاف أن أصاب به ولا أتحكم بنفسي، وأنا كثيرة القراءة بهذا الشأن، وكلما مررت بقصة أو استشاره تؤثر علي، لأني أطبقها على نفسي، وأخاف أن أصل لتلك الدرجة، أسأل الله لي السلامة والعافية.

وأكره المناسبات على الرغم من أني أرغب في الذهاب لها، لكن لو ذهبت أحس بأني لست في الواقع، وأتعرق ويجف ريقي، وأكثر من شرب الماء، أحاول تهدئة نفسي، وكم مرة ضغطت على نفسي وذهبت، وعندما أعود أكون متعبه جسديا جدا، لأني أكون أصارع نفسي أريد الرجوع للمنزل، عكس ما كنت عليه بالسابق، كنت أحب التجمعات، ولي علاقات -ولله الحمد-، وإلى الآن لم أفقد شيئا، لكني لا أشعر بمتعتها مثل قبل.

دخلت التحفيظ لمدة نصف عام، وكنت أذهب مضغوطة، لا أعلم ما يصيبني، وأحيانا أتأخر بالذهاب، وأحيانا أستعجل بالرجوع، أحس بقلق وعدم راحة، ويصيبني ذلك لما أذهب للحرم، أتمنى أن ينهي الإمام الصلاة بسرعة لأخرج، وأحاول جاهدة أن لا أستسلم، ولكن أصل لحد أنتهي من التعب الداخلي، أشعر برغبة في الصراخ حتى أخرج ما أشعر به، وبأني لا أستطيع التنفس، ومشقه في أخذ النفس، لدرجة أحيانا أتثاءب لكي آخذ نفس مريحا، ويكثر عند الاختلاط بالناس، وينتابني أحيانا الخوف من المرض المفاجئ، كانفصام الشخصية أو الذهان -عافانا الله- من كثرة ما أقرأ عن هذه الحالات، وحالات الانتحار والقتل، وأخاف من هذا، هل حالتي هذه قد توصلني لهذه المرحلة؟

وهل صحيح بعمري تقل إصابتي بالأمراض النفسية؟ وأريد علاجا سلوكيا أفضل، لأن لدي العزيمة، وأريد منكم أن تريحوني، هل حالتي صعبة؟ -والحمد لله- قويت علاقتي بربي، وداومت على الأذكار، وأتحسن معها بنسبة عالية، لكن لا أعلم ماذا يحدث لي ويقلل عزيمتي، وأخاف أنه حسد، لأن عمتي حلمت بي فأخبرها المفسر أن أتحصن، ومرة حلمت أني أقرأ آية أم يحسدون الناس.

أرشدوني بارك الله فيكم، واعذروني على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام ياسر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عرضت حالتك بصورة واضحة جدا وجلية، وأنا -إن شاء الله تعالى– على درجة عالية من اليقين، أقول لك وبكل وضوح ومباشرة أنك تعانين مما يسمى بـ(قلق المخاوف الوسواسي)، وهي حالة عصابية، أي أنها ليست عقلية أو ذهانية، وليست اكتئابية، فالحالة إذا هي حالة قلقية، تتميز بوجود المخاوف والوساوس، وهي حالة شائعة جدا.

أجيب على أسئلتك: هل حالتي هذه قد توصلني إلى هذه المرحلة؟ لا -إن شاء الله تعالى– إذا اتبعت الإرشاد، وأخذت العلاج الدوائي، لن يحدث لك أي مكروه، بل ستختفي كل هذه الأعراض.

وهل صحيح أن عمري يقلل إصابتي بالأمراض النفسية؟ هذا الكلام ليس صحيحا، هنالك دراسة أشارت أن مرضى الفصام ربما يكون عمرهم أقل من الآخرين، وذلك لأنهم لا يعيشون حياة صحية، معظمهم يكثر التدخين، ويتناول الأطعمة غير السليمة، حركتهم قليلة، لا يمارسون الرياضة، قد يتناولون أيضا أدوية ذات تأثيرات سلبية، لكن بالنسبة للحالات النفسية الأخرى، ليس هناك دراسة تشير إلى هذا الأمر أبدا.

العلاج السلوكي علاج جيد، لكن يجب أن يواكبه ويتم معه تناول العلاج الدوائي، مهما كانت العزيمة والقوة لا أعتقد أن العلاج السلوكي لوحده سيكون كافيا، والدواء يتميز بأنه سليم وفاعل، ويمهد للعلاج السلوكي من خلال الشعور بالراحة النفسية.

حالتك ليست صعبة، حالتك مزعجة، لكنها بسيطة جدا، وعلاجها متيسر، -والحمد لله تعالى- أنت حريصة على أمور دينك، وهذا قطعا سوف يعجل بشفائك، إذا اذهبي إلى طبيب نفسي مباشرة، وتناولي أحد الأدوية الممتازة التي تعالج قلق المخاوف الوسواسي، وقطعا عقار (زولفت) ويعرف تجاريا باسم (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، سيكون هو أفضل دواء لحالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات