ما السبب في أن أسعى للشيء ثم أرفضه إذا حصل؟

0 366

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي هي: أنني أسعى إلى الشيء، وأستخير الله، وعندما يأتي أرفضه، وقد حدثت لي مواقف كثيرة أثرت في حياتي، فكيف أعالج هذا الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jinan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وقد أفلحت من استخارت واستشارت، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ونحب أن نؤكد لك أن الإنسان الذي يستخير الله ويطلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير ثم يستشير من يظن فيهم الخير عليه أن يمضي ويتوكل على الله تبارك وتعالى، لأنه فعل الأسباب، ثم عليه أن يتوكل على الكريم الوهاب، ويرضى بما يقدره مالك الأكوان العظيم التواب سبحانه وتعالى.

من هنا نحن ندعوك إلى أن تتركي التردد، فدائما الإنسان إذا تردد لا يستطيع أن يفعل شيئا في هذه الحياة، وإنما عليه بعد فعل الأسباب والبدايات الصحيحة، وترتيب الأمور، أن يتوكل على الله ويمضي، فالإسلام لا يريد الفوضى، لأنه لما قال: أأطلق ناقتي وأتوكل؟ قال: ( لا، إعقلها وتوكل)، أي يفعل السبب ثم يتوكل على الله تبارك وتعالى.

أنت فعلت الأسباب، ونتمنى قبل الدخول في أي موضوع أن تكون لك دراسة وتخطيط ونظرة شاملة لكافة جوانبه، ونحن نحب في مثل هذه الأحوال أن تذكري لنا نماذج من أشياء استخرت فيها، ثم تركت هذه الأشياء، ثم تبيني الأسباب التي دفعتك إلى تركها، ونحب أن نؤكد أن صلاة الاستخارة لا تعني أنه لا توجد صعاب ولا توجد عقبات ولا توجد مشكلات، فهذا شيء وهذا شيء آخر، لأن الحياة أصلا فيها صعوبات ولا تخلو من صعوبات، ولكن الإنسان عندما يستخير ربه، فإنه يدعو بهذا الدعاء العظيم الذي فيه أسرار بديعة، فهوعندما يقول: (واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به)، فإنه يسأل الله أن يصرف عنه هذا الأمر إن كان شرا، وأن يقدره له إن كان خيرا، ويقول في النهاية: (واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به)، فهذا هو مكان السعادة؛ لأن الإنسان قد يتعلق بشيء ليس في مصلحته ثم يتعب نفسيا، وقد يقع في شيء وليس خيرا، وهو يسأل الله أن يصرفه عنه، ولذلك (واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به)، أي أن يقدر له الخير ثم يرضيه بالنتيجة التي آل إليها.

نحن (حقيقة) في انتظار مزيد من التوضيحات ومزيد من الأمثلة التي تكشف لنا طريقة تفكيرك، وتكشف لنا معالم الشخصية عندك، ويبين لنا أيضا هذه الأمور التي توقفت لأجلها، هل هي لأسباب فعلية تستحق التوقف؟ أم هي أمور مجرد أوهام ومجرد نوع من التردد الذي لا نريد أن يكون عند الفتاة المؤمنة في توكلها على الله بعد فعلها للأسباب.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات