أصيبت زوجتي بصداع حاد بعد الزواج...فما العلاج؟

0 334

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متزوج حديثا قبل 36 يوما, وبعد مرور أسبوع فقط على زواجنا؛ أصبحت زوجتي تعاني من صداع حاد بالجانب الأيمن من رأسها, ولكنه متقطع, وغالبا يأتيها في الليل, وبعد أسبوعين زادت نوبات الصداع, حتى اضطررنا للذهاب للطبيب, فقام بإجراء فحوصات دم, وأخبرنا أنها لا تعاني من شيء, إنما فقط يمكن أن يكون أمرا نفسيا بسبب التغيير الجديد الذي نمر به.

علما بأننا نعيش في منزل أهلي, وبعدها خفت نوبات الصداع كثيرا, إلا أنها لم تختف تماما, والآن وللأسف عادت نوبات الصداع مرة أخرى وبنفس الحدة.

استبعدنا موضوع الحمل, وذلك لأن زوجتي قد جاءتها الدورة قبل أيام, ولا يوجد أي خلافات بيني وبين زوجتي, بل نعيش حياة زوجية سعيدة.

هي فقط تشتاق لأهلها كثيرا, وتحدثهم بالهاتف باستمرار, وقد علمت أن والدتها في الماضي كانت تعاني من صداع نصفي, ولكنها شفيت منه تماما والحمد لله.

عمر زوجتي 27 عاما, ووزنها 60, وهي مصابة بحساسية حادة, بحيث إنها تتضايق عند استنشاق الغبار أو الروائح القوية, وتأتيها كحة لفترات طويلة, ولكنها بعد الزواج لم تصب بهذه الحالة إلا في الأسبوع الأول فقط.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: نقول لك مبارك زواجكم، ونسأل الله تعالى أن يجعله زواجا مباركا، وبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

لا تنزعج لموضوع هذا الصداع الذي تشتكي منه زوجتك، فالصداع علة شائعة جدا خاصة وسط الفتيات والنساء، ولا أريدك أن تجعل الزواج سببا لهذا الصداع، والصداع أسبابه قد تكون كثيرة وكثيرة جدا، وهنالك أنواع من الصداع قد تظل مع الإنسان لفترات طويلة دون أن تكون مشخصة، لذا يرى الكثير من علماء النفس والأعصاب أن هذا النوع من الآلام أفضل وسيلة لعلاجه هو تجاهله.

أنا قطعا لا أقول لك تجاهل زوجتك، لأن هذا قد يؤثر عليها نفسيا، لكن حاول أن تطمئنها، وأنك قمت بالواجب، وقام الطبيب فحصها، وإذا لزم الأمر يمكن أن تقابل طبيبا مختصا في الأعصاب لمرة واحدة فقط، وذلك لأجل أن تجعلها أكثر اطمئنانا، وما دام والدتها كان لها تاريخ صداع نصفي ربما يكون هذا أيضا نوعا من الصداع النصفي البسيط، ونسبة للزواج ومسؤوليات الزواج بالرغم من أنه حدث سعيد، لكن بعض الفتيات يصبن بما نسميه بـ (عدم القدرة على التكيف) أو (عدم القدرة على التواؤم).

وفي هذه الحالة أيضا العلاج هو أن تطمئن زوجتك، ألا تشغل نفسها بهذا الصداع، أن تنظر نظرة إيجابية مستقبلية، وأن تتجنب بعض الأطعمة مثل الشكولاتة والأجبان (مثلا).

والصداع أيضا قد تكون أسبابه بسيطة جدا، مثلا وضعية النوم الخاطئ، هذا قد يؤدي إلى انشدادات عضلية، ومن ثم يؤدي إلى الصداع، ولذا دائما ننصح أن ينام الإنسان على شقه الأيمن، وأن يكون حريصا على أذكار النوم، مع تجنب المخدات والوسائد المرتفعة.

سيكون أيضا من المهم جدا أن تتأكد زوجتك أنها ليس لديها مشكلة في الأسنان، أو الأذنين، أو الجيوب الأنفية، لأن الحساسية أيضا في كثير من الحالات قد تؤثر على الجيوب الأنفية، ومن ثم الجيوب الأنفية تؤثر أيضا على عضلات فروة الرأس، ومن ثم قد يظهر الصداع, النظر أيضا مهم، التأكد من أنه جيد.

لا أريد أن أعقد لك الأمور بأن تذهب بها من طبيب إلى آخر، لكن وددت فقط أن أوضح لك أن أسباب الصداع كثيرة وكثيرة جدا، وأنا شخصيا دائما في مثل هذه الحالات أدعو إلى تجاهل الأمر، لكن فحصها لمرة ثانية قد يكون أمرا جيدا، وبعد ذلك أعتقد أنها رسالة الطبيب أن يبلغها أن من أفضل وسائل علاج هذا النوع من الصداع هو التجاهل.

وبعض الفتيات أيضا ربما يكون لديهن توجه لاستدرار العطف، وهذا ليس تصنعا، لكن التجسيد –أي ظهور الأعراض الجسدية– كثيرا ما يكون فيه نوع من شد الانتباه، وهذا قطعا يكافئ من خلال الاهتمام بها، وفي نفس الوقت عدم الاكتراث لشكواها، لكن يكون هنالك اهتماما عاما بها.

انصحها أيضا أن تنام نوما مبكرا، هذا يفيدها كثيرا -إن شاء الله تعالى– ومن الضروري أيضا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة ومفيدة جدا، وبهذه المناسبة موقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015) يمكنها أن ترجع إليها، ويمكنها أن تطبقها، وإن شاء الله تعالى هذا سوف يفيدها كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات