كيف أتخلص من القلق والتوتر عند المقابلات الشخصية؟

0 477

السؤال

السلام عليكم.

عمري 20 سنة, وتقابلني مشكلة وهي التوتر والقلق في بعض المواقف, مثلا تأتيني أعراض عندما يكون عندي مقابلة شخصية, أو عند إجراء رسم للقلب, عندها ضربات قلبي تزداد جدا, ولا أقدر على الكلام, وأفقد تركيزي.

فهل من دواء آخذه قبل هذه المواقف؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hossam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قبل أن أتحدث عن الدواء أقول لك: إن هذا الذي يحدث لك نسميه بـ (قلق الأداء) يعني أنك حين تريد أن تؤدي شيئا فيه نوع من المواجهة أو يتطلب أن تواجه؛ هنا يكون الجسم في أعلى درجات اليقظة والاستعداد، وهذا يحدث من خلال إفراز مادة تسمى بالأدرينالين، تزيد من ضخ الدم عن طريق القلب؛ لأن الإنسان حين يريد أن يقوم بفعل ما -خاصة إذا كان يتطلب مواجهة– هنا لا بد أن يتدفق الدم بكميات أكبر للعضلات والدماغ حتى يزيد مستوى الأكسجين في الدم، لأن الأكسجين هو الذي يعطينا الفاعلية والحيوية.

فيا أيها الفاضل الكريم: الأمر أمر فسيولوجي طبيعي جدا، أريدك أن تفهم هذه النقطة وتركز عليها، لأنها تمثل الحل الأساسي لمشكلتك، ودائما تكون هذه الانفعالات الاستعدادية النفسية الفسيولوجية في بداية المواجهة، بعد ذلك يبدأ الأمر في الانخفاض، ولذا أريدك أن تتفهم هذا الأمر، وأن تعرف أنه أمر طبيعي جدا، وفي نفس الوقت قل لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ أنا مثل بقية الناس، وأنا -الحمد لله تعالى– بخير) ودائما حاول أن تلجأ لما يسمى بالتعريض في الخيال، يعني تتصور أنك سوف تقدم عرضا وتجلس وتحكي هذا العرض مع نفسك، وتتصور أن عددا كبيرا من الحضور أمامك وفيهم بعض الأساتذة، عش هذا الخيال.

خيال آخر مهم جدا: تصور في مرة من المرات أنك كنت في المسجد تريد أن تصلي مع الجماعة، ولسبب ما لم يحضر الإمام الراتب في وقته، وأحسن الناس الظن فيك، وطلبوا منك أن تصلي بهم، هذا يحدث، يمكن أن يحدث في واقع الحياة, هنا حضر نفسك وقل: (إن شاء الله تعالى أنا أهل لهذه المسؤولية) وبعد ذلك تقوم بخطوات الصلاة المعروفة، في بدايتها سوف تواجه نوعا من الخوف، وبعد ذلك سوف تنتهي -إن شاء الله تعالى- فالتعريض في الخيال مهم جدا.

نقطة ثالثة مهمة وهي: أن تتدرب دائما على التواصل الاجتماعي, كن دائما في الصفوف الأولى في كل شيء، في المجالس، في الصلاة، مع زملائك، هذا جيد ومفيد, العب الرياضة الجماعية مثل كرة القدم, كون لك حضورا ووجودا في وسط أصدقائك, كن صاحب الكلمة الطيبة والطرفة الجميلة الظريفة، وزود نفسك بالمعلومات والمقدرات المعرفية، هذا يسهل عليك الكلام كثيرا.

قراءة القرآن الكريم أيضا بصوت عال وتلاوة وتدبر حتى وإن قام بها الإنسان لوحده، وجد أنها تساعد الإنسان في المواجهة، فهذه أنواع من التدريبات السلوكية البسيطة، لكنها مفيدة جدا.

عليك أيضا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء مهمة جدا، وإسلام ويب أعدت استشارة تحت رقم: (2136015) فيها الكثير من التوجيهات المبسطة جدا، لكنها ممتازة إذا طبقها الإنسان.

هنالك أيضا كتاب ممتاز لديل كارنيجي، هذا الكتاب مترجم واسمه (دع القلق وابدأ الحياة) أو (تخلص من القلق وابدأ الحياة) إذا تحصلت عليه وجعلته في مكتبته واطلعت عليه من وقت لآخر أيضا سوف يفيدك، كذلك كتاب الشيخ عائض القرني -حفظه الله- والذي يسمى (لا تحزن) فيه الكثير من المنهج السلوكي العظيم لأن يكون الإنسان أكثر تدربا على مواجهة كل أمور الحياة، وأن يحس باليقين والطمأنينة الداخلية، فأيضا تحصل على هذا الكتاب.

أما بالنسبة للأدوية: الأدوية متوفرة وموجودة، وربما يكون عقار (إندرال) والذي يسمى علميا باسم (بروبرالانول) هو الأنسب بالنسبة لك، يمكن أن تتناوله بجرعة عشرين مليجراما ساعة إلى ساعتين قبل المواجهة، وهذا يكفي تماما, الإندرال لا يتم تناوله بالنسبة للذين يعانون من الربو.

إذا أردت أن تذهب إلى مبدأ علاجي أفضل، فأنا أرشح أن تتناول عقار (زيروكسات) هذه اسمه التجاري، ويعرف تجاريا باسم (باروكستين) حيث إنه ممتاز لعلاج المخاوف الاجتماعية، أو مخاوف الأداء، والجرعة جرعة بسيطة في حالتك، أن تبدأ بنصف حبة ليلا –أي عشرة مليجراما– لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، وليس هناك ما يمنع أن تتناول الباروكستين والإندرال في نفس الوقت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات